منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ نصوص ] ... خارج النص .
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2014, 07:50 AM   #2
صفية عبد الله
( كاتبة )

الصورة الرمزية صفية عبد الله

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 26

صفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهر

افتراضي [ نصوص ] ... خارج النص .



( 2 )





.... ترصد عيني كل الحركات ... ِ
يحسب عقلي كل الاحتمالات ..
فهرباً من الأبواب ..؟
ثم الأيدي التي تحمل الحلوى والمغريات أتخذ أنا..
كل الاحتياطات التي تقيني شر كمين يحبسني
عن بغيتي ، ويودعني في أغوار حفر الخيبة ، و الأسى العظيم ..



.... كنت طفلة ..
أخطف وشاحاً من إحدى الخزانات و أرتدي أي فردتي حذاء سهلة المنال ،ولو كنت أجرهما قسراً حيث لا تكاد قدمي مجتمعة أن تسد موضع الأصابع فيها ، أو ربما أكثر قليلاً ، وحيث أيضاً هناك ..
على عتبة الدار !
.... أصمد صمود مقاتل جلد و أتخذ وضعية فهد قناص لا تفوته بعوضة ظنت أنه لن يبلغها ، وحتى تقترب اللحظة ..
تزداد خفقات قلبي خفقا ً يقود عيني بلا هدى لتقلب البصر بين الأرجاء حذراً هلعاً ، ...حسناَ.! ..هاهي .. ها هو .. ..نعم ..
أحكمت قبضتي ونلت مرادي إذ تشبثت بإطراف جلبابها رغم الأنوف ، و سرت معها مستسلمة لي إلى أن غابت ملامح دارنا عن عيني ، " يا آلهي سوف ندخله " ..زاد التصاقي بقدمها حينما ولجنا زقاقاً قصيراً هادئاً مظلماً ،وغير أنه في موازين عقلي الطفولية قد كان مرعبا موحشاً ،
والسير فيه دهر لا يكاد ينقطع ، ..
" لا وربي لست بمستسلمة "..
صبرت نفسي و أقررت لها بالشجاعة زوراً ..ولو كنا رغم كل شيء
قد ودعناه منذ دقائق لم أدرك فيها الأمر جيداً لعلة عيني المغمضتين ..
تنفست الصعداء و أفلت يدي المتعرقة ثم رفعت بصري إلى السماء ، تشدهني نجومها ، يسحرني وقارها ، أرقب ضياء لا ندركه طوال عامنا ، هكذا أخذت أتأمل سكينة تلك الليلة ..إلى أن وصلنا .

.... لم يكن بناء مشيداً؟
بل هو بضع صفائح من المعدن طرقت و بسطت إلى امتداد شاسع ثم طليت بالدهان الأبيض ،
وقد صفت تلك الصفائح على التوالي حتى التصقت قواعدها الأربع ووكئ أحدها على أحدِ جدر المسجد،
ثم أخذت الأخيرة لتكون سقفاً لمصلى بسيط .

.... في غضون لحظات ..
لم يكن يغيب عن مخيلتي مشهد عجيب إذ ينهض الجميع على إثر صوت يطرق مسامعي ، يهفو له قلبي ، ويألفه عقلي فهو أشبه بالذي كنت أسمعه في التلفاز مراراً ، ..
لم أكن أبرع سوى ..
في توجيه قبلتي عكس كل الوجوه ثم الاقتراب قدر ما استطعت كي ..أحدق جيداً ...
بملامح وجهها الشاحبة ..
أعد المرات .. التي تذرف فيها الدموع بحرقة ..
أدرك الشهقات .. التي تحاول أخفاء أزيزها عبثاً..عن باقي المصليات ..
ولا ألبث ..؟
إلا أن أنتصب في مكاني حيرى ً يختنق في عقلي ألف سؤال وسؤال ....
" لم تبكي ؟ ".

......تطول محنتي لساعات تنهكُ خلالها خليات عقلي القاصرة ، يقتلني الملل ، أحوم حول المصليات ، أحاول محاكاة صلاتهن .. أعبث بوشاحي ..أقلد صوت القارئ ..
وبعد أن أبلغ كل السبل ..؟
تأتيني أخيراً بوادر النصر ببشرى يتهلل منها وجهي ! .. بنصر طال انتظاره !...فحينما ترفع الأكف ؟..
و قبل أن ينطق بـ " اللهم " الأمام ..؟..
أجدها تتدارك ذكر همها حتى الرمق ... و أجدني ؟..
أبرع في فك شفرات عينيها ..!
أتقن ترجمة التمتمات التي تخرج من فيها .. !
وهي : ...



" تبكي حال أمتي ..
المـؤلم ".
::: ::: ::: ::: ::: :::

.
.

.....
اليوم . . .
رحلت ،
ولم أعد طفلة . .
و لست أمتلك طفلة دواخلي .. من ..تحدق بآلامي حين أبديها ..
إلا أني ..؟
كشأن الطفلة ..لا أنفك أبكي .. !
أبكيني .. أم أبكيها .. لا أدري ؟..
أبكي دموعاً جافة وحزناً مقفراً ، ..أبدي أشجاناً تغلي في سوداء فؤادي ،..
تبيض عنها مقل العالم الخائن ..
لا يقر بوجودها .

... صمت عن فعله الشائن ..
وعن دموعها .
أًزهق الحق و أًظهر الباطل ، فقد أخرس عن نصرتها هذا العالم .. الشيطان ..
آها .. نعم .. الآن عرفت ..
أنا : ..؟



" أبكي ..

واقع أمتي ...



" المخزي ؟ " .












يحرم النقل بكل صوره فالحقوق في الدارين محفوظة!

 

صفية عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس