منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ نصوص ] ... خارج النص .
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2014, 07:56 AM   #3
صفية عبد الله
( كاتبة )

الصورة الرمزية صفية عبد الله

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 26

صفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهر

افتراضي [ نصوص ] ... خارج النص .



( 3 )



بلا جدوى ..

فقد تعودت أجفاني رفقة الظلام الكئيب في حين كنت أحاول فتحهما قسراً باحثة عن بصيص من نور يلج روحي.. يطرد سواد نفسي ، ويعيد لسعادتي نفسها .
اقتراح..
قد كان مريضاً جداً كأسوأ مسرحية في أوج فرحة العيد حيث أخرجت الكل منها ،و ابتسامته مقتولة !

سأقصد إحدى المنتزهات النسائية.
.

.....
ولجت إلى الداخل بنفس مترددة وفرح بدا لي حانقاً يشير إصبعه السبابة في كل مرة نحو قلبي و كأنما يقول :
" من الأفضل لك أن يكون حلاً ناجعاً "، فأتممت على إثر تلك الوساوس إجراءات الدخول هلعة منه ،
وعلى عجل كي لا تقتله حارسة البوابة ذات اللسان السليط ،
تلك التي وددت على غير إرادة مني الركوع واستجداءها نصف ابتسامة ،أو ربما إيحاء بأن قد لو شاء الله ستبتسم يوماً ما .. ،
ثم هرولت نحو الأمام و جسدي وعيناي ما زالتا تسترقان النظر نحوها مراراً ،
وبينما تسليان خصلات الفرح الرمادية :" لا بأس يا شيخنا سنجرب ..سنرى ..لا بأس ..لا بأس " ،
وعلى مقاعد انتظار خشبية قريبة وجدت ملاذاً آمنا لأشرع في خلع ومن ثم تصفيف عباءتي ، فأعد العدة
لفرح مجهول المصير ..

وبينما أنا كذلك ..؟

إذ ...
تشدهني ...
حركات و إيماءات
أتسعت على إثرهما محجلي عينّي بلا لوم أحمله إياهما ،
فقد بدت لي غريبة جداً؟..
إنها الفتاة أمامي تجلس على إحدى المقاعد، و حولها وحول طاولة مائدة تحلقن برفقتها بضع أخريات .

وقفت للحظات ..
عجزت فيهن عن إبعاد ناظري عن المشهد ..
و على غير إرادة مني أطلقت العنان لمقلتي
بالرغم من أن تحديق النظر في الآخرين ليست من عادتي .. بل ربما أمقت المثل بدوري كذلك.

...... ..
رأيتهن ..
صبيات تشرق وجوههن بنضارة الشباب ، وتحوم حول إيماءاتهن ألحان الصبا ،
ومن مرحهن وابتساماتهن حيوية قد تدفع من ينظر إليهن للتساؤل :
"إن كان في الكون من أحد هو أسعد منهن؟! ".

....
طفلة صغيرة..
أخذت تحوم حول تلك التي أمامي ..تتقرب منها ..تميل برأسها على حضنها .. وبعدما تمسح بخديها مراراً على قماشها الناعم ..تماماً ..كما قد تفعل الهريرة ..
فإنها من بعد ذلك تبتعد وتسير بعيداً بخطوات جريئة ..بدت لي مقلتيها الصغيريتين تقولان منها :
" هيا أنظري أماه ..أنا طائر ..أنا أحلق عنكِ بعيداً .. متحررة من قيود حبك لي "
و إنما للأسف ..
قد كانت خطوات مترنحة ، فهي لا تلبث أن تجاوز مسافة القدمين حتى تعود إليها تصارع السقطات ولا تبالي بآلآم راحة يديها الصغيرتين التي لم أكن أنا لأحتملها، فنهضت وهرولت و هي تعود أسرع من ذي قبل..

.... أنا عاقلة ؟ نعم ..

وإنما بكل خضوع وخنوع للحيرة الخانقة وجدت نفسي عاجزة عن التصديق تماماً لبضع لحظات.. ..
فقد رفعت أكفها وقامت بتلك الحركات مجدداً ؟
ومن ثم تباعاً مع إيماءات من رأسها ، وتكوير شفتيها وبسطهما ،
وفي جو بدا لي غامراً بكل معاني الحياة المفقودة لدي ..
أخذت رفيقتها الأخرى التي .. قد كانت صبية فائقة الجمال تشاركها المثل ..
وبعنفوان أكبر ،وابتسامات أحلى وأشد بريقاً ،
ومن ثم التي تليها ،
ولا أتذكر كم واحدة هن ..

وإنما بدون لي جميعاً كذلك .

.... كن يتشاركن الحديث بنفس المتعة التي يتشاركن فيها الحلوى والمشروبات ،
وأنا أبصرهن أمامي كالأميرات في عالم مفقود ..
فوق مقاعدهن قمريات أنيقات بطريقة لطيفة غير مبالغة ..يضعن بعض مساحيق التجميل .. كما تفعل الصبايا في أعمار الزهور ، وقد صففن شعورهن بطريقة جميلة كذلك..

... فتلك
قد كانت النظرة الأخيرة ..
التي أردت اختلاسها، وتخزينها في مخيلتي قبل أن أحمل حاجياتي ،
وأدير ظهري غارقة في التفكير...
بطوفان السعادة الذي قد أهالني !
وبركان أبصرته وهو يتفجر من أرواحهن ..
بالرغم من أن حديثهن ..
قد
.
.
.
.

كان صامتاً جداً.
.












إهداء إلى السعداء الهادئين /
صفية عبدالله ، قاصّة
، ومعاقة روحياً .



يحرم النقل بكل صوره فالحقوق في الدارين محفوظة!

 

صفية عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس