منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - دوائر - رواية -
الموضوع: دوائر - رواية -
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2013, 04:13 AM   #7
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي


عدتُ إلى القصر فاتجهتُ فوراً إلى حيث الأمير وإذ بي أجد رعيب في الساحة فسألتُه عن الأمير فأشار بيده إلى حيث الشرفة وقال لي : إنّه هناك يقوم بإلقاء التحيّة على شعبه.
تركتُ رعيب وذهبتُ إلى حيث أشار لأقابل الأمير حينها رآني فرحب بي قائلاً : أهلا ... أهلاً أيها الغريب تعال وانظر معي إلى شعبي ، إنّي أشعر بالسرور حينما أراهم في رغدِ العيش ..! أرأيتَ ما أرى أيها الغريب !
فأجبته بفرحٍ وسرور : نعم أيها الأمير ... إنّ هذه غايةٌ سامية قد حظيتَ بها !
وبعد ساعة من ذلك ..! عدنا إلى مجلسه فجلسنا جلستنا التي بدأنا فيها حديث التدبير والتفكر لأتعلّم منه ما أوتيتُ فهمه من علم.
هكذا توالت علينا الأيام وهكذا كنتُ التلميذ بين يدي الأمير الإنسان.
دارت دائرة الزمن ومضت سنة إثر سنة ؛ حتى صار الأمير كالصديق بدلاً من كونه المُعلّم الذي كنتُ تلميذهُ النجيب ، لا أجد غيره كي أصحبه فلقد كان نعمَ الأخ لي والرفيق.
وفي إحدى الليالي وفي ساعة كان الناس فيها نيام أتى الأمير الجذام وحمى وآلام
تقلب على فراشه ونادى حاجبه رعيب يا رعيب أجاب رعيب / نعم سيدي الأمير.
فقال له الأمير / يا رعيب أحضر الحكيم.
فأجاب رعيب وهو قلق/ في الحال أيها الأمير.
فذهب كي يأتيه بالحكيم .
وفي تلك الساعة كنتُ في مخدعي أعاني من اضطراب تسبب به منام مزعج رأيتُ فيه الأمير وقد رحل عن هذه البلاد تاركاً عندي أمانة أجهل ما هي غير أنّهُ استحلفني بأن أُحافظ عليها.
فخرجتُ إثرَ ذلك إلى باحة القصر وإذ برعيب يُسارع الخطى وبرفقته أحد الحكماء فاستوقفته لأسأله ما باله ولماذا أحضر حكيما في هذا الساعة فقال لي: إنه الأمير يعاني من سقم شديد.
ذعرتُ ذُعراً لم أعهدهُ من قبل فقلتُ لرعيب : هيا أسرع وسألحقُ بك فوراً.
يا لهُ من منامٍ مُزعج و يا لهُ من خبرٍ مفزع !! لماذا أجدني ما زلتُ هنا ، سأذهب لأرى حال الأمير ومن ثمَّ ابحث في هذا الأمر وإلامَ ستؤول إليه الأمور !!
لقد وجدتهُ في حالة يرثى لها فقلت : يا صديقي العزيز ما الذي ألمَّ بك ؟
فأجاب : آه يا صديقي إنه الموت لا محالة إنني في سكرته ولا أظنّهُ بعيد عنّي.
فقلته لهُ : يا صديقي العزيز لا تتشاءم هكذا ! وتفاءل بالخير فإنّك إن تفاءلت بالخير ستجده بلا ريب !
يقول الأمير : دع عنك هذا وأسمع منّي ! فإنَّ الوقت لا يُتدارك ! هيا أفتح يدك وخذ ..! فتحت يدي فقبض عليها الأمير بيده ثمّ قال لي : يا صديقي الغريب ، أيُّ ديار أتت بك إليَّ ! آهٍ يا رفيقي فلقد كان للحياةِ روحاً حقيقية تسري في هذا القصر من بعد قدومك إليَّ ومصاحبتك إيايَّ ! نِعمَ الأخ أنت وإن لم نكن من بطن أُمٍ واحدة !
إنَّ لك منّي أُعطيتان عليك بأخذها والحفاظ عليها دونَ أي اعتراض أو جدال منك .
أما الأولى فخذ هذا خاتم السلطة لتكونَ السلطان من بعدي بلا ضير فإنني لم أعهد سواك له باع طويل في الحكم ! فأنت أهلٌ له.
أما الثانية فلقد اخترتُ لك زوجاً من إحدى جواري القصر إنّها جاريتي نبال طهرٌ لم يمسها إنسانٌ قط .
فجأة أنطفأ نور الأمير وقعت يده على السرير فمات وبعد موته أقيم الحداد لثلاثة أيام فعلت الأصوات بالبكاء الحاد وكان الحزن قد عمَّ المكان.
انقضت أيام الحداد وانتشر الحديث بين الناس ، من الأمير الآن ؟
قام الحاجب وأعتلى منبرا ألتف حوله الناس جميعاً.
" أيها الناس أيها الناس إنَّ أميركم قد مات فهل نستمر هكذا بلا خليفة له ، كما تعلمون بأن الأمير لم يكن له الولد أو قريب له لنعهد إليه هذا الأمر من بعده ، وإنَّ الأمير قد عهد بهذا الشأن لهذا الغريب الذي كان له من المقربين فلقد صاحبه في كل أموره ولقد كانَ أمين سرّه فهل رضيتم به بأن تسمعوا له فيما هو خير لكم.
كثير الحديث من عامة الناس حول هذا الأمر ، وبعد مضي ثلث اليوم تقريباً تمّ الرضا بأن أكون الأمير خلفاً للأمير الإنسان.
عاد رعيب إلى المنبر ليخاطب الناس قائلاً : إنّ الأمير الإنسان قبل وفاته قد زوّج هذا الغريب من إحدى نساء القصر والتي تُدعى نبال لتصبح منذ الآن الأميرة زوجة هذا الغريب وهذا ما تم و ما عقد عليه الأمر فهموا وباركوا بذلك وعاهدوا بالطاعة و عدم العصيان.
فتم الأمر وانعقد ليكون العهد الجديد للأمير غريب وزوجته الأميرة نبال.


يتبع ...

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس