حينما علم غريب قصة الأمير الإنسان قرر أن يسير على نهجه بإتمام مع مرور الأيام كان الأمر في أمان.
توالت الأيام تسابق بعضها بعضا، كانت الرتابة جاثمة على الزوايا والأركان، لم يكن هناك حدث ما يستدعي الانتباه، أو يلهم بانقضاء حاجة ملحّة، تضجر من ذلك غريب؛ حتى فاق الأمر صبره، فهمّ بروحه رحيلا إلى حيث الغسل من الأطناب المملة التي طوقته بضيق الدنيا ورتم الحياة، لتذكر ذلك نبال معاتبة إياه عتاباً خفيفا ترجو من خلاله بأن يُسهب بأمر ما، من شأنهِ ينعش هذه الأرض التي أوشكت على جدب لم يُعرف مثله قط.
قال غريب متهكما : لا أريد أن أقدم على خطوة ما، حتى أذعن للمشورة من الذين هم أهل لها.
فأجابته: إذن أختر ممن تراهم أهل لها..
فقال : نعم .،
نزل غريب إلى ساحة المدينة لكي يرى من هو أهل ذلك، وبالمصادفة أستوقفه شخصٌ ما قائلا له: يا سيدي الأمير هل لي بكلمة معك على انفراد .
فتساءل غريب: ومن أنت يا هذا ؟
قال: أنا الغلام الذي سألتني ذات يوم عن قصر الأمير الإنسان.
قال غريب : أهلا بك فما الذي أنت عليه الآن؟
قال الغلام: أنا للعلم طالب، وقد سعيت له في جميع المعالم، وأخذت من ذاك وذاك الشيء المفيد، والحكمة الحكيمة من أقوال "كاهنة الزمان" و "كاهنة المكان" .
قال غريب: ومن "كاهنة الزمان" و "كاهنة المكان" لم أسمع بهما من قبل.
قال الغلام: إنهما كاهنتان يسكنان بوادي لا زرع فيه ولا ماء بعيد من هنا اسمه " سفه " .
قال غريب متعجبا : لم يكن لي علم بهذا من قبل ولهذا عليك بزيارتي في قصري حينما توشك الشمس على المغيب.
أكمل غريب مسيرته وعلامات التعجب تحيط به من جميع الاتجاهات حتى وصل إلى قصره لتستقبله نبال بحفاوة فأخذ بيدها قال هيا معي أريد أن أسأل عن أمر ما.
تستنكر هذا نبال, وتراود نفسها بأسئلة عديدة !! حتى رأت نفسها برفقة غريب في المخدع الخاص بهما.
ليسألها غريب: ما أمر "كاهنة الزمان" و "كاهنة المكان" ، قالت نبال: وكيف علمت بأمرهما؟ قال غريب: إذن تعلمين أمرهما ولم تذكريهما من قبل ولماذا؟
فأجابت نيبال: لقد ذكرت لك أمر كاهنة الزمان أما كاهنة المكان لم يسبق لي بأن ذكرت من أمرها شيئاً، وباختصار شديد قد نبذا من قبل الأمير الإنسان لأنهما كانا من المقربين للوزير مقيت؟
فاستطرد غريب متسائلا: ألهذا نبذهما ..! لم أعهده يُدخل المسائل الشخصية بأن يقصيهما دون أي ذنب أو سابقة !! إنهما تحت الأمر فقط لا غير !!
وبنصح قالت نبال: لا تتعمق بمعرفة أي أمر عنهما أيها الأمير فإنّك ستسحر بما ستعرفه عنهما ولن تترك ذلك حتى تأتي به، سر على نهج الأمير الإنسان وكفى.
طلب غريب من نبال بأن تتركه الساعة، لقرب موعد حضور الغلام !!
فماذا يا ترى سيخبره الغلام وما هي الأحداث التي ستتلى أقدارها بعد هذا ؟؟
يتبع ....