اللهم أمتني شهيدا شهيدا..
ما زال صوتك الحاني يجوب بأرداف المكان..
يملأ الدنا بالمعاني العظام..
بنيت في النفوس عظمة الحلم فكنت خير بناء..
عذرا..عذرا..عذرا ..
يا من علمتنا كل الوصايا.. وأودعت فينا الأمانة والرسالة..
لقد خنا العهد..وخذلنا فيك الوفاء..
ولكن... نستميحك عـذراً أن نبكيـك في كل عـام وفي كل يوم .... لأنك الثـورة .... ولأنك التحرير ... ولأنك الدولة ...ولأننا الخذلان...
عذرا ..عذرا ..عذرا..
يا وفيا للحُلمِ الذي قضيت من أجله..
بكت عليك الارض وما عليها..واهتزت و ارتجفت حزناً وشوقاً لقدميك الواثقة
وعلى الأكف طار جسدك الطاهر يحلق في السماء..
فضاءات فلسطين واشجارها ذبلت حنينا لكوفية هي شعارها.. جدران مقاطعة ماتت بفراقك..
سكنت روحك الأطفال لتحيا فلسطين.. أجراس القيامة ترتل أننا باقون..
الأقصى يشهد بمآذنه أننا منغرسون مثل النخيل والزيتون.. كما أردت ..
لا بد أن نكون..
بنيت في النفوس عظمة الحلم فكنت خير بناء..عاطفة تنفجر أملاً وعنفواناً..أجهدنا الشقاق والخلاف..وكنت نموذج من نماذج المعاناة الفلسطينية ففيك معاناة المواطن..و معاناة اللاجئ.. كنت مقدسيا وغزاويا وضفاويا و فلسطيني من ارض الشتات..كنت فتحاويا وحمساويا وجبهاويا وجهادا اسلاميا ..كنت كل تلك الفصائل ..
نعذرك في رحيلك المبكر ..
قبل أن ترى شبلاً من أشبالك أو زهرة من زهراتك وهي ترفع علم فلسطين على اسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس ..
لأنه يحزنك أن ترى الوطن الذي وحدته وقد انقسم، والثورة التي صنعتها قد خرج من بين أبنائها من ينكر عليها حقَ الأسبقية ..
.
.
.
لك المجدُ يا أبا عمار ..
ولك الخلودُ في عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا..