منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الأنـثـى وجـمـال الـروح .... خـاص بـالـمـهـرجـان
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2017, 09:09 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الأنـثـى وجـمـال الـروح .... خـاص بـالـمـهـرجـان


الأنثى وجمال الروح


تختلف وجهات نظر البعض في تفسيرهم لجمال الأنثى وما هو وصفه، وقد أحدثت التفسيرات المختلفة جدلا طويلا على مر العصور في العلاقات بين الرجال والنساء، خاصة بأوقات اختيار شريكة الحياة، واختلاف رؤيا الذكور لجمال شريكة حياتهم.

فمنهم من اعتقد أن جمال الأنثى هو جمال وجهها، وتقاس علاقتهم بالنساء بناء على هذا الإعتقاد، بينما يرى آخرون أن جمال الأنثى هو دينها، ويختارون شريكة الحياة بناء على ذلك، ويوجد صنف ثالث اعتقد أن جمال الأنثى بأخلاقها وحسن تربيتها، مهملا جانبي جمال الوجه والدين، ويركز فقط على جانب الأخلاق باعتبار ان الأخلاق هي الأساس بالتعامل مع الناس.

نرى هنا ثلاثة اختلافات رئيسية بتفسير مكنون جمال الأنثى، ولو تمعنا النظر بالتفسيرات الثلاثة ( الوجة، الدين، الأخلاق ) لرأيناها قصة مثيرة للشك والجدل بصحتها.

جمال وجه المرأة يزول بعد تقدمها بالعمر، وتتحكم بها عوامل الشيخوخة وكبر السن، وقد تكون الشيخوخة مبكرة أو متأخرة، فما رأي الرجل صاحب هذا الاعتقاد، هل يتركها ويبحث عن غيرها، أم يبتسم ويقول هكذا حال الدنيا، ويبكي على جمال مفقود حصل عليه بزمن وفقده بزمن آخر، فالشباب لا يدوم ومصير الفتاة أن تشيخ ويظهر عليها عوارض الشيخوخة، فيذهب جمالها وحسنها الذي قد يكون مؤقتا.

والدين مطلب أساسي بالحياة، ولا بد من وجوده بحياة كل شخص سواء ذكر أو انثى، والانسان المتدين يكون أقرب للحياة والفطرة السليمة السعيدة وقدرته على توفيرها من الانسان الغير متدين أو الغير ملتزم دينيا، ولكن قد تكون الفتاة متدينة شكلا أوعلى نحو خاطيء، تثير بتصرفاتها وتعاملها حفيظة الآخرين وتستفزهم وتنفرهم منها، فتشكل تصرفاتها حاجزا نفسيا وجسديا بينها وبين الآخرين.

وقتها يصبح التدين وبالا على الفتاة، لا ميزة تمتاز بها ومفضلة عندالآخرين.

أما من يرى أن الأخلاق وحسن التربية هو جمال الفتاة الحقيقي الذي يجب أن تتحلى به فقد جانبه بعض الصواب باعتقاده، لكنه يبقى اعتقادا ناقصا لا يكفي لاعتبار الفتاة صاحبة جمال آخاذاً كالقمر المنير بليلة البدر، فالأخلاق قد تنهارعند أول تجربة قاسية يتعرض لها الانسان بحياته، وكثيراً ما رأينا أشخاص يتحلون بكل الصفات الإيجابية ينهارون عند تعرضهم لصدمات قاسية بحياتهم أقلها أنهم يعانون من فقدان الثقة بالنفس، تنعكس سلبا بتعاملهم مع الآخرين.

فما هو تفسير الحقيقي الواقعي لجمال الأنثى، وهو الجمال الذي يجب أن تتحلى به كل أنثى، حتى نصفها بروعة الجمال وحسن المظهر وتستحق عليه كل المدح والثناء.

جمالا دائما يجعلها فائقة الجمال طول العمر بشبابها وشيخوختها.

جمالا يجعل الشباب يتسابقون للظفر بها زوجة أو حبيبة.

جمالا تجعلها مميزة و قدوة لبقية الفتيات، جمالا عندما نراها فإننا نرى جمال الكون يضيء من بين عينيها، والسعادة مرسومة على خدودها الوردية، ومن نظرات عيناها نستشف وهج الحياة وبريقها، ومن ضحكتها نشعر كأن الأرض تهتز طربا وسرورا، جمالا يشعرنا بسعادة بالغة كلما رأيناها وبالشوق والحنين إذا غابت عنا.

جمالا يجعل قلوبنا مرتبطة وتهيم بها حبا وشغفا، جمالا يطبق عليه الحديث الشريف ( خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك) يا ترى ما هو سر هذا الجمال الأنثوي الذي نبحث عنه وقد لا نجده في الفتيات إلا نادرا هذه الأيام.

نقاء النفس، وصفاء الذات، وسمو الروح لها انعكاسات راقيه وجميلة جدا على الانسان، فالباحث عن الأمان والسعادة يجد في تلك النفس ملاذآ له يأوى إليها ويسكن إليها، والمتعطش للحب والسكينة يروي ضمأه من ينبوعها العذب، والعاشق للجمال يرى تلك الروح الظاهرة على وجه الفتاة، فيعطيها نورآ بهيا مشرقآ دومآ.. هذه هي الروح وهذا هو جمالها وهذه هي معانيها.

فالأنثى الرقيقة ذات النفس النقية، والذات الصافية، وطهارة القلب، وبياض الروح هي البلسم الشافي في حياتنا، ان تكلمت تساقطت منها درر، وان صمتت شعرت بوقار حضورها، وان ابتسمت اشرق وجهها وتلألأ كالذهب والألماس، وان نظرت إليها سررت وشعرت كأن الأرض تشاركك سرورك وسعادتك، واذا ابحرت بسحر جمالها، ستزداد دهشة واستغرابآ من جمال ما ترى.
فالجمال الحقيقي، هو جمال الروح لدى الأنثى، هو نقاء النفس وصفاء الذات، هو سمو الأخلاق والرقي بالتعامل، هو الابتسامة الدائمة التي تزيدها اشراقآ، هو الحديث الحسن والمعاني الرائعة ، هو الصوت العذب كتغريد طيور السنونو.


ولا يكمل جمال الروح في الأنثى إلا إذا غلفته بالتدين الصحيح وفق نهج الله تعالى، فنرى أن صفاء نفسها وسمو روحها يضفي رونقآ الى العين، ونورآ بالوجه، وقبولآ عند الطرف الاخر، فالفتاة التقيه المطيعه لربها ينعكس جمالها الروحاني والايماني على الشكل الخارجي لوجهها فيكسبه نورا ربانيا مستمدا من تقواها وحشمتها فيزيدها جمالا بهيا يتجسد فيه امتلألأً للعيون، فنشعر كأننا نرى البدر الدري المنير بليلة ظلماء شديدة السواد.

كثير من الناس ممن يمتلكون جمالآ عاديآ، أسعفهم جمال ارواحهم فرأهم الناس بعين الجمال، وبسحر جمالهم الروحي ملكوا القلوب واستوطنوا بها، والتفتت حولهم كما تلتف الفراشات على الورود الزاهية، والبعض الاخر يمتلكون الجمال نفسه، ولكن خذلهم جمال ارواحهم، فسقطوا من أعين الناس، وباتت رؤيتهم مزعجه، منفرة للقلوب، فابتعدت عنهم بعيدا إلى مكان يرون فيه الجمال الأنثوي الحقيقي.

من ملكت الدين الممزوج مع نقاء النفس وصفاء الذات وطهارة الروح والأخلاق الحسنة، تكون قد امتلكت جمال الروح الذي يسحر الألباب ويخطف العقول، ويجعلها بنظر الآخرين وعيونهم ملكة حسن وجمال بكل الأوقات والأعمار، حتى لو امتلكت جمالآ عاديآ لا يلفت أي انتباه.

******

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس