منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - تصحر الأرصفة
الموضوع: تصحر الأرصفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2008, 04:44 PM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي تصحر الأرصفة


الشمس سقطت لتوها في طبقٍ صغير .. وأنا رجلٌ تدبّ فيّ نذالة .. أفكّر ببحرٍ أُطفئ به نورها ولهيبها .. أو أحشو فمها بليالٍ مظلمة .. أو حتى أصنع غيمة أكتم بها أنفاسها .. لتتجرع كرة الأرض مرارة الصقيع .. ليشرب كل البشر كأس الفقد وغياب الدفء .. ليفهم هذا الكون حجم الشتاء الذي ينبت في صدري حين أفتقدك يا سلمى .

الشوق إليكِ فتنة .. والأحلام المنافقة تؤججها .. تغريني بالوصال وتدس فيه مكائد البُعد والخصام .. تثير نعرات المنافقين ضدي .. توعز للذكريات الثائرة أن تتسور جدار أمسياتي وتغتالني في وحدتي .. ليتناثر دمي على الوجوه .. ينادي بالثأر .. لكن من يجيب ؟ .. إن حبي سيدتي لا بواكي له .

أشتاق إليكِ .. فينساب في عروقي ماء أعمى .. يشربني .. ينصت للجدران الباردة .. يثرثر مع النوافذ المغلقة .. يكسّر كل مواعيدي .. يبصق على وجوه الأصدقاء .. يجعلني أعدّ الهواء .. وأرفس النور .. ثم يرميني كقطعة بكاء يابسة .

أشتاق إليكِ .. فتنبت ألف قدم على جسدي .. يتعالى صوت الضجيج في عيني .. والأبواب تستر عريها بأوهام خائبة .. أشعر بداخلي شعب مطحون .. تاريخ مهزوم .. يتساقط فيه الخلفاء كعملةٍ رخيصة .. يا لضعفي .. بعثرني الحب .. كنتُ أقضم رئتي لأنجو من جنونه .. أُطعم صدري ملح عقيم .. فلا يؤمل بنسل المطر .. لكنّ حبك مُبهر .. ما كان يعوزني كل هذا النور .. حتى أدرك روعة الظلام .

أنتِ يا سلمى أرضعتِ الذاكرة حتى أُتخمت .. صارت أكبر مني .. تفاصيلنا الصغيرة أطول من شوارع مدينتي ..حديثنا وطن حنون .. ضحكتك طُعم شهي لرقصات المساء .. ، وحدها النار يا سلمى من تجهل الحب .. تجهل مشاعر الأشياء والأمكنة والبشر .. ألهذا حرمها الله لذة الذاكرة ؟

أتيتكِ يا سلمى بنصف قلب .. كان يكفي لباقي العمر .. لِمَ حملتني ألف قلب ولا عمر ، أتيتكِ قانعاً بالحياة .. فلِمَ منحتني وجع الأمل .. ، تسللنا بحبنا عن عيون أوجاعنا .. همومنا .. البراكين الصغيرة التي تشتعل في صباحاتنا .. وكلما فاجأتك .. كنت أقول لكِ .. اصبري .. فإن الله لا ينسانا يا سلمى .. نحن من ينساه .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس