منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - !! المقهورة ]] رواية [[ !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2008, 12:30 AM   #28
الوجه الأليم
( كاتبة )

افتراضي



.0



الحلقة العاشرة : دروس مهمة





قريبا ً ستبدأ امتحانات المنتصف لهذا الفصل الدراسي ,, ولا اشعر بالحماس لهذا الاقتراب ؛ إذ لا تبدو لدي النية الفعلية للمذاكرة .. اشعر بخيبة أمل كبيرة فغالبا ً ما ينتابني هذا الشعور ويضيع مني الكثير .. وأنا أرغب في بذل اقصى ما يمكنني .. لأعوض ما فاتني من درجات بالعام المنصرم والذي كان سببه اعدام خالي ,, انا في وضع قلق واحتاج للجلوس مع مريم لاخبارها بهذا الامر ..


وكان هذا الحديث هو اول ما أبتدأت به فور جلوسي معها في الحافلة :
" اتصدقين مريم انا قلقة جدا ً بسبب قرب الامتحانات .. لا أشعر برغبة في المذاكرة !

" لقد انخفض معدلك كثيرا ً الفصل الاخير ,, لابد أن تجتهدي ..

" أعلم لكني لا أدري مالذي يصيبني ,, هذه الحالة تنتابني في فصول كثيرة .

" هل هذا قلق الامتحانات ؟

" لا اظن ذلك .

" ماذا تسمينه ؟

" لا أعلم ولكنها حالة تصيبني كثيرا ً ..

" سأفكر في حل لاجلك .

" شكرا ً مريم !



كالعادة تبتسم .. لتشعرني إن الدنيا لا تزال بخير لوجود مثيلها ..



ألتفتُ الى النافذة حيث فتاة بالسيارة المقابلة تشير لنا بيديها ,, لا أعرف هذه الفتاة فسألت مريم :
" هل تشير لنا هذه ؟

" من ؟

فأشرت لها واعتلت شفتا مريم ابتسامة عريضة وهي تقول :
" أوه هذه هيفاء .. !


لا يمكنهما الحديث ونحن وسط الشارع .. لذا فضلتا تبادل النظرات والضحكات .


بدت على ملامح مريم السعادة الكبيرة .. وهي تحدث نفسها علنا ً :
" مضت ايام دون رؤياك ياهيفاء لكم اشتقت لك !


لم ارغب في سؤالها من تكون ..


المدعوة هيفاء .. لحقت بنا لحين وصولنا المدرسة ,, وما إن نزلت مريم من الحافلة حتى اقبلت ناحيتها تحتضنها وتقبلها :
" آه يا مريم والله اشقت لك كثيرا ً كيف اخبارك واخبار والدتك ؟؟

" الجميع الجميع بخير عزيزتي انت ماهي اخبارك ؟؟
" انا بخير لكني اشتقت لكم كثيرا ً ..



كل هذا وانا وافقة حائرة بين المضي ام الانتظار .. وحين قررت الاول ألتفتت ناحيتي هيفاء وسالت :

" من هذه ؟؟

" إنها ليلى ..



" أوه ليلى ؟؟ هذه التي ارهقتني بالحديث عنها ؟؟


مدّت يدها لتصافحني وكم كانت هذه المصافحة حارة !!



" سعيدة لمعرفتك ,, فكنت مشتاقة لرؤيتك كثيرا ً ..


" كيف ؟


" مريم تكثر الحديث عنك ! حتى اصبحنا ننعتها في بعض الاحيان بمجنونة ليلى !


يسعدني ذكر هذا الحديث دائما ً !!


لحظتُ التورد الذي بدا على خدي مريم وكأنها تود لهيفاء الصمت ,, أما أنا فرغم تورد خداي الا اني وددت لهيفاء المواصلة !


قالت هيفاء بعد لحظات :

" مريم مشتاقة للجلوس معك ,, اليوم فقط عدت من الاردن .. وسعيدة جدا ً لرؤيتك ,, هل يمكنني زيارتك اليوم ؟؟ لاني لن اطيل الجلوس هنا . .


ولكم ان تتصوروا حجم الحزن الذي بدا على ملامح مريم حين مر ذكر الزيارات !!


حزن .. كآبة .. ألم .. حسرة .. رغبة في تحطيم اي شيء .. اي شيء يبرهن على غضب كبير وحزن كبير تمثل في وجهها !!


اشعر بالقهر بالقهر حيال هذا الموضوع ,, فكيف لهذا الذكر ان يتعب مريم لهذا الحد ؟؟
ولماذا بعد كل هذه المحبة والمودة تخفي عني هذا السر لماذا ؟؟



الحزن البادي على مريم أحرج هيفاء قليلا ً فقالت محاولة التجاهل :

" لا زلنا في بداية الشهر .. وانا لا آكل كثيرا ً في الضيافة ..


كانت تضحك ببلاهة .. وقالت :

" حسنا ً لقد تأخرتما عن دخول المدرسة سأترككما الان وداعا ً ..


ومضت لتعيدني لذلك الفضول الذي مامثله فضول ,, وأتناسى تهديد مريم بالرحيل حين أذكر هذا الحديث ,, أمسكت بيدها وقلت لها بصوت جاد :
" مريم ,, أنا في قمة القهر الان أتعلمين ؟

" لماذا ؟

" لأني لا أعرف حقيقتك بعد !
وقالتها بشيء من الجد :
" ولن تعرفينها !


ليبقى ذلك النفي شجنا ً عشعش في داخلي راغبا ً بالخلود !





أني لأجهل السر الذي يجعل مريم تخبئ الكثير من الحقائق عني رغم المودة التي صرحت بها علنا وسط زميلاتها وصحبها ,, أهي الثقة الغير حاضرة ؟؟ أم أن حداثة العهد هي ما يدفعها للغموض ؟؟ تجتاحني الاحزان لهذه الاسرار المخفية ,, ولهذه الحقائق الغير مكشوفة والتي لا ترغب في الافصاح عنها ولو بالقليل ,, فالامر الاخير الذي حصل لنا هذا الصباح من وجه جديد يدعى هيفاء .. كان مجرد مشهد حصل دون أن تود الحديث عنه بأي أمور تذكر ,, فقد تعذرت عن الاجابة لحين سألتها من تكون هيفاء ..


أنا في قهر لهذه الامور التي تصيبني من مريم ,, فهي تهددني بالرحيل حين أنوي السؤال عن مالا تبتغيه ,, والجنون لتخطي حواجزها يدفعني لتجاهل الخوف المقيت من تحقيق ذلك التهديد ..


سألتها حين العودة من المدرسة في الدقائق الاخيرة قبل نزولنا من الحافلة :

" هل تثقين بي ؟

" أجل !

" لكن .. لكن .. ما تفعليه لا يدل على ذلك ..


وقالت جملتها مودعة :
" الثقة لا تعني قول مالا يفضل قوله !!



أحتاج لفهم الامور قليلا ً .. واستيعاب تفاصيلها جيدا ً .. فمريم تخبئ كثير من امورها .. وتبرر بأن ذلك قولا ً يستحسن كتمانه .. هل أحتاج أنا لفعل ذلك ؟ ؟

أظنه درس جديد تعلمته من مريم هذا اليوم و علي القيام به في الايام القادمة ,, علي قول الحسن وترك القبيح ,, علي أن أدرك ما يتوجب علي قوله ,, ومالا يتوجب ,, علي أن أدرك بأن للحديث حدود لا يجوز تخطيها ..


ولكن حين أفكر بتأمل .. أجد رغبة كبيرة تقحمني في معرفة تفاصيل الامور التي تخص عالم مريم .. خصوصا ً ذلك الذي يهتم برفضها لزيارة أي مخلوق !!!

لا زالت نظراتها الحادة التي بعثتها لنا اثناء زيارتنا للعزاء تتراءى أمام عيني كما لو أنها أرسلتها للتو .. وهي التي تقود فضولي في كثير من الاحيان للتهور ..

آه يا مريم .. إني ومنذ أن عرفتك حصلت لي كثير من الامور ..
ورغبت في تغيير كثير من الامور ..

إنك المختلفة وستبقين كذلك .. !!!


~~~~~~


أحاول أن أقلب صفحات كتاب التاريخ راغبة في المذاكرة ,, إلا أني فشلت حقا ً في جمع شتاتي .. غداً هو أول امتحان وأنا إلى الآن لم اذاكر شيء ..


احسبها المرة الاولى التي تعدني فيها مريم بشيء ,, ووعدها كان باطلا ً مع الاسف .. !!
لا أزال مستغربة حيال هذا الامر .. فقد اخبرتني في ما مضى أنها ستجد لي حلا ً للمشكلة التي تؤرقني في ما يختص بالامتحانات .. وها نحن سنبدأ بالغد و لم أجد شيئا ً يذكر من محاولاتها .


هذا أخذني بعيدا ً عن ما لابد لي فعله من مذاكرة .. فأمر اخلاف الوعد مالا يتناسب مع شخص ونبل مريم ,, أتكون هكذا حقا ً ؟؟ أم أنها أجلت الحل لوقت آخر .. أم نست ؟؟ أم أن ظروف حالت دون مساعدتها لي؟

أخشى مصارحتها بهذا الامر .. ومن ثم .. ثم .. لا يجوز لي قول ذلك .. أليس هذا قول يستحسن كتمانه ؟؟ لعلها وقعت في مشكلة ما ..


طرق خفيف على الباب ..
إنها أمي .. وجهها مبتسم وتبدو سعيدة :
" هناك مفاجأة بانتظارك ؟

" مفاجأة ؟ "

قلت هذا ولم ادع لعقلي فرصة ليفكر .. فأي مفاجأة هذه التي تنتظرني ؟؟

سألتها :
" أين ؟

أجابتني :
" هي معي الان ..


وتخطو خطوات للخلف وتعود ممسكة بيد مخلوقة تجعل البهجة في داخلي لا حدود لها !!


قفزت من سريري ,, وحاولت أن ارتب اللحاف بسرعة وان أجمع الاوراق المتناثرة على السرير ,, وكثير من الامور الغير جيدة حاولت ترتيبها في الغرفة و تلك المخلوقة الواقفة عند الباب تنظر لي بتلك الابتسامة الرائعة !!


أمي تضحك وتقول :

" ليلى هل ستتركين ضيفتك ِ واقفة عند الباب هكذا ؟


الان شعرت بما يدور من حولي جيدا ً وقلت بخجل :

" أوه آسفة لكن .. الغرفة لم تكن مرتبة فعذرا ً !


وتضيف أمي :

" لا عليك عزيزتي يبدو لك ذلك الغرفة مرتبة عدا السرير الذي تذاكرين عنده .. والان تفضلي مريم ..


وتتركنا وتنصرف .. وتبقيني في ما لا يمكن تصديقه ..


أبتدأت حديثها بالاعتذار على الزيارة الغير مسبوقة بموعد ,, أ وهذا شيء يطلب العذر منه ؟

وقالت فيما بعد :
" أحببت ان اذاكر معك ,, لعل هذا حلا ً لما تعانينه من قلق لقرب الامتحانات ,, وعسى أن يكون لحضوري نتيجة في ذلك ..


" بالتـــــــــــــــــــأكيد !!


" تقولينها بكل ثقة ! هذا شيء ممتاز .

" مريم .. أنا أعلم مدى تأثيرك في كل شيء ,, وحضورك حتما ً سيساعدني على قتل القلق .

" تقتلينه ؟؟ اصبحت تستخدمين التشبيهات والاستعارات !! لا تستعجلي الامور فبعد غد هو امتحان اللغة العربية !

" لقد تأثرت بالمادة ..


واصمت قليلا ً واضيف :

" وبك ِ ايضا ً !! "


ولكي لا ادع لها مجالا ً للتعليق أسألها فورا ً :

" ماذا تفضلين من شراب ؟

" لا لا أريد شيئا ً ..

" سأصنعه لك بيدي هذه ,, لا تقلقي ..

" لا أريد شيء فلست جائعة . .


" هذا عصير ليلى وصدقيني ستطلبين غيره حين تجربينه !


تصمت كأنها راغبة بتكرار النفي ,, كم عنيدة هذه الفتاة ..

تجيب اخيرا :

" حسنا ً لكن لا تتأخري .

" ماذا تريدين الان ؟

" افضل البرتقال .

وأنهض مسرعة حيث المطبخ ,, أدعو الخادمة لاحضار برتقال من الثلاجة ,, فهذا العصير هو أهم عصير في حياتي !!!






~~~~~~



أغلقت الكتاب فجأة ,, ونهضت كأنها تبتغي الانصراف .. سألتها :

" إلى أين ؟ الوقت لا يزال مبكرا ً .

" لقد حان موعد الصلاة هل لي أن أصلي ؟


شعرت بالحرج لهذا القول ,, فأنا لم أعتد في الواقع على تأدية الصلاة في أوقاتها ,, قلت لها :

" الحمام هناك عزيزتي يمكنك التوضأ .



ومضت فيما بقيت جالسة في مكاني أفكر في أمر حفاظها على صلاتها في وقتها ,, إني ومنذ ان بدأت بالصلاة فإني اقوم بتأديتها في وقت متأخر ,, وحين أكون مرهقة أدعها تفوتني دون تأديتها في يومها التالي ..


تقبل الان مريم وتسألني :

" هل لي بحجاب صلاة وسجادة ؟

" إنها في الخزانة .. لحظة . .


وحين ناولتها السجادة ,, لمحت في عينيها بريق متلألأ من الدموع .. يبدو أنها ستبكي ..



لعلها المرة الاولى التي لا اشعر فيها بالقلق لدموع أو حزن يعتلي هذه المخلوقة ,, لأني أدرك أن هذه الدموع ستنهمر خشية لخالقها ..


عدت لمكاني متصفحة الكتاب واستعيد مذاكرة الدروس السابقة .. وتسـألني قبل أن تبدأ :

" ألن تصلي ؟


وقفتُ بخجل لأجيبها :

" بلى لكن فيما بعد وليس الان ..

" لماذا ؟

" اشعر بالارهاق ..

وتكتفي بذكر هذه الجملة وتبدأ في تأدية صلاتها :

" الصلاة الصلاة يا ليلى ,, إلا هي ,, كل شيء أتركيه وتخلي عنه إلا صلاتك ,, فهي عامود دينك الذي إن استقام فلحت امورك التي تتليه ,, و إن لم يستقم فقد خسرت دنياك وآخرتك .. صلي فروضك في أوقاتها !



لا اخفي عليكم بأن هذا الحديث اجرى على نفسي وقلبي شعور مخيف ,, والقشعريرة سرت في كامل جسدي ,, شعرت بالرهبة الحقيقية للخالق .. فمريم كانت تنطق بنطق ٍ كفيل ان يوقظ الضمير ..


نزلت للطابق السفلي راغبة بسجادة وحجاب صلاة ,, وكانت والدتي تلحظ الارتباك في طلبي فتسألني :

" ليلى مابك ؟


" لا شيء أمي فقط اريد حجاب وسجادة ,, أين هما ؟

" في تلك الخزانة ..



وحين تناولتهما رغبت بالانصراف فعادت لتسأل :

" ليلى مابك ؟؟ لا تبدين بحال جيد .. هل حصل أمر ما ؟


" لا لا أمي لم يحصل شيء ,, لا عليك .. سأذهب لأصلي ..

" ليلى اخبريني ماذا بك ..


هل اخبركِ بما يجعل في داخلي الحزن الان .. ؟؟ فماذا عساي القول أماه ؟ هل ألومك ِ ؟ أم ألوم ذاتي المستهترة ! أم ألوم والدي ؟؟

أمي .. أبي .. ذاتي .. هم المسؤولين جميعا ً عن ضياع كثير من أمور ديني ..



واكتفي بقول :

" لا شيء أمي ولكني تأخرت عن مريم لا اريدها أن تمل .





حين دخلت الغرفة فكانت مريم قد انتهت من فرض المغرب للتو .. وكانت تسبح في خشوع كبير لا أحسبها شعرت بدخولي !!!



تلتفت ناحيتي بعد ذلك طالبة :

" عزيزتي هل لي بقرآن ؟

" أكيد ,, بالطبع . .

ناولتها إياه و أنا لا أزال غارقة في حزن كبير ,, وبقي هذا الحزن معشعش الى أن أنتهت كلانا من أداة الصلاة ,, وجلست مريم على الكرسي وتقول براحة :

" الان يمكننا المذاكرة ..


أجل الان يمكننا ان نذاكر ,, ويمكن لنا فعل ما يحلو لنا ..


سألتها محاولة تغيير الحزن الذي يعيش في داخلي الان لاستهتاري :

" مريم , , لم تعلقي على العصير وقد مرت ساعتان ونصف وأنا أنتظر ألم يعجبك صنع يدي !!؟
تعلق :

" بلى ألا تريني شربت محتوى الكأس كله .. !!


وتضيف بعد ثوان ٍ :

" على فكرة هذا أروع عصير شربته في حياتي ,, أنت بارعة ما رأيك في أن تفتحي محل عصائر إني متيقنة من أمر نجاحه ..


" ساخبر والدي بذلك متأكدة أنه سيوافق !



ونضحك سويا ً على اقوالنا ,, فيما أمد يدي ناحية مريم و أقول لها ممازحة :

" سأقتلك حتما ً .

" لا أرجوك دعينا نكمل الامتحانات وبعدها اقتليني ..



وهل أنا جديرة بفعل ذلك يا مريم ؟ ؟ أو تظنين بأن قوة ما ستتملكني تحت أي ظرف لافعل ,, إني لا اجرؤ حتى على قول ما يجرحك و يحزنك ..

إنني وقبل أن انطق أراجع ما سأقوله لك ..

فأنت العزيزة يا مريم ,, ألم تدركي بعد إني أحبك في الله !؟



تصفق بيديها وتقول :

" هـــــــْي أين ذهبت ِ ؟

" لا لا شيء ..


" حسنا ً تبقى لدينا ثلاثة دروس وسأنصرف بعدها ..

" ما رأيك بالعشاء معنا ؟

" لا لا أبتغي التأخير عزيزتي ..

" أرجوك ِ تناولي العشاء معنا .

" لا استطيع ..

" حسنا ً سانتظرك بالغد اذا ً لتذاكري معي امتحان اللغة العربية .

" لن استطيع المجيء .. سأتواجد معك الجمعة القادمة ..

" فقط ؟ الجمعة فقط ؟

" اجل ,, فقط !


~~~~~~~~~~



مريم انسانة غريبة حقا ً ,, تعشق الغموض كثيرا ً .. و تعشق أن ترى طرفها الاخر في حيرة لا مثيل لها ,, دائما ما أجد حديثها لغزا ً يستعصب علي ّ حله فهي لا تود أن تكون واضحة معي في امور كثيرة ..
لا أعلم لماذا تفضل البقاء معي بهذه الصورة ,, إني لأمقت الغموض .. وأمقت السراب ..
أريدها معي واضحة .. واضحة ! لكنها تأبى أن تكون كذلك ..



إلا أنها تبقى تلك الانسانة الرائعة التي أعطتني الابتسامة الحقيقية ..


اليوم علمتني أهم درس لا بد منه ..


الصلاة !!

لكم غفلت عنها ,, ولكم استهرت في تأديتي لها ,, ولكم مرت أيام دونها !

القرآن !!

تمر شهور دون ان أعطر شفتاي بتلاوة آياته ..


هل يوجد ضياع حقيقي يجابه هذا الضياع ؟؟ إنه لعمري ضياع مر ما أمقته ..


كيف كنت اظن الحياة ستكون في سعادة دون وجود صلاتي ,, وكيف كنت أرى نعيمها دون اقامتي لصلاتي ؟ وكيف كنت احسب الحزن .. والالم ؟؟ وكيف كنت ارى السعادة ؟


إنه هو الحزن .. هو الالم .. فهو الضياع الحقيقي ..


لا زال حديث مريم متردد على مسمعي ,, لا زلت اسمعه .. وتسري تلك القشعريرة في كامل جسدي !
إنها عامود ديني الذي لم اسعى لاستقامته ,, وتركت كل ما يليه في طريقه للفشل ..

من المخطئ ؟ أنا ؟ أم أمي ؟

إنها لم تحاسبني يوما ً على تأديتها في وقتها ,, ولم تفضل الحديث معي ذات يوم بهذا الشأن !!

إنه الشرخ الاول في ما بيننا ,, وما أعظمه من شرخ !



أمي ,, كنت ولا تزالين الصديقة الاولى ,, ولا تزالين خير جليس أأنس بوجوده ,, وكم أتمنى للمرة المليون عند هذه اللحظة انك جعلت امور ديننا تتخلل أحاديثنا ,, لما كنت ضيعت ما ضاع ..


إني أدرك بأن الصلاة حق وواجب ,, لكني لم أجد من يعشعش في داخلي الحب الالهي !!


مريم أنت عظيمة ,, أنت تخلقين في نفسي ما لابد له أن يُخلق وما هو كفيل في أن يدعوني لنيل السعادة الابدية .


شعرت برغبة كبيرة في قراءة القرآن الكريم ,, أنا أحتاج لفعل ذلك ..


وشعرت بخشوع كبير ,, و تقاطرت الادمع على خداي كجمر كادت تحرقهما .. فأي شعور أروع من هذا الشعور ؟ فهل يوجد أروع من العشق الالهي حين يتغلغل داخل الصدر والقلوب ؟


ومضيت في بكاء مرير ,, نادمة على ما مضى ,, راغبة في تجديد العهد مع الله ,, عاقدة على التوبة النصوحة ,, و أقسمت ألا اضيع صلاتي .. ووعدت الاله بذلك ..


فهو الرب الغفور الرحيم ..






.
.


][ يتبع ][




..

 

التوقيع

.0.
.0.


وحيدةٌ أنا دُونما ذاكرة ,,
أو ربما بذاكرة ..
ذُبل فيها كُل شيء .. ,

الاهل ..
الاصدقاء ..
والوطن !


.0.
.0.

الوجه الأليم غير متصل   رد مع اقتباس