منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أنا آكل ... أنا أشرب ... أنا لا أكتب دائماً
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2018, 10:42 AM   #1
ضوء خافت
( كاتبة )

افتراضي أنا آكل ... أنا أشرب ... أنا لا أكتب دائماً


أنا لا أكتب دائماً ...
و لا أحزن كل النهار ...
بل أجوع ... و أشعر بعطش شديد
أنا أزاول الموت على طريقة الأحياء ... و الحياة على طريقة الموتى
و أبحث عن دواء ... لأحل مشكلتي مع الذكريات
أنا أطهو الطعام بمزاج جيد ... و أتناوله بمزاج متقلب
و لا أصنع قهوتي بيدي أبداً ... حتى لا تندلق أسراري ... و أنا أسكبها على مهل في فنجان يشبهني
أحدهم يصنعها لي ... يعرف جيداً كيف أحبها ...
لا يعبث بالسكر ... و لا يحركها برعونة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و قبل أن يستدير ... ألتقط كاميرتي ... و أجمّد اللحظة التي لا تتكرر ...
في حياة امرأة ... لا يصنع لها قهوتها اثنين ... مرة واحدة لا مرّتين
و لا تشرب إلا من عيني رجل واحد ... عدا أبيها
أبوها ... ينتقي فاكهة الحب ... خدّ و خد
بمزاج رجل له تاريخ ناصع مع النساء ...
حيث لم يعترف إلا بها ...
لكنها لا تشرب القهوة ...
أما هي ... كأس الماء يغرقها ... و القهوة تُذهب بوعيها ...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأمر محيّر له ...
في أي ساعة يعود لها رشدها ... دون أن يصدر قلبها أصوات انكسار و تهشّم
هي ...
أجهل منه بها ...
هي لاحظت شيئاً واحداً ... أنها كلما فغرت الفاه لتأكل ... يفقد هو صوابه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يعتقد أنه الأجاص الشهي ...
لكنه لم يبصر الرغيف المختبئ في كفها ...
تقضم منه ... منذ أعوام ...
لكنه يختمر و ينجب رغيفاً أكبر على حرارة يدها ...
لعام آخر ... تأكل و تشعر باكتفاء ...
و تلتقط الكاميرا من جديد ... تلتقط له صورة كلما فقد من صوابه شيئاً ...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حتى جمعت له ملفاً ضخماً ...
يوثّق لحظات الجوع و الشبع ... العطش و الارتواء

 

ضوء خافت غير متصل   رد مع اقتباس