منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حينما تحلّق الطيور ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2008, 11:18 AM   #1
علي آل محفوظ
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل محفوظ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

علي آل محفوظ غير متواجد حاليا

افتراضي حينما تحلّق الطيور ..






الورقة التي دسستها خلف معصم أفكاري طارت بعيداً نحو الافاق ..
معلنة نهوض الطيور باكراً من وكرها لـ تطلب خير الرازق مزغردة بأحلى نسماتها أبهى النغمات ..
و غنت الأزهار بألوانها الخلابة موعد إنبساطها لمعنى جمالها الربيعي حتى يرنو إليها النحل مدغغاً مشاعراها الفياضة بغرس طيب التعاون بينهم ..
و كأنهم يصنعون لوحة زيتية تجثّو للمعاني في لحظة هجر الطيور عند مغيب الشمس ..

مسح بأهداب أنامله عرق جبينه .. كانت ملابسه هشه و رثة ..
و ملامح الفقر مرسومة على أطياف وجهه المشرق و حتى عبّق القناعة و الرضا بـ ما قسمه له رب الأرزاق ..
مسيرة حياته تكمن في ماءٍ و خبزٍ جاف ..
ما يستلمه في الشهر لا يتعدى عشرة دولارات و لايطمع المزيد بل يقف راكعاً ساجداً من خشية الله شاكراً له فضله و نعمته المتواليه عليه .
يأبى دوماً الإطلاع على ما ملكه الاخرين و يؤمن بـ أن مال الحرام لا يدوم .. و لا يخشى الله لومة لائم إن كان طالباً لـ حله و حلاله

تتعرى الأحاسيس للذات خاشعة أمام ذلك الإنسان كيف يكون حقاً !!أمام كل تلك المعضلات في حياته إلا إنهُ يناضل في سبيل البقاء و كيف هو إيمانه وهو أسعد السعداء في الدنيا و الآخرة


بـ حق الواحد يقف عاجز و لا يجد إلا المباهلة في الدعاء و الشكر لـ رب الأرباب الرازق الرزاق ! ويقول بـ كل قنوت ..


اللهم لا أجدُ لذنوبي غافراً ولا لقبائحي ساتراً , ولا لـشيءٍ من عملي القبيح بالحسنِ مُبدلاً غيرك , لا إله إلا أنتَ سبحانك ظَلمتُ نفسي , و تجراتُ بجهلي و سكنتُ إلى قديم ذكرك لي و منكَ علّي


و طــارت الطيــور

 

التوقيع

دومًا الحياة تستدعي المرونة ، فهي كما السنابل وإن بالغت في الانحناء عند هبوب العاصفة فهي بالتأكيد لا تنكسر .

علي آل محفوظ غير متصل   رد مع اقتباس