[د. يحيى عبدالعظيم]

هذا المقال هو أولى مشاركاتي نثريا لعله يروق لقراء المنتدى

إِضَاءَةٌ
النَّاصِرُ صَلاحُ الدِّينِ
لم يَدُرْ فِي خَلَدِ ولا بال صلاح الدين الأيوبيِّ، ولا كان راضيا بالعودة إلى مصر حين طلب نور الدين محمود من عمه أسد الدين شيركوه أن يعود إليها. ولما ضغط عليه عمُّه جاء معه لإنقاذ مصر ، وما لبث أن أصبح حاكما لمصر، مناهضا للحكم الفاطميِّ؛ حتَّى أصبح لقبه الناصر صلاح الدين سلطان مصر والحجاز، فأخذ يحارب دويلة بعد أخرى.
وبعد مهاجمة الموصل سنة 578 ه مرض مرضا شديدا؛ فأخذ على نفسه عهدًا أنه إذا شفاه الله من مرضه لا يرفع سيفه في وجه مسلم أبدًا، إلى أن استنقذ بيت المقدس من الصليبيين في حطين سنة 583ه. ما أريد تأكيده هو أن صلاح الدين حين جرى وراء أمجاده الشخصية لم يحقق شيئا، وحين اتجه إلى أمجاد الأمة سُجِّلَ اسمُهُ بحروف من نور. هذا هو تاريخ صلاح الدين الحقيقي؛ قرأته وأنا أُعِدُّ رسالتي للماجستير في سير أعلام النبلاء للذهبي والبداية والنهاية لابن كثير، والكامل في التاريخ لعز الدين بن الأثير، وكان أخوه ضياء الدين بن الأثير الذي قمت بتحقيق كتابه؛ وزيرا لصلاح الدين ثم لابنه الأفضل نور الدين علي أحد قواد موقعة حطين.
غلِّبوا المصلحة العامة؛ تتحقَّقْ لكم المصالح الخاصة. تنازلوا عن الأهواء والأحلام الشخصية؛ تتحقَّقْ مصلحة مصر، فهي الأبقى والأهم.
د. يَحْيَى عَبْدُ العَظِيمِ
Shaer_1966@yahoo.com