منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وَطَنٌ مِنْ ضًيَاع !
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2012, 02:55 PM   #1
صفراء
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية صفراء

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 3776

صفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعةصفراء لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وَطَنٌ مِنْ ضًيَاع !


-

وطنٌ من ضيَاع !



وكل شيء في أرجاء هَذا الوطن مملوء بهواءٍ من حنين، والأرصفةُ ذكرياتٌ لا يعبرها إلا البؤساء
وعربيد في آخر الشارع يترأس حانةً من حزن ، يستقبل الجرحى سُكارى للتيه
يُرشدهُم وابتسامته الصّفراء تُخبرهم أنّ المَزيد من الألم سيوافيهم حال الدّخول ..
خُطىً ثقيلة تعبر بعَرجٍ إلى حيثُ اللافرار ، إلى ظلام بلا أمل
إلى ارتطام كؤوس العابرات أرضًا ، إلى أرضٍ لم تحوِ إلا الفقد و الشّوق و شيء يشبه المَوت
يرتمي بقايا العُشّاق على كراسيّ الحانة ، يعلو الصّراخ، يبدأ البكاء معزوفة لـ ترقص القلوب تردد النّشيد الحزين أن " متنا فلم نمت" !
وخلف تلك الكَومة من الضيّاع ، ضوء ضئيل ، لا يشمل إلا المُلقون على كاهل الجُدران في أيديهم جُعُب من المَاضي ، وشيء من الخُذل
وكمّ من الحُزن يرتشفونه قليلا فيُذهبُ الأمل ليحتلّ الفشل و .. الرّحيل إلى ديارٍ من شتات !

طفلٌ يجوب شوارع الوطن بيديه قلم وورقة يبحثُ عن مُعلمٍ يُعلّمه الألف باء ، ليقع بيد الطّاعن حُزنا فيعلّمه الألم بُكاء !
سَماء الوَطن مملوءة بالجفَاف وَ شيء منحوت في صدور الغيم يهوي الأحلام إلى أصحابها ويُمطر المستحيل ، يرمي الحزن في وجوه أصحابه أن كفاكم تيهًا !
ولا مُجيب لداعي الأمل ، وذاك الصّغير المُتمرّد بحثًا عن درسٍ ينتشله من هذا الضيّاع ، وجميع الدّروس حوله ولم يعِ !!

وردة على جانب الطّريق الرّمادي ، مُتّسمة بالذبول رُغم ذلك تحفظ لونها كي تموت بسلام وَ تسقط ..
ورأسُ طفلة مُمزقة الملابس رثّة الهندام لا يُجمّلها إلا ابتسامة صغيرة ، تقطف الوردة وتركض لهوًا ، لتُهديها الهواء ، ويدعسها رجل مُسنٌ عابر ثم يَرميها بعكّازه إلى بعيد عن مساره..
وكأن الأحلام لَم تُبنَ إلا على المُستحيل ، سُلبت ألوانها لتُحاط بهالة اللاحدوث ، وكأن كُلّ شي ملحوق بسخرية المستحيل، ولا مُستحيل إن استبشرنا أملا !
وقاعٌ من المَطر ، ملوّث بالإحباط ، يُغنّي بجانبه رجلٌ أنقذ تلك الوردة الميتة من بين يدي عجوز تنفض عنها أغبرة الشّارع وأقدام المَارّة ، يُخبر الحي بصوتِه أن الضياع يستعمر الوطَن !
يلتقط في كفّيه قطرات المَطر ويرجو أن تُغاث تلك القلوب الواهنة بِسُقيا طُهر تغسل أوجاعها ، يحمل المطر في كفّيه يُهديه طفل الحنين ويمشي ببطء إلى حيثُ لا يعلم !
أملٌ عابر يجوب الشوارع يُضمّد تلك الأرواح يُلقي ابتساماته ، يلوّح للمرضى، يُساعد الأطفال ، ويُقتل برصاصة أحدهم !
يحتضر مُعاتبًا ، ويعد الجَميع أنّ لـ ابنه عَودة فـ انتظروه !

.. [نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة] ..

 

صفراء غير متصل   رد مع اقتباس