منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - المبنى والمعنى في النص الأدبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2017, 06:15 PM   #1
حسام الدين ريشو
( كاتب )

الصورة الرمزية حسام الدين ريشو

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9412

حسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي المبنى والمعنى في النص الأدبي


ا
المبنى والمعنى في النص الأدبي
=================
حسام الدين ريشو
=========
بداية يجب أن نقر
أن اللغة كائن خرافي
والكلمة هي الجرح والحلم والوجع .. ومنها يتشكل فضاء النص خيالا وصورا
وقد راق لي كثيرا في نصائح " ريلكه " إلى شاعر ناشئ قوله :
إن الأبداع يحتاج إلى :
رقة أكثر من فراشة ؛ وقوة أكثر من ثور ؛ وسياسة أكثر من نمرة .. وصبر أكثر من نحلة .
ولما كان للمفردات روحا تتحرك وتستنير ؛ إذ قيل أن المفردة مبنى ومعناها هو الروح أو أن اللفظ هو الجسد والمعنى هو الروح
لذلك أميل إلى عدم إفتعال الغموض
أحترم السهل الممتنع مع مراعاة أن الأساس في حركة الشاعر هو السعي لتقديم نصوص جديدة تضيف ولا تكرر
على أعتبار أن العمل الأدبي يجب أن يكون له ألف وجه وأن يكون في عمقه شيئ يستعصي على الفهم ويمنح المتلقي أو القارئ والناقد تفاسير متعددة ومختلفة كل منها ينطبق على وجه من وجوه العمل أو القصيدة
إن الابداع هو في حسن اختيار المفردة التى تحقق معاني عده لدى المتلقي .. فهناك :
1- المعنى المعجمى
2- المعنى المستعمل
3- المعنى عند المبدع أو الشاعر
4- الرمز الذي تشير اليه
أو كما يقول دانتي بطريقة أخرى :
إن الكتابة يجب أن تكون ذات معان أربعة :
1- المعنى اللفظي الذي تدل عليه الكلمات
2- المعنى الذي يختفي فيه المعنى الحقيقي وراء الرمز
3- المعنى الأخلاقي الذي يكرسه المعلمون في نفوس التلاميذ
4- المعنى الروحاني الذي يعلو على الحواس .

ومن هنا
فإن مانقرأه بين السطور هو أنضج وأبلغ وأعمق وأوسع مما نقراه في السطور ذاتها .
ولما كانت اللغة العربية لغة فضفاضة أشبه بثوب المرأة الواسع والعريض .. يقول الشاعر الكبير " إيليا أبو ماضي " :
إن السر في المعاني دون المباني .. على أن المعنى الجميل يستلزم أن يكون مبناه جميلا
ومن هنا فأن علينا أن نحسن أختيار المفردات بحيث يكون للنص " تجليه " ... و .." تخفيه "

إذ لا شك أن مايجعل النص جميلا متفردا هو مايكتنزه من رموز واشارات وصور غنية بالدلالات بشرط ألا تكون مبهمة.بل تكون الصور والرموز بسيطة الى الحد الذي يجعلها سريعة النفاذ إلى الحس ... غنية إلى الحد الذي يستحوذ بوميضها على الأنتباه كله .
وفي رأيي بشأن تعدد الأفكار في النص الواحد والتقافز من فكرة إلى فكره
=========================
فلا أميل إليه
خاصة في النثريات الشعرية التى تنتمى إليها كتاباتي
إذ ترى " سارة برنار " في مقدمتها عن قصيدة النثر .. أن هناك ثلاثة معايير أساسية لها :

أولا الوحدة العضوية
=============
بمعنى أن تكون كلا غير قابل للتجزئة أو الحذف أو التقديم أو التأخير بين مكوناتها
إن شأن قصيدة النثر كشأن أي نص إبداعي آخر عبارة عن بناء يصدرؤ عن ارادة ابداعية واعية لدى المبدع وليست مجرد مادة متراكمة .


ثانيا : المجانية
=========
بمعنى أنها شكل جديد غير خاضع ولا علاقة له بأي أشكال الكتابة المعروفة من نثر وشعر وروواية
أي أنه مجاني ولا زماني غير خاضع لأي أنماط مسبقة
وإن كانت لديه القدرة على احتوائها واعادة تقديمها ضمن بناء قصيدة النثر ذاتها برؤية وروح جديدين .

ثالثا : الكثافة
=======
ويقصد بها الابتعاد عن خصائص النثر من استطراد وايضاح وشرح واطناب مع الاستفادة من الكثافة الشعرية في اللغة واشراقتها التعبيرية متلافية الوعظ الخلقي والتفصيلات التفسيرية لأن قوتها الشاعرية تتأتي من تركيب مضئ يتخذ من الايجاز مذهبا واسلوبا .

نعود في النهاية لنؤكد أنه مما لاشك فيه أن المادة الأولى والأساس للشعر هي اللغة
فهى المادة الخام التى يشكل منها الشاعر انفعالاته وأحاسيسه بل وإيقاعات تنفسه

 

حسام الدين ريشو غير متصل   رد مع اقتباس