منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - موبوؤون، قذرون، بشعون، اغبياء..العرب في الادب الفارسي الحديث
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2011, 01:25 AM   #1
عبدالناصر الأسلمي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالناصر الأسلمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 99

عبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعةعبدالناصر الأسلمي لديها سمعة وراء السمعة

Question موبوؤون، قذرون، بشعون، اغبياء..العرب في الادب الفارسي الحديث


هذا مقال للكاتب الكويتي عبدالله الهدلق
ارتأيت نقله هنا لنرى ما يقوله عنا الفرس في ادبهم المعاصر.
تاريخ النشر
الأحد 07/09/1432 هـ الموافق 07/08/2011 م

من يقرأ كتابا حديثاً صدر عن «دار قدس» في بيروت عنوانه «صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث» للباحثة الدكتورة «جويا بلندل» يصدم بأن العرب في صفحات كثيرة من الادب الفارسي الحديث يتم تصويرهم على انهم «موبوءون، قذرون، بشعون، اغبياء، جلودهم سوداء كالسحالي»!!، وتعلق الباحثة على خصال العرب من وجهة نظر الادب الفارسي بقولها: «بالطبع هذا الكلام غير دقيق القصد منه مزيد من الطعن والذم للعرب»، والكتاب في مجمله يصور مقدار الازدراء والتحقير الفارسي للعرب المسلمين وحضارتهم.
قد يتصور البعض ان هجاء العرب شعباً وتاريخاً وحضارة فن ادبي تخصص به الغربيون نظراً الى تاريخ مشحون بالتوترات والسلبيات على انواعها، ولكن من يقرأ كتاب «صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث» يكتشف ان الفرس يزاحمون الغربيين في هذا المضمار، مما يوقع القارئ في حيرة في أمر هذا العداء المستحكم والراسخ في العقلية الفارسية تجاه العرب! على الرغم من ان الفرس اظهروا الاسلام وابطنوا الزرادشتية، وامتزج تاريخهم وحضارتهم بتاريخ العرب وحضارتهم قروناً طويلة، وتجيب الباحثة «جويا بلندل» على هذا السؤال في دراستها الأكاديمية، حيث ترى ان الفرس يلقون جانباً من تخلف بلاد فارس «ايران» على الاسلام!!، فبلاد فارس «ايران» في نظرهم ساسانية واخمينية دمر حضارتها «بدو متوحشون» والاسلام دين غريب فرضته على «الأمة الآرية النبيلة» امة سامية لاتعدو كونها حفنة من أكلة السحالي الحفاة العراة البدو المتوحشين من الصحراء.
ويتم وصف العرب عند الكثير من الكتاب الفرس المعاصرين بوصفهم متعطشين للدماء ومتوحشين ووصف الاسلام بأنه اداة اضطهاد، وان العرب والاسلام قد افسدوا كل جوانب الحياة الفارسية من الدين والاسطورة والمأثورات الشعبية واللغة والادب والتاريخ مما اوقع اللغة الفارسية تحت هيمنة الخرافات العربية السامية والاسلامية وتضيف الباحثة انه لفرط كراهية العرب ودينهم جرى تأسيس الوعي القومي الفارسي على اللغة الفارسية والتاريخ الفارسي القديم قبل الاسلام، ويستفيض الكتاب في الحديث عن النزعة القومية الفارسية التي يعتبرها مسؤولة عن هذا الكم الهائل من الكراهية للعرب، فهذه النزعة وجدت في الارث الفارسي السابق للاسلام مصدراً للفخر والعزة الثقافية، وفي هذه النزعة تم تمجيد بلاد فارس «ايران» قبل الاسلام والديانة الزرادشتية والعرق الاري ولعن العرب المسلمين لتسببهم في انحدار بلاد فارس «ايران» من العظمة التي كانت عليها ابان مرحلة ما قبل الاسلام!!.
التاريخ الاسلامي مازال يشكل عبئاً في الوجدان الفارسي بعد ان قضى على الدولة الفارسية، وحطم حضارتها وفرض عليها ديناً سامياً صحراوياً لايمت بصلة الى ديانتها الزرادشتية القديمة، فهل ادركنا الان سبب كل هذا الهجاء المقذع للعرب وتاريخهم وموروثهم الثقافي والحضاري بعدما اظهر الفرس الاسلام لأنهم وجدوا انفسهم مضطرين لاعتناقه لاسباب مختلفة وعملوا على تبنيه وتكييفه مع ظروفهم وحاجتهم، وتؤكد الباحثة ان المفكر الفارسي المعاصر «دوراج» يرى ان الاسلام المذهبي يشكل ضرورة لمفهوم «الإرينة» اي النزعة القومية الفارسية وقد كان على الفرس عبر التاريخ ان يتكيفوا مع ثقافات الغزاة ومنهم العرب لكي يبقوا على قيد الحياة، ويسعوا حثيثاً لتشكيل هوية فارسية تختار المذهب، وهكذا تمكن المذهب من تثبيت موقعه أكثر في الحياة الثقافية الفارسية وبات جزءاً لايتجزأ من الهوية القومية الفارسية.
ويضيف «دوراج» ان الفرس اسقطوا على نحو واضح بعضاً من صورتهم الذاتية المثالية على شخصية علي بن ابي طالب العربي الهاشمي، ولكن الرسومات واللوحات في بلاد فارس «ايران» تصور علياً فارسياً وسيما، الا ان المسألة الحساسة التي اثارها «دوراج» - كما تقول الباحثة – تؤدي الى تعقيد آخر هو العلاقة بين العرب والاسلام من جهة وبين الاسلام الشيعي والفارسية من جهة اخرى، فقد تمت اسلمة بلاد فارس «ايران» ولكن في عيون اكثر الفرس فان الاسلام جوهره عربي وليس فارسيا، اما الآخرون فيرون ان الاسلام الشيعي هو اسلام فارسي، ويشكل هذا التقسيم جزءا اسياسيا من تنامي المشاعر المعادية للعرب والاسلام.
لقد عمل الفرس على تنقية اللغة الفارسية وقد اصدرت الاكاديمية الفارسية الرسمية قوائم بكلمات فارسية جديدة اعيد اكتشافها او تمت صياغتها مجددا بغية ازاحة المفردات ذات الاصول العربية، وتغيرت الاسماء الجغرافية العربية والتركية الى الفارسية، كما حثت الحكومة الآباء على اطلاق أسماء فارسية على مواليدهم، ويبدو ان موقف الفرس من العرب شعبا وتاريخا ومقومات ليس موقف الادباء الفرس المعاصرين وحدهم، فهذا الموقف قديم وثابت في الادب الفارسي القديم فالشهنامة عمل ادبي ينشر العداء للعرب والمسلمين بشكل واضح كانتشار النار في الهشيم.
يؤكد الفكر الفارسي – كما تقول الباحثة – ان الماضي الزرادشتي لمرحلة ما قبل الاسلام كان مثاليا وعصرا ذهبيا لبلاد فارس «ايران» وان الهوية الفارسية الثقافية الآرية التي تشترك بها بلاد فارس «ايران» مع الهند دمرها الغزاة المسلمون العرب الذين – طبقا للفكر الفارسي – استبدلوا بحضارة بلاد فارس «ايران» المتفوقة ثقافة دينية تعتمد الوحشية وسفك الدماء!!
ويحفل كتاب «صورة العرب في الادب الفارسي الحديث» بمزيد من السخرية الكامنة في النزعة القومية الفارسية ضد العرب المسلمين ووصفهم بالتخلف والوحشية، وان العرب المسلمين وتاريخهم وحضارتهم هم اعداء الذات الفارسية وحضارتها الزرادشتية!! ها هم العرب كما يراهم الفرس فما نتوقع من بلاد فارس «ايران» اليوم واصرارها على تسمية الخليج العربي خليجا فارسيا، سوى مزيد من الازدراء والتحقير والاستصغار لكل ما هو عربي ومسلم وهو نهج درجت عليه النزعة القومية الفارسية منذ اكثر من اربعة عشر قرنا.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

///////
twittr
abdllnaser@

عبدالناصر الأسلمي غير متصل   رد مع اقتباس