و خِلت أني أجلس في الصف الأخير ...
أتابع من مقعد الزمن الماضي ما قد تغيّر ...
و الكل يهذي بتردد متفاوت : لن نتغيّر !!
و الكل يفتش عن نصفه الآخر ... يتفحص الوجوه الكالحة ...
يدقق ... يحقق ... يقارن ... يسافر بومضة ... يكابِر
يحدق في ذاكرته لبرهة ... يغلق عينيه طويلاً ..
حاسة أخرى قد تهتدي ... و تنفي الحيرة عن الحائر ..
اختلط الحابل و النابل ...
لا أحد يصرخ : لقد التقيت بنصفي .. لقد اكتمل بعضي بالآخر ...
و أنا الأخرى لم يعرفني أحد ... لم يتفحص صمتي قريب أو غريب أو حتى عابر ...
كلنا تغيّرنا ... كلنا جرفنا سيل عرم ... غيّر الباطن و الظاهر ...
و أصبحت في مقدمة الغياب ... أجلس في مقعد دارت عليه الدوائر ...
ويكأن وجهي مفقود منذ آخر عثرة .. حين سقطت على ثورتي قنبلة الملل ...
و ضاعت ملامحي و هي تبحث عن ابتسامة تاهت على سبيل العودة ...
أ لهذا اختفى بعضي .. و اكتمل بك آخر !