منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراق
الموضوع: لعنة الفراق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2009, 11:49 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي لعنة الفراق


ابتعدت عنه .. لكنّما روحها أرهقته وهي تزوره كل حين ... فكتب :ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لستُ أنا يا سلمى .. من تعثر قلبه بعتبة نصوصك .. من حمل النوافذ على ظهره ليرى روعة حروفك .. من دسّ الوقت عن الأصدقاء والأعمال ليبعثره عليكِ .. من كان يسرق الفجر ويدعّى أن الليل لا آخر له ، حبيبك يجلس هناك .. تحت عريشة المساء .. يفتت قلبه على الرمال ثم يلملمه في أوراق .. يسمع حكايات الشجر ويشم رائحة القمر .. رأيته يستقبل الشمال ويبتلع نسيم الهواء ، كثيراً ما سمعته يناديكِ .. هو من يناديكِ .. أما أنا فحتى لم أعرفكِ .

الظلال تخون الشمس وتتوارى بفعلتها خلف الأشياء .. وأنا خنتكِ يا سلمى .. التقيتُ امرأة لصوتها طعم الذكريات الساهية .. تقول أن الحصى كان زهراً أضجره القطف فنام قهراً تحت أرجل البشر .. وأن البحر كان لفاتنة من غابر الأزمان .. وأورثته لآهات العشاق ، تكتب بيسراها لكنّ معانيها يمين .. حقيبتها الجلدية تظل تغازل خصرها وتقّبل كتفها حتى تربت عليها بجوارها .. هي فريدة في كل شئ .. امرأة كهذه .. يستحيل أن يكون لها في قلبي ضُرة .

الفوانيس القديمة لم تكن تضئ المكان .. هي فقط تُبعد شبهة الظلام .. كما أنتِ يا سلمى .. حكاياتنا كالحارات التليدة والأواني العتيقة وجذوع النخل العقيمة ، كان فراقك طعنة لا تُطاق .. لكنّ الأيام طبيب ماهر .. يضمد الجراح ويبقيها أثراً لذكرى ، كان حبنا بلبلاً جميلاً .. تحيته تهز أصابع الشجر .. يقّبل الأرض طيلة يومه .. يستحم بالمطر .. لكنّ البلابل يا سلمى .. عمرها قصير .

ذاكرتي أضحت ضريرة .. أضاعت الأمكنة والأزمنة .. أتذكر بيتنا القديم فأجدك قرب النافذة .. أتذكر حديثاً مع أختي الكبرى فأراك معنا .. تعوزني ذاكرة جديدة أؤثثها وأنقحها من هذه الأكاذيب .. أو استعير ذاكرة بيضاء من وجه الصباح ليس فيها أنا وأنت ، لا أدري ما أصنع .. أعاندك .. أهرب من سطوتك .. ابتكر في داخلي ملامح امرأة أخرى .. أصحبها إلى شجرتنا الجميلة .. أثرثر لها بكل أمنياتي .. أجلس معها على ذات الأرصفة التي حوتنا .. لكنّما أخيراً انتبه لنفسي وأنا أبكي من هول خديعتي .

أنتِ هنا يا سلمى .. الرحيل زادك قرباً .. ألبس الصباح وأعبئ جيوبي بذكرياتنا .. أداري بحبنا عرجة الأيام .. أقطّع المساء لقرى صغيرة .. هنا غيرتكِ .. هنا حنانكِ .. هنا عتابكِ .. وحين يأخذني التعب .. أضم كل القرى تحت وسادتي وأنام .. لا .. لم أخنكِ يا سلمى .. فأنا مثل العُشر .. تُفارقه قطرات المطر .. لكنّما تظل فيه روح المطر .
ــــــــــــــــــــــــــــ
العُشر نبات صحراوي يحافظ على اخضراره ونضارته رغم قلة المطر .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم فرغلي ; 09-28-2009 الساعة 11:55 AM.

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس