لِـ ((أَبْ مَسْقِط الرُوْحِي)) مَع التَحِيْة
كتبت المقالة: أصيلة بنت سعيد المعمرية
الإعصار المداري والذي عَصف بأرواحنا طيلة الأيام الماضية ،وما زال يُمزقنا كلما شاهدنا الشامخة مسقط...الإعصار الذي أتى من حيث لا نعلم وعزائنا فيه أنه قدر، كان لا مفر منه...أختار مسقط عاصمة الوطن والسلام ،،عاصمة السلطنة عمان...لـ يجعلها تَنْزِف تلك المفعمة بالجمال والعظمة ،، جَرَحنا قبل أن يجرحك يا مسقط...فـ لذا لا تبكي سنعيد نهضتك وأمجادك فـ جبالك الشامخة ما زالت تتنفس الحياة وترى النور..
ماذا أقول فيكِ يا مسقط وأنتِ التي أحتضنتي أحلامنا/ابتسامتنا/شقاواتنا/قصائدنا والوطن..
عانقتني خطاوينا بحب لا يشبه أحد إلا أنتِ
أتظنين عندما أراكِ وأنتِ تتنهدي وتخنقك المياه وتبكي...أتظنين أن ابنتكِ أصيلة سـ تبتسم!!
كيف أبتسم وأرواحنا معلقة في يدكِ؟...وكل القلوب فداء مسقط..
كنت أصدح كلما تداعب صوركِ ذاكرتي التي اصبحت لا تتحمل أحداً إلا أنتِ وأقول:
العاصمة وينك ؟عمارك؟ وين كنتي؟**** بحر(ن) قسى خانك لين كيف صرتي؟(1)
وقصائدٌ مؤلمة تخنقني كلما تذكرت تلك الغمة التي أستمرت لـ تحاصرنا والوطن في أيام حبٍ ماضية ،،كابوس سيزول وسننهض ونرى مسقط أجمل من ما كانت..
فقط في هذا النزف أردت وبكامل الود أن أبعث رسالتي الملطخة بالمياة الطاهرة وبالحب الذي يصافح مسقط طول الأبد...رسالتي التي مزقتها الريح والأعاصير والدموع كـ روحي التي أحملها على كفي لـ ترحل والعمار مسقط...كلماتي اليوم أزفها إليك لـ معالي المهندس عبدالله بن عباس (2) لتصافحك يا سيدي الفاضل فأرجوك ابتسم...من أجل ابنتك العزيزة مسقط..
كلنا نعلم أتم العلم بأنك الأب الروحي لـها ،،ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك..عَمرتَ فيها وأسست،، تابعت كل المشاريع والأحلام ... وقفت في وجه كل الصعاب وتضاريس مسقط وجبالها القاسية لتصنع لنا حلماً نعشقه والوطن ،، بـ يدك الطاهره نمت مسقط ويد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس أولاً وأخيراً..وبأيدي رجال هذه الدولة والأنقياء أمثالك...
دموعك كانت تمطر على أرواحنا وتمزقنا ...حينما كنت ترى ابنتك الحلم مسقط تبكي وتتألم وأنت من غرست الجمال فيها وما تحتضنه هي من تاريخ وفكر وأدب وثقافة وماضي عريق جعلها عروساً،،ولكن لـــ يزفها القدر رغماً عنا وعنها وعنك،،،
ما زالت كلماته تطرق مسامعي وقتها عندما كان يقول : الطبيعة اليوم قاسية جداً على مسقط...كان يحس بتألم العاصمة ربما أكثر حتى من قلوبنا...لم يدرك معاليه بأنه في ذلك الوقت كان يمارس الموت على أرواحنا وابنته العفيفة مسقط..
سيدي الكريم ستعود مسقط أجمل من ما كانت،، ومثلما نهضت عمان قبل عام الميلاد الحقيقي 1970 في 3 سنوات فقط...ستنهض شمس مسقط بعد هذه المحنة التي اجتزناها بإيماننا وأصالتنا في أقل من 3 شهور حتى..
بكم وبعزكم وحبكم للوطن يا رجال عمان الأوفياء
كما أعتدنا منكم
ستظل مسقط هذه العظيمة كما عهدناها
بأزهى حللها
ستعود مسقط
ستعود
ستعود
وعلى ذمتي
___________________________________________
1- أصيلة المعمري
2-معالي الوزير المهندس عبدالله بن عباس مدير بلدية مسقط
*جريدة الوطن اليوم*