منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - دوائر - رواية -
الموضوع: دوائر - رواية -
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2013, 01:57 AM   #6
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي


شعرت بذلك الحلم ، يراودني من جديد ، كدت اختنق ، والعرق يتصبب ، والحرّ شديد ، أجد صعوبة في التنفس ، وإذ بي اسمعُ صوتًا ، وكأني أعرف صاحبه ..
إنّه الشيخ ، نعم إنه هو أكاد أميّز حديثهُ لي .
- أيها الغريب ، أيها الغريب أفق .. أفق .. أفق !
- أين أنا هل عدت إليك أيها الشيخ !
- نعم ، ومبارك عليك قد اجتزت هذا المدار بجدارة !
استيقظت في ذلك الغار ، وتلك الأبواب من حولي ، إنها سنين مضت عشت لحظاتها اللحظة تتلوها اللحظة ، وعيت وذهلت كأنها يومٌ أو بعض يوم
قمت من مكاني هَرِعاً هارباً من ذلك الغار ، أكادُ أجن ، إذ بذلك الشيخ في كوخه يتأمل .
ناديته من بعيد
- يا شيـخ
يا شيخ
فقال لي : ها أنت قد عدت !
أراك نجوت من ذلك المدار
- الحمد لله وما ذلك يا شيخ ؟
- - هذا ما قد حدثتك عنه أتذكر !
- نعم أذكره جيداً لكنني لم أكن أظن ولو لوهلة بأنه هكذا !
إنّهُ أليمٌ جداً !!
- - هذه هي المدارات تنقلك إلى حياةٍ ما ستفهم ما هي حينما تنهي جميع المدارات عندها ستعي ما تلك الحياة التي كنت فيها
إنما أخبرني هل استوعبت الدرس في ذلك المدار ؟
- نعم فهمته واستوعبته !
- - أتدري لو أنك استسلمت لكان حالك الضياع الأبدي في ذلك المدار ولن تعود إلى حياتك مرة أخرى وسيترحم عليك من هم في الانتظار
- ومن ينتظرني ؟
- - لا عليك الآن ، ستفهم ذلك لاحقاً المهم الآن لابد من راحتك راحة تامة لنكمل غداً.
تركت الشيخ وابنته ترقبني فلما نظرت إليها أعطتني تلك القربة
فقالت : - اشرب يا هذا لعلك تروي عطشك فيذهب سقم رحلتك !
أخذت القربة منها وشربت وإذ بذلك الزلال العذب كما شربته في أول الأمر
بعد الانتهاء تملكتني الدهشة من جديد فالقربة لازالت ممتلئة وكأن لم ينقص منها شيئاً !
آثرت عدم السؤال فلا استغراب لكل أمرٍ هنا لعلي أجد الإجابة يوماً
- شكراً !
- - بالهناء والشفاء أيها الغريب كيف أحسست الآن ؟
- الحمد لله بحالٍ جيّدة.
ذهبت إلى مكان نومي وبعد الاسترخاء والتمدد ، بدأتُ أتفكر ، وبدأت أتساءل كثيراً ، ومن ثمَّ آثرت عدم الاستسلام للتفكير
فالراحة همي الآن ، نمت من وقتي وكان ذلك السبات العميق ..
كان الصباح ، وكان استيقاظي ، شعرت بأمل كبير ، إنه الهواء العليل ، أرى الطيور تحلق أسراباً ، أرى ناسا أمامي ، يذهبون إلى مدينة ما !؟

ما هذا ؟ أين أنا وأين الشيخ وذاك الكوخ ! كيف حدث هذا ! أرى ناقتي التي كانت معي في بداية الأمر ! إنني على ظهرها ! وهي تمشي بي !!!
أراني لابساً حلّة من العصور القديمة ! ما هذا يا ترى وأين أنا ؟ أوَ هذه الدنيا ؟ تلك مدينة أمامي والناقة تسير بي إليها !
أدخل المدينة وإذ بذلك الصخب فيها ! الناس تبيع هنا وهناك وأصوات النحاسين والحدادين وبائعي القماش ! والغلمان تجري من حولي
وتلك المسارات التي تؤدي إلى وسط المدينة ! وإذ بذلك الغلام يشدُّ قميصي ! يا هذا يا هذا !!
- نعم ماذا تريد أيها الغلام ؟
- عن ماذا تبحث ومن أنت ؟
- أنا غريب وأبحث عن إجابات فما هذا المكان ؟ قلّي عما تعرف ؟

- أيها الغريب لكي تعلم عليك أن تذهب إلى ذلك القصر في أعلى التل فهناك الأمير إنسان يعرف كل شيء ونحن أميين لا نعلم شيئاً
ما أقدر عليه هو أن أقول لك أسم هذه البلاد ...

- وما هي ؟

- هذه بلاد لها طابع خاص مملكة عظيمة جيشها من عمالقة الجيوش وذلك الأمير في ذلك القصر
يحكم هذه البقعة من الأراضي وهذه المدينة هي سوقها ومقر نشاطها وتسمى مدينة ( الأساطير ) وهي تقع في مملكة الشرق

ماذا الزمان السحيق ؟

نعم ففي عالمنا الحالي توجد أربع مملكات عظيمة

مملكة الشرق ومملكة الشمال ومملكة الجنوب ومملكة الغرب

- عجيب أقولها باستهزاء أكاد اضحك فمسكت نفسي ) !!!!
أيها الغلام الخيالي، أين طريق القصر الذي يسكنه الأمير

- من هناك سيدي ,!!

فبدأت المسيرة على ناقتي

-- لحظة سيدي لحظة سيدي

- نعم ماذا تريد ؟

- أريد درهماً أريد أجري

- عجباً يا لك من فطن،
لحظة من أين أتيه بالنقود أدخلت يدي في تلك الجيوب في ذلك الرحل
وأجد كيساً كبيراً معقود بعقدة ذهبية اللون عجبي من أين لي هذا فتحت الكيس وأعطيت الصبي نصيبه وأكرمته

وذهبت في الحال إلى ذلك القصر لمقابلة الأمير ، وصلتُ إلى ذلك القصر ، رأيتُ حراساٌ كثر ، استأذنت بالدخول إلى ذلك الأمير ، ففتحت الأبواب
وكزتُ ناقتي ودخلت ذلك القصر ، يا له من قصر بتلك الهالة العظيمة ، بساتين وذلك الورد ، وبلاط أرى فيه نفسي ،
أنخت ناقتي لأكمل السير مشيًا إلى ذلك الصرح
وجدت رجلاً يبدو عليه الكبر في السن ، أصلع لا شعر له ولا لحية ولا شارب ، يلبس حلّةً قرمزية منقوشة بزخارف من ذهب ، مد يده وأوقفني
وقال لي إلى أين ؟
أجبته : إلى الأمير يا هذا ؟ ومن تكون ؟
أنا حاجبهُ ( رعيب ) لحظة من فضلك كي أستأذنه لتدخل إليه
ذهب الحاجب رعيب إلى الأمير وعاد إلي ثم قال :
تفضل أيها الغريب فالأمير بانتظارك
دخلت على الأمير وقلت له :
يومك بخير أيها الأمير فأجابني
أهلاً بالضيف الغريب تفضل بالجلوس
ينادي الأمير تلك الجارية يناديها باسمها "نيبال" يا "نيبال"
أحضري ما يروي عطش ضيفنا وقومي بتجهيز مائدة الطعام بما لذ وطاب
قلت للأمير : شكراً لك ولكرمك الذي لا حدود له
رد الأمير : ما أسمك أيها الغريب
اخترت لنفسي أسماً لعل هذا ينتهي سريعاً فهو أكيد حلم سريع
أسمي غريب أيها الأمير
ضحك الأمير وقال غريبٌ وأسمك غريب !! ومن أين أنت وما هو مطلبك من هذه البلاد ؟
رددت عليه : أنا يتيم مات أبي وأنا صغير وأمي عجوزٌ لا تقوى السفر معي أتيت هنا لأطلب علماً مما عندك فلقد أرشدوني إليك
أهلاً بك ولأنك يتيم سأقبلك تلميذاً لدي ولمطلبك الراقي أجيب
تحضر الجارية " نيبال" ذلك العصير إنه التوت في كأسٍ وقالت تفضل أيها السيد
وأنا أشرب عصير التوت الشهي أيقنت نفسي بفائدة تجربة مدار اليتيم لكي أكون هنا وأجيب على سؤال الأمير
شربنا العصير وذهبنا إلى مائدة الطعام بعدما قدمني الأمير إليها إكراماً لي
حينها أغمي علي !
في هذه الأثناء حينما وعيت ، وإذ بتلك العصا ممدودة إلي ، وإذ بصوت خفي ينادي ، أمسك أي بني أمسك
يدي خدرة جداً ، لا أكاد أحمل على رفعها ، لكنني وفقت لهذا ، أمسكت العصا ، وتم سحبي بقوة
فصوت الشيخ ينادي : هيه أنت أتسمعني ؟
ماذا ؟ أين أنا ؟
أستيقظ يا فتى قد كنت تهلك !
ولماذا أيها الشيخ ؟
يجيب الشيخ: لقد انحرفت إلى مدار أسطوري ! ليس أوانه الآن
قد يكون أمرًا ما دعيت إليه ! أرى في عيني الشيخ رؤية تأمل كبيرة كأنه يغوص في داخلي
يبدأ الحديث فيقول : يا بني إني أرى في أمرك عجبا ! فقد قدر لك أمر جلل ! كأني أرى بوادره وبعض منه
أتدري ستكون رحلتك القادمة في ذلك العصر لنرى ما إليه أمرك ! فكما يبدو لي بأنك هناك من ينازع نفسك ويعيش بها
أطمئن وخذ قسطًا من الراحة لكي نبدأ في رحلتك القادمة .
عجبي يا شيخ كيف تتركني أغفو ألن يحصل لي كما حصل بالأمس .
يطمئن الشيخ نفسي فيقول : أذهب إلى تلك البحيرة وأغتسل ، لكي لا تنحرف مرة أخرى في مدار ما
إني أبذل الآن جهدا مضاعفا معك فما رأيت مثلك قط ! إن في أمرك لعجبا ! .
قمت فاغتسلت ونمت ! ولعل في الأمر أجلًا
حينما استيقظت كان النداء ! من وأتى إلي إنه الشيخ !

ينادي :

يا هذا قم هيا ولا تطل مناما
فأنت هنا لعلم يراد به مقاما
فقم هيا معي ولا تطل أحلاما

- أيها الشيخ قل ماتود قوله :

الشيخ :
أعلم يا فتى أن مدار اليتم لم يكن لغيرك فأنت هو وهو أنت ، أعلم أن تلك المدارات تنقلك لعهدك السابق تعيد لك الذكريات
لكي تعيش مقداما أو تموت خسرانا ، فكن على وعي دائماً بهذا ، وما كان حلمك بالأمس سوى صراع بين ماضي وحاضر أنت فيه معمولا

أنا وقد أصابتني الدهشة : يا إلهي وما أنا فيه فكيف نسيته الآن ولا أذكره

يقول الشيخ :
لا تتعطل عن ما أنت فيه الآن وكن للصبر مسئولا ، قف هيا طوال هذا اليوم بلا حراك ..
حتى تتعلم معنى الصبر صبرا فلا تجزع ولا تمل.

أ مستعد أنت !
- كل الاستعداد وأنا أقف من الآن صبرا واحتمالا
كان النعي في نفسي ، تأن أوداجي ، ويعتريني الاختناق ، أفي حالي هذا لعنة ما ، أم دعوة من كان يظن ظن سوء
أفي حالي قلق أم خوف من مستقبل ، يا إلهي في حالة الصبر هذه أكاد أجن ، كنت واهم بأنها حال يسيرة من وقت
لكنها كئيبة وقاتلة ، أكاد أُقتل مكاني ولا أعي هذا ، لعل الفرج يأتي ، سؤال لنفسي هنا
هل أبقى ؟
أم أرحل ؟
هل هناك من يتربص بي ؟
أم أنا في حالة هذيان ؟

عمياء يا نفس عمياء ، هؤلاء هم الخلق ، فلا اعتراض ، هل أقول وداعًا أم إلى لقاء أخر يجمعنا
وهذا حديث مع نفسي تقول وأقول لها وما دار بيننا كان :
أعلمني يا هذا ، من تكون ولماذا ، ومن أين هم ، ومن أولئك ، أبشر ؟! أم نوع من الجن ؟!

ماذا ؟ ألا تعلم ماذا أقول ؟
أتظن بي الجنون ، أبتعد أبتعد عني

من تكون ؟ أبحر أغرق فيه ؟
أم بئر ترمي بي بها ؟

أيا ذكرى لروح أيا روح لذكرى ،آه من الذكرى حين تأتي فتنسيني حالي
تقسى علي ، تتسابق دموعي مع الجسد في أيهما سقوط للأرض

حالة يرثى لها ، فعذرا ، أين أنت أيها الشيخ !
الصبر طال وقته ، والحزن نزف في حالتي ، بدأت أرى نفسي بدأت أستدعي الآهات
أكاد أختنق لا أدري ما هذا الإحساس ، وحيدا وحيدا ، لا مؤنس ولا صديق

هذه الساعة وحيدا ، أين هم الأصحاب أين هم الأحباب ، نداء بعد نداء
ثم نداء نداء ، وأنتهي بنداء ، أيها الشيخ أين أنت ؟؟؟
أخ ، مؤلم !!!

يضربني الشيخ بعصاه
يقول : أفق هيا ما بالك فكلما تتقدم خطوات أراك تتراجع !
لو بقيت هكذا فسوف تضيع في مدار ما ! ألم أقل لك لا تضعف !
أجيب بكل حزن : إنما هي الأفكار والتيه في الآلام ، فكم تضعني تلك الأفكار في حالة ضعف شديد
يقول الشيخ :
تجلد يا هذا تجلد ولا تستسلم لها ، حاول ردعها بعمل ما يشغلك عنها ، فهذه الأفكار ما إن تتمكن منك حتى تقضي عليك
كن مع ربك دائماً ولا تكن مع نفسك طرفة عين ، قد تكون لكن بتهذيبها وتأهيلها لا أن تكون منقادا لها
إن النفس كالطفل اللعب هو جل اهتمامها فلا تجعلها المسيطرة فتكون أنت رهين أفعالها ، هيا أعد تمرين الصبر فإنك لم تنجح فيه
أيتها الأحزان
إليك عني وكفى
أيتها الآمال أقبلي هيا
وأزيحي هموم كالجبال
قومي بإزاحة تلك الأحزان عن صدري

هيا ، هيا

أيها الإحياء أقدم
إنها روح تملؤها الوئام
أقدم أقدم
نفسي توارت وراء السنين
آهات وآلام الحزين
أيا صبراً أيا أملاً أسكن بداخلي
وقم بانتشالي من وحل الآثام
أدر الرحى لأطحن الأحزان وأنثر بقايا مع التراب
كن أنا يا أنا
حينما بلغ مني الصبر ، ما بلغ ليبلغ ، أتى المساء ، وإذ الشيخ أمامي
وكنت أنا هنا ، تأدبت بأدب الصبر ، وتعلمت شيئًا جوهريًا
أتى الشيخ ، وفي وجهه علامة ابتسامة

يقول لي : أيا هذا
- ونعم فماذا !
لقد لعقت الصبر صبرًا
وأفنيت في ذلك فهمًا
أيا هذا
إني أراك الآن وقد صبئت
عما أسلفت
ستكون نبراسًا يوما
ستكون للإبداع إبداعًا
هيا معي الآن
فقد حان الوقت لرحلتك
للمدار التالي
ستكون رحلة مليئة بالمغامرات !
ستعمر نفسك فيها جمالا ! هيا معي
نسير إلى ذلك الغار ! إلى الأبواب
فيفتح الشيخ بابا

أدخل هيا
فدخلت

لأنتقل ! مثل السابق

أغمضت عيني
وفي ذلك سعادة وابتسامة

فانتقلت ! فكانت رحلتي
والى ماذا ؟ سأعلم حين أصل
لقد نمت الآن

يتبع ....

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس