منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عُذرًا رافِعي هذه ِأحزاني
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2014, 11:59 AM   #13
شمّاء
( كاتبة )

الصورة الرمزية شمّاء

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 485

شمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعةشمّاء لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




كيف نحتسي كأس الحنين ، جرعة واحدة ، ونصحو ، لنكتشف أنه علينا الصّيام لعدّة أيام ، تكفيرا لممارسة حقّنا بالشوق المحرّم ؟!
نعم ، أصبح الشوق للوطن من المحرّمات والحنين إليه جريمة ، وفق فقههم الجديد وطقوسهم الشاذة .
تتوالى الأوّجاع مرتلة نداء الاستغاثة ، رافعة أكف الضّراعة إلى السماء بأن : ربّاه ارحمنا ، فقد قتلوا الإنسان فينا !
هي الآن تذكر بسمة " محمود " الطفل الأصم الذي عاد مع والديه بعد أسبوع من الغربة فقط !
لم تستقبل رئتهم هواء غير هواء وطنهم .
محمود يقف يوميا أمام بيتها ليبتسم ويرحل ، تصرخ به : يامحمود إنه القصف ، عُد إلى بيتكم أو ادخل
لايسمعها لكنه يفهم ماتريد واختار أن يخاطبها بأصدق لغة عرفها البشر !
يرفض ماتطلبه ، يبقى مكانه وبيده ورقّة وقلم يريد منّها رسم الكوخ والشجرة له " كعادتها كل صباح " ويرحل فرحًا بها .
لاتعلم لِمَ لمْ ترسم له لعبة أو بالونا ، أو إرجوحة ؟!
ربما لأن روعته تليق بصفاء أنفاس الطبيعة وروعتها .
تعالت صرخات أمّه بعد اختفاء والده ، رحل ليجلب الخبز ، تخمّر الخبر وأغلق الفرن أبوابه ولم يعد ،
وبدأت سيناريوهات الجيران تنتشر رائحتها في الأرجاء حتى وصلت لجعله من خليّة إرهابية ،
أو هو أحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية !
وكل ذنبه هو ، عشقه لوطنه وعودته إليه .
وتبقى بسمة محمود وحدها من يطمئن قلبها أنه بخير.
حتى لحقت والدته بوالده بعد أن ذهبت لتبحث عنه في ثلاجات الموتى لتنفجر في طريقها سيارة مفخخة ،
وتنام في الثلاجة قبل أن تجد رفيقها ،
من يدري ربما هو نائم بجانبها هناك .
ويظهر العم بعد ضغط الأقارب عليه ليأخذ محمود إلى زوجته " القاسية جدًا "
فيهرب محمود بعد أيام عجاف !
ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عنه لمسافة تبعد مئة متر عن المنزل ، على الأقل ليشكرونه لأنه رحل !
وتبقى هي تنتظر بسمته كل صباح ، وترسم الكثير من الأكواخ كل يوم وترمها أمام البيت ، علّه يمرّ يومًا ويجدها ،
لكنه لم يفعل ولم يأت !
ربما هو الآن يستند إلى حاوية قمامة
فهي أنظف من قلوب بعض البشر !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

شمّاء غير متصل   رد مع اقتباس