غالبًا، من يقطن في المُدن الساحلية، تجد أنّ له نفس سمحة، سخيِّة الطباع، لا تخلو من رفعةِ الذَّوق، ورهافة الحسّ، بخلافِ من يسكن في المُدن الصحراوية، يتراءى لك الجلافة والقسوة في طباعه، ولا يتحدّث معك إلا بكبرياء وأنفة كما لو أنّه من أحد ملوك الدُنيا.
لديّ قناعة أنّ المرء صلد القلب، وسيِّئ الطباع لا يلين ولا يتغيَّر إلا حين يُكثر الجلوس على شاطئ البحر، وحين يعشق ويُحبّ، وعندما يمرّ في حياته بالنوائب والشدائد العظام.