منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الثبات أول الحلول
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2008, 10:54 AM   #1
عبدالله الراشد
( شاعر و صحفي )

الصورة الرمزية عبدالله الراشد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 ختم العمده
0 كف المساء
0 وا بريداااه
0 صوت المطر

معدل تقييم المستوى: 18

عبدالله الراشد غير متواجد حاليا

افتراضي الثبات أول الحلول






في الشدائد بقدر حاجتك للصبر تحتاج للإرادة والضمان الكافي لقدرتك على تجاوز الضيق وكل ما «ينكد على عيشتك» معظمنا لا يراعي مسألة الاستعداد النفسي لتجاوز الشدائد والمصاعب ومنا من تقع عليه المصيبة وكأنها كالجبل الذي يكتم صدره ويضيق عليه الخناق. ومنا من يصيبه داء «الهلوسة» و»الوسوسة» مهما كان حجم المشكلة التي يواجهها وقد تجده كمن يبحث عن ابرة في كومة من التراب فيسأل كل من حوله عن الحلول لما يعانيه دون ان يجهد نفسه بالتفكير ومواجهة الأمر بوعي وثقة.

لا يمكن ان يعقل ان لا تواجه أي مشكلة بالصبر وهو ابرز سمات المتقين، ورب العزة والجلال قال في محكم التنزيل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) والآية دلالة على أن التقوى خير معين على مصائب الدنيا صغيرها قبل كبيرها وتعاليم الدين الحنيف في العادات والمعاملات تكفينا لتكون مصدر لاستقرار النفس وجلب الطمأنينة لها والرضا بالقضاء والقدر واحتساب الاجر والثواب من العلي القدير جل شأنه. بتقوانا تحيا القلوب وتسهل الامور واولها (المنكدات) و(المنغصات) ويهون على المرء مواجهة شياطين الانس والجن معا.

مواجهة أي ضيقة تستدعي وجوب الالتزام بالاستقرار النفسي والوعي لواقع المشكلة وحجمها واحاطة العقل بسياج من الثبات. والمطلع على سيرة الاولين من الصحابة والتابعين واولي العزم ووجوه الخير والتقوى يلمح مدى العبرة من قصصهم وسكينتهم في مصاعب حياتهم ولو كانوا غير ذلك لما خلدهم التاريخ ولما كانوا انقياء السمعة وتحيطهم الطمأنينة اينما كانوا وكيفما شاؤوا ما داموا ذاكرين شاكرين لله عز وجل شأنه.

إننا نهمل مراعاة التأني في مواجهة المنغصات والظروف السيئة وقد يكون ذلك لضعف انفسنا وعدم مواجهتنا لما يحيط بنا من ضيق بالصدق والثبات في العش الزوجي مثلا يواجه الرجل او المرأة مشاكلهما بالنوم ان بالهروب من الطرف الاخر وفي الحياة العملية يواجه بعض الاداريين والقياديين مشاكلهم اليومية والمتكررة بالتسويف والتأجيل وسن القرارات (العبيطة) وربما تشكيل اللجان وغيرها من الاساليب التي لا تقدم ولا تؤخر وتعيد الامور الى نقطة الصفر. والصور في حياتنا شتى والخوض فيها يطول ويطول لكنها مؤشر(احمر) ينذر باننا بحاجة الى التعامل مع واقعنا بكل صوره بادراك وتأن وثبات لا يخلو من ذكر الله مهما كان حجم المشكلة التي نواجهها.


.............................................


نشرت في جريدة اليوم الجمعة 24/1/1429

 

التوقيع


احيانا يكون للرحيل معنى والف الم
احيانا يكون الصبح وجع لا ينتهي
والليل جراح
احيانا نقفز للاحلام
نلهث خلف الذكرى
نلهو بين البسمات
نتحايل على الانين
ولا يكون امامنا
الا
"ال ر ح ي ل"
في النهاية

عبدالله الراشد غير متصل   رد مع اقتباس