[صالح بحرق]

[b]تراجع
[/b
في الصحو المآزر للروح ] ينمو ثمة هجس بالتراجع \ تلك الفضاءات التي اثخنته يود الفرار منها اليه وردهم الهوة بين يأسه ويأسه والبحث عن مصادفات جديدة للأيام
كان يتوسط باحة الدار منفوش الشعر \متسخ الابطين\مجدور الوجه\عليه مباغتة مسكونة بالألم
كانت السماء تحجب امنيته فيه
وكان قرار التراجع الذي اتخذه لم يزل يراوح فيه وجبال الأسى تتدحرج على تفكيره تكتم كل رغبة في الخروج
هل النسيان امرا محضا للإنسان\تساءل وهو يخطو الى زير الماء
اغترف قدحا وطاب له الارتواء ساحت قطرات الماء على ذقنه المتسخ
من اين يفد النسيان وهل بإمكاني نسيانها كلما صعدت السطح ودعتني؟
هل بمقدور المرء ان يكون حرا في حياته غير منصاع الا لاختياراته.. اعلم انها تحب في قوتي ويقيني اللامحدود بها\لكنني لا اود ان اكون جسرا لأمنيات احد .. اود ان تكون لي ذاتي
لكنه الحب هل يعترف بهزائم النفس؟
ببيد انه واجهته تراجعات جديدة وهو في باحة الدار تراجعات عن كظمه وعن بؤسه وود لو يقابلها او انها تدعوه
تعمد الخروج من المنزل الواطئ الذي يستأجره ونصب جذعه في منتصف الميدان العام وراح يستقبل رياح جديدة خالية من الخذلان
كانت قد لمحت قامته \ دعته مرة \مرتين
لكنه لم يجب
كان يخلي بينه وبين زمرة من التراجعات
تخلقه كائنا آخر