"
الباطنة
"
كسانا الليل.. يا امّي الباطنه عمتي مسا عمتي
عمى ألوان ما يفنِد سوى الاسْوَد من الالوان
كسانا الليل.. ما نحتاج كسوة قزّ لا هنتي..
تعرّي من صفاتك.. من مواخيرك.. من الكثبان
مسا غليون.. يا امي الباطنه يا امّاه يا سِتي
مسا ليمون.. أو (عاضد نغال) أو (سحّه) وفنجان
تبين الحق؟ ويا بخْت ابن عمّ الحق يا بختي
كرهت انّي أموت وداخلي كرهٍ لأيٍ كان
صحيح انّي شحيحٍ بالكلام وميزتي صمتي
ولكن يكسر الانسان فيني.. خاطر الانسان
يردد صرخةٍ للموت أن ياتي.. ولا ياتي
يردّدها مع الاسمنت.. والاملاح.. والجدران
كرهت يالقرى.. يا ام الحواري الميته.. يا انتي
كرهتك يالسكيك الضيقه.. يا بيوت.. يا فرقان
عطيني سرّي اللّي في مكانٍ ما هنا تحتي
خذتْه (الدّايه) المرحومه ووارَته بالاطيان
بأيّة طين يا دايه؟ بأيّة داهيه كنتي؟!
عليك الفاتحه.. ليتك طعمتي منّه الغربان!
وريّحتي ملايكتك من اللعنه.. وريحتي
ملايكتي.. وخذيتي بعضك ورحتي إلى الشيطان
كرهتك يالشفاه الباسمه من وين ما رحتي
عجزتي تقنعيني انك أصبحتي قشِر رمّان
كثير أحتقرك.. أحتقرك.. لأبعد ما تخيّلتي
اذا مرّرْتي اصبع (روج) بين القشر بعد الآن
شفاهك هي شفاهك.. ما تتوّه.. وان تبسمتي:
تكوّم (تيتبان) الحقل في حلق الزهر بردان!!
جلنّار.. أو شفاهٍ تختصر هالقيض وتشتّي؟
شفاهك يومها تضحك ويرقص حولها الذّبّان!!
تمدّن كل جهل الارض وانتي ما تمدنتي..
ضواحيكِ ضواحيكِ.. وعربانك هم العربان..!
"