منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ماذا أفادت الفلسفة للبشرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2015, 05:10 PM   #1
عبدالله باسودان
( شاعر وكاتب )

افتراضي ماذا أفادت الفلسفة للبشرية


ماذا أفادت الفلسفة للبشرية

صحيح أن الفلسفة هي المعرفة كمايقال لكنها تجعل العقل مصدراً لكل شيء،وهوالحاكم على كلشيء،وهذا ينافي الشريعة الإسلامية.

من ضلالات الفلاسفة :
-يرون: أن العقل مقدم على الوحي.
-يقولون: بحشر الأرواح دون الأجساد.
-يقولون بقدم العالم.
-يقولون: بأن الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات.
-يقولون: بأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي، وربما فضل بعضهم الفيلسوف على النبي.
-يقولون: بأن الجنة والنار أمثال مضروبة وخيالات؛ لتفهيم العوام، وضبطهم دون أن يكون لها حقيقة في الخارج.

منذأقدم الفلاسفة الاغريق،منذ الفيلسوف تاليس، المولود في القرن السادس قبل الميلاد والفيلسوف بارمنيدس وأتى بعدهم بقية الفلاسفة اليونانيين، أرسطو وسقراط وغيرهم ثم الفلاسفة العرب، الكندي وابن رشد وابن حيان التوحيدي وغيرهم ثم أتىبعدهم الفلاسفة الغربيين، كيركجارد، وديكارت، وبرغسون، هيدجرـ وكامو وسارتر وغيرهمالكثير. . أقولماذا قدموا للبشرية من تقدم وحضارة؟ سؤوال كثراً ما يطرح على الفلاسفة، وفي مقابلة مع سيمون دي بفوار خليلة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر أجابت على سؤال " ماذاقدمت الفلسفة للبشرية " لا شىء إلا عدم الوصول إلى الحقيقة الثابتة، ونتج عن ذلك القلق والتمزق. وهذا كثيراً مانقرأه في رواياتهم ومؤلفالتهم.
ويقولعالم الاجتماع ابنخلدون، في (مقدمته) الشهيرة، (إبطالالفلسفة وفساد منتحلها ولا سيما الفلسفة الميتافيزيقية ، أي التي تعنى بما وراء الطبيعة، أو بـ الإلهيات. وأوصى من ينظر فيها امن أهل الإسلامأن يمتلئ من (الشرعيات) أولاً، ثم قال: ولايكِبَّنَّ عليها أحد، وهو خلو من علومالملة، فقلّ أن يسلم لذلك من معاطبها
ونرى فيلسوف الأدباء و أديبالفلاسفة أبوحيان التوحيدي في (الإمتاع والمؤانسة) يقول عن (إخوان الصفا) وفلسفتهم ورسائلهم: "تعبوا وما أغنَوْا، ونصبوا وما أجدَوْا، وحاموا وما وردوا، وغنوا وماأطربوا، ونسجوا فهلهلوا، ومشطوا ففلفلوا"
ويقول الشيخ عبد الحليم محمود- شيخ الأزهر الأسبق ، بعد أن رأى تعارض الفلسفة، وتضارب نتائجها، وتناقض ثمراتها: "إنالفلسفة لا رأي لها،لأنها تقرر الشيء ونقيضه.
:
يقول مؤرخو التاريخ الإسلامي، هذا أبو حامد الغزالي المتوفى سنة 555 هجرية لقد جرب الفلسفة وأختبرها. ورفضها في النهاية وأصبح في طليعة مفكريالمسلمينالذين اتخذوا موقفاً رافضاً للفلسفة والمنطق اليوناني ، ويظهر ذلك بوضوح وجلاء في بعض مؤلفاته مثل : " المنقذ من الضلال" و " تهافت الفلاسفة " . تلك المؤلفات التي شن من خلالهاحملات شرسة علىالفلسفة والفلاسفة وصلت ذروتها أن كفرهم الغزالي .
ويذكر الغزالي أن الفلاسفة مختلفون ومتنازعون وأساليبهم متباعدة عن بعضها البعض، يقول :" ليعلم أن الخوض فيحكاية اختلاف الفلاسفة تطويل ، فإن خطبهم طويل ، ونزاعهم كثير ، وآراؤهم منتشرة ،وطرقهم متباعدة متدابرة ." ولميكتفالغزالي بهذا النقد الذي وجهه للفلاسفة ؛ بل أنه نعت ما تركه الفلاسفة اليونانيين والمسلمين من آراء وأفكار أنها ملاء بالتخبيط و التخليط و التشويش .
ويشي رالغزالي إلى أن مذاهب الفلاسفة لا يقين فيها ولا ثبات ، فهم يعتمدون فيها على الظن ، وعلى هذا الأساس تقوم براهينهم في الإلهيات لذلك اختلفواحولها.يقول " لا تثبت ولا إتقان لمذهبهم عندهم وأنهم يحكمون بظن وتخمين ، من غيرتحقيق ويقين ، ويستدلون على صدق علومهم الإلهية بظهور العلوم الحسابية والمنطقية ويستدرجونبه ضعفاء العقول ، ولو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين نقية عنالتخمين بل إنالفلسفة فيها كثير منالخداع والتلبيس والتخييل
.
ويقررالإمام الغزالي بعد أن جرب الفلسفة أنه مما زادالطين بلة ما جرى من تحريف لما ترجم عن فلاسفة اليونان وخاصة فلسفة أرسطاطاليس التيقلدها كل من أبي نصر محمد الفارابي ( 257 – 339 هـ) وأبي على بن الحسين بن سينا ( 370 – 428 هـ ) ، اللذين قلدا – على غرار غيرهم من فلاسفة المسلمينأرسطاطاليسفي مفاسده وضلالاته . يقول : " ثم المترجمون لكلام " أرسطاطاليس " لم ينفك كلامهمعن تحريف وتبديل محوج إلى تفسير وتأويل ، حتى أثار ذلك أيضا نزاعاً بينهم . وأقومهم بالنقل والتحقيق من المتفلسفة في الإسلام " الفارابي أبي نصر " و " ابن سينا " فنقتصر على إبطال ما اختاراه ورأياهالصحيح من مذهب رؤسائهما في الضلال ، فإن ماهجراه واستنكفا من المتابعة فيه لا يتماري في اختلاله ، ولا يفتقرإلى نظر طويل فيإبطاله، فليعلم أنا مقصرون على رد مذاهبهم بحسب نقل هذين الرجلين ، كي لا ينتشرالكلام بحسب انتشار المذاهب ."وبسبب كل المفاسد المنتشرة في كل تلك الآراء الفلسفية أكد الغزالي على كفر فلاسفة اليونانيين ومن قلدهم من فلاسفة مسلمين
ويشيرالغزالي إلى أن أغالطهم التي وقعوا فيها عشرون أصلا ووجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في السبعةالأخرى . . ويذك رفي مؤلفه " تهافت الفلاسفة" الثلاثة التي يجب تكفيرهم فيها على النحو التالي: " أما المسائل الثلاث، فقد خالفوا فيها كافة المسلمين، وذلك فيقولهم :
1- إن الأجسادلا تحشر ، وإنما المثاب ، والمعاقب هي الأرواح المجردة، والمثوبات والعقوبات روحانية لا جسمانية : ولقد صدقوا في إثبات الروحانية ، فإنها كائنة أيضاً ، ولكن كذبوا في إنكار الجسمانية ، وكفروا بالشريعة فيما نطقوا به ...
2-ومن ذلك قولهم : عن الله تعالى يعلم الكليات دون الجزئيات . وهذا أيضا كفر صريح ، بل الحق أنه : " لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا فيالأرض ."
3 -ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته فلم يذهب أحد منالمسلمينإلى شيء منهذه المسائل.
لكن يري بعض الباحثين أن الغزالي عندما وجه انتقاداته للفلسفة والمنطق اليونانيين لم يكن ذلك موقفاً عدائياً منه تجاههما بل إنه انتقد بعض الفلاسفة وبعض أطروحاتهم فحسب بل الأكثر من ذلك فالغزالي– عند هذا النفر منالباحثين – كان فيلسوفاً ومنطقياً عندما انتقد الفلسفة والفلاسفة . فمما لاشك فيهأن الغزالي" ربما يكون أعظم فيلسوف أفرزه الإسلام ، لأنه الروح والفكر المتوقد والعقل الأصيل الفذ المبتكر الذي حاول أن يعبر عن النسق الفكري الإسلامي الأصيل . وسواء أنجح الغزالي أم لم ينجح ، فليس هنالك من شك أنه حاول محاولة رائدة ومتحررة إلى أبعد الحدود من أمرالفلسفة اليونانية ،وهي محاولة تزخر بالمثير الجديد . ولئن فشل الفلاسفة في الإشارة إليها والإشادة بها فإن ذلك مرده إلى سوء الفهم لموقف الغزإلى منالفلسفة خاصة ، ولزهدالمفكرين الإسلاميين فيالفلسفة عامة ،واعتبارها حكراً لفلاسفة اليونان الوثنيين.
ماذا قدمت الفلسفة للإنسانية:
سؤال مهم يحتاج إلى جواب: ما حصادالفلسفة خلال القرون القديمة والوسيطة والحديثة؟ما الذي قدمته الفلسفة للبشرية من هداية للعقل، أو طمأنينة للقلب، أو سكينة للروح؟ إنها أثارت أسئلة عويصة ولم تجب عنها، أو أجابت إجابات ينقض بعضها بعضًا! إنهاهدمـت أكثر مما بنـت، وتكلمت كثــيرًا، وكان السكــوت خيرًا لها ولأهلها لو كانوايعلمون وها هو أحد مــؤرخي الفسلفة في عصرنا، وهــو أحد أنصارها، والمعجبين بها وولديورانــت الأمريكي صاحب الكتاب الشهيرفـي التاريخ "قصة الحضارة" يقول في كتابه الذي سماه (مباهج الفلسفة) مبيـنًا الحصيلة الأخيرة منوراء مشوارها الطويل: "ما طبيعة العالم؟ ما مادته وما صورته؟ وما مكوناته وهيكله؟وما مواده الأولى وقوانينه؟ ما المادة في كيفها الباطن،وفي جوهر وجودها الغامض؟ ماالعقل؟أهو على الدوام متميِّز عن المادة وذو سلطان عليها؟ أم هو أحد مشتقات المادة وعبد لها؟ أيكون كلا العالمين: الخارجي الذي ندركه بالحس، والباطني الذي نحسه فيالشعور، عُرضة لقوانين ميكانيكية أو حتمية، كما قال الشاعر: (مايكتبه الخالق فيمطلع النهار نقرؤه في آخر النهار)؟ أم ثمة في المادة أو العقل، أو في كليهما، عنصرمن الاتفاق والتلقائية والحرية. هذه أسئلة يسألها قلةمن الناس، ويجيب عليها جميعالناس.وهي منابع فلسفاتنا الأخيرة، التي يجب أن يعتمد عليها في نهاية الأمر كل شيءآخر، في نظام متماسك من الفكر. إننا نؤثر معرفة الإجابات عن هذه الأسئلة على امتلاك سائر خيرات الأرض".
ويستطرد قائلاً: ولنسلم أنفسنا فيالحال لإخفاق لا مناص منه. لا لأن هذا الباب من الفلسفة يحتاج في إتقانه إلى معرفة كاملة ومناسبة بالرياضيات والفلك والطبيعة والكيمياء والميكانيكا وعلم الحياة وعلمالنفس، فقط، بل لأنه ليس من المعقول أن نتوقع من الجزء أن يفهم الكل! فهذه النظرة الكلية- وهي فتنتنا في هذه المغامرات اللطيفة - ستبعد عن فكرنا جميع الفخاخ والمفاتن. ويكفي أن نأخذ أنفسنا بقليل من التواضع وشيءمن الأمانة، لنتأكد من أنالحياة والعالم في غاية التعقيد والدقة، بحيث يصعب على عقولنا الحبيسة إدراكهما. وأكبر الظن أن أكثر نظرياتنا تبجيلاً قد يكون موضع السخرية والأسف عند الآلهة العليمة بكل شيء. فكل ما نستطيع أن نفعله هو أن نفخر باكتشاف مهاوي جهلنا! وكلماكثر علمنا قلَّت معرفتنا، لأن كل خطوة نتقدمها تكشف عن غوامض جديدة، وشكوك جديدة. (فالجزيء يكشف عن (الذرة)، والذرة عن الإلكترون (الكهيرب)،والإلكترون عنالكوانتوم Quantum). ويتحدى الكوانتوم سائر مقولاتنا ( Categories) وقوانيننا وينطوي عليها. والتعليم تجديد في العقائد وتقدمفي الشك. وآلاتنا كمانرى مرتبطة بالمادة، وحواسنا بالعقل. وفي خلال هذا الضباب يجبعلينا نحن (الزغب على الماء) أن نفهم البحر!.
وينتهي وول ديورانت إلىهذه النتيجة فيقول: "لنا أن نقرر أن الفلسفة تناقض نفسها باستمرار مع تتابع مذاهبها وأن الفلاسفة جميعًا خاضعون لثورة جنون قتل الإخْوة!؟ فلا يهدأ لهم بال; حتى يحطموا كل منافس يطالب بارتقاء عرش الحقيقة؟ وكيف يجد الإنسان المشغول بالحياة منفسحة الوقت ما يفسر به هذه المتناقضات، أو ما يهدئ به هذها لحرب؟".
وهذا ما جعل بعض مؤرخي الفلسفة يقول، بعد أن عرض لعدد من الفلاسفة، هذا يثبت وذاك ينفي، وهذا يبني وآخر يهدم،وهذا روحي والثاني مادي،وهذاعقلي ومعارضه عاطفي، وواحد مثالي ومقابله واقعي، بعد هذا قال: ما الحصيلة منهذا كله؟ إنها في الواقع ليست إلا صِفرًا!.
وكذلك كان هذا ما جعل أحد أساتذة الفلسفة المرموقين، وهو الدكتور عبد الحليم محمود - شيخ الأزهر بعد ذلك- يقول بصراحة، بعد أن رأى تعارض الفلسفة، وتضارب نتائجها، وتناقض ثمراتها: إنالفلسفة لا رأي لها، لأنها تقرر الشيء ونقيضه، وكل من الرأيين المتنافيين يجد منرجالالفلسفة من يؤيدَه بقوة، ويقيم الأدلة على صوابه، وخطأ غيره، فكيف يخرجالإنسان من هذه المتناقضات بطائل أو ثمرة؟ الواقع أنهالن تشفي له علة، ولن تنقع لهغلة، بل الغالب أنه بعد أن يسبح في بحارها سبحًا طويلاً، سيخرج منها أشد حيرة ،وأضيع سبيلاً.
إلا أن هناك من الفلاسفة مفكرون. هم الذين أفادوا البشرية بأفكارهم لا بإرائهم الفلسفية. . منذ عصر الأغريقإلى الأن لم يتوصل الفلاسفة إلى أي حقيقة . والعقل عندهم مصدر لكل شيء، وهوالحاكم على كلشيء،وهذا ينافي الشريعة الإسلامية.والأديان السماوية الأخرى.
عندما ازدهرت حركة نقل علوم الأوائل وترجمتهاخاصة الفلسفة والمنطق في عهد المأمون في أواخرالقرن الثاني الهجري ، قلد نفر من المنتسبين للإسلام فلاسفة اليونان ، وادخلوا آراءهم الفلسفية والمنطقية في الدراسات الإسلامية . مما أدى إلى ظهور بعض المفاسد والضلالات في ديار الإسلام منها فتنة خلق القرآن ، وأوذوا فيه كبار علماء المسلمينمنهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

 

عبدالله باسودان غير متصل   رد مع اقتباس