على مسرح نادي جازان الأدبي وضمن فعاليات الملتقى الشعري الرابع – لجائزة محمد بن علي السنوسي-،
تألقت
الأبعادية صالحة حكمي بتقديمها ورقة نقدية
عنونتها بـ: (السنوسي: المفارقة والائتلاف معًا)
مهدت في بدايتها بتقدمة أدبية أطلت من خلالها بانتقائية الناقدة على ميلاده
وذيع صيته وانجازاته وملامح من حياته .
لتلتقط بعدها قصيدة المفارقات ( الليل في الريف)
وتعمد إلى تشريحها عبر مفتاح البيت البؤرة :
الليل في الريف غير الليل في المدن
فافتح ذراعيك للأرياف واحتضن
فاتحا باب التأويل للناقدة؛ في تتبعها لمواطن الائتلاف والاختلاف
في قصيدة تأرجح فيها الشاعر بين نصفين ليل الأرياف وليل المدن؛
الذي نشأت عنه حالة من التضاد والانحراف في محمولات الليل الدلالية
أدى إلى تصاعد عام للنص يصل ذروته الانفجارية المحتدمة في المدينة
ويرتدي ثوب الفيلسوف العبقري الهادئ في الريف .
تلج بعدها الناقد لبنية النص اللغوية في ممارسة نقدية واثقة
تتبعت فيها امتدادات الأفعال وأثرها في نص يرسم الواقع ويفتح بابا رؤيوي يستشرف من خلاله المستقبل ،
وكلما ازدادت مخاتلة اللغة واشتدت انحرافاتها تجلت روح الناقدة بخلق لغة فنية موازية
تسفر فيها عن تأويل شفيف والتقاطه راصدة تكشف من خلالها مواطن الإبداع في القصيدة.
ومن ضفة إلى أخرى أخذتنا الناقدة في مقاربة تأويلية
نسجت من خلالها لوحة جمالية تنبؤ عن تمكنها من أدواتها النقدية .