الاول من أكتوبر
السماء تمطر حزنا مشنوقا مخنوقااا
والرياح العارية تقرأ وجوه المارة التعيسة
وسفينة ملقاة بين أواني فخارية لا تستطيع الإبحار
لا البحر يسألُ عنها ولا بإمكانها التخلي عن إبريق الفخار الذي
كان يمشط لها أشرعتها ويضمها إليه كلما حل الظلام
وقريبا منها شتلة الصبار تلقي السلام ليس أكثر
وتصم أذنها حين تثرثر شجيرة الجوري الحمراء
مع شجرة النخيل العملاقة
المهددة بالسقوط
الأول من أُكتوبر
التيار الكهربائي مفصول عن الحي لأسباب أمنية
العجوز يقول يبدو بسبب الرعد
والأب الثاكل قيد بوابة المقبرة بالسلاسل
ألم أذكر بعد ؟؟؟ من هو الأول من أكتوبر ؟
ذكرى هبة أكتوبر
وبعضا من الأمطار تغسل المقابر الجديدة
وتذهب لتصلي في المسجد القريب
والصغار يركضون بحقائبهم المدرسية
الساعة على ما يبدو توحي إلى الثانية ظهرا
رائحة غبار تعبق بالمكان
المطر لا يكتفي بغسل القرميد المعلق فوق الشرفة
التي تضمني والعجوز الشاردة عبر متاهات الماضي
وتخشع الروح . كل شي من حولي يسبح لله العلي القدير
وأتنفس المتاهات الغارقة في الفضاء الضيق
ولا أدري لمن أنتمي ؟
قشرة الأرض عابسة
السماء تتوعد
وريح تهب غاضبة
ونبض في بلد مسجون يحتويني
وبراعم من الوجع تسخر من أدويتي الملقاة بجانبي
كل المخلوقات حرة تحلق
إلا إنسان يغلق نفسهُ وقلبهُ وبابهُ
يخاف من طعام مسموم .