منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكاية من زمن العشق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2013, 09:37 AM   #1
محمد الخضري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية محمد الخضري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

محمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدة

افتراضي حكاية من زمن العشق


حكاية من زمن العشق (حكاية ميسون)

كنت وكان القلب غضاً نديا
وكان الزمان يدثرنا بأغطيته المزركشة تحت أفق الليل
كنا نحلم وقلوبنا كانت تحلم
كنا نحلم أحلاماً وردية
كنا نحلم ...
بفتاة شعرها أسود ... عيونها لون البحر ...رموشها سُمر
ضحكتها أنغام موسيقى غجرية
تشبه ابنة الجيران ...
ميسون

كنا صغاراً ...
كانت ميسون أول شهقة تفر من ثقب القلب ...
كانت أول نجمة رسمتها على جدران حارتنا
وجدار القلب
كان الوعد صباحاً حين الذهاب للمدرسة
وكان الوعد انتظارها أمام بوابة الدنيا في ذهابها وعودتها
كان الوقت بطيئاً والليل بطيئاً
وكانت الخيبة أكبر من أحلامي الوردية

مرةً ... حدثت أمي عن عيونها الزرق
وعن شعرها المجدول ظفائراً كشلال يتكيء على كتفيها
وحدثتها عن ألوان تنورتها المزركشة التي تشبه ليالي العيد
كانت هي العيد
وأجمل من فرحة العيد

سخرت أمي مني وقالت ...
أي بُني ...
الزم عليك مدرستك واقرأ كتبك المدرسية
ودع عنك حكايات الحب وقصص الحب الرومانسيه
أي بني ...
ان من يركض خلف سحر العيون سيكون مسحوراً يوماً ما لا محالة
يا ولدي ...
ستكير في الغد وستجد النساء مثل الأسماك في قاع الماء
وأوصيك أن تلتزم بطقوس الأسرة
وألا تفكر إلا في ابنة عمك خديجة
أو إبنة خالك زينب
دع عنك ميسون وعيون ميسون البحرية
لا تكترث لبياضها ولا لحمرة شفتيها الخمرية
ولا لون البنطال الذي ترتدي
ولا حلقات السلسال المنضود على صدرها
بخيوطه الذهبية

اغرتني دهشة السؤال فسألت ...
كيف يا أمي أنسى ميسون وأعشق زينب أو خديجة
قالت أنا أنشد لك العفاف والفضيلة
والعذرية
بناتنا لا يرتدين البنطال ...
ولا التنانير القصيرة
أهذا كل مالديك يا أمي
وهل هكذا تكون العفة والفضيلة والعذرية ؟

مذ ذاك ...
أصبحت متمرداً على طقوس الأسرة وتزمت القبيلة
وأفكارها الجاهلية
كفرت بقيم وتراث أجدادي
وعادات الأسر النبيلة
وأفكارهم السخيفة
ونظرتهم التقليدية

الحب عندي يا أمي لا يعرف هذي الهراءات القديمة
ولا تعنيه تفاصيل عادات الأسرة ولا أعراف القبيلة النمطية
مذ ذاك اليوم ...
قررت الهجرة إلى بلادٍ لا تعرف طقوس الكبت
ولا تطبق قوانين الفضييلة
فالفضيلة عندي أن أطيع قلبي
وأسير حيث يريدني الهوى بأي وسيلة
وان أرفض كل الوصايا المتحجرة في صناديق التراث
الخشبية
والمكتوبة منذ ستمائة عام أو يزيد قليلا
فغدت كأيامي بعد ميسون منسية
قررت مذ ذلك اليوم أن أثور على كل بنات الأسرة وحريم القبيلة
وأن أبحث عن ميسون ...
الطفلة الجميلة الأميرة العربية
ومازال القلب يبحث عنها في زوايا الذاكرة
وفي كتب العشق القديمة والجديدة
وقررت أن ألا أحب
زينب ولا أتزوج خديجة

"البستاني"

 

محمد الخضري غير متصل   رد مع اقتباس