منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( الترجمة ) بين الخيال والواقع
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2012, 01:47 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو
 
0 دوائر - رواية -
0 في أدب الحياة !
0 الخاتون
0 اعتناك

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي ( الترجمة ) بين الخيال والواقع


قديمًا في عصر الخلافة الإسلامية، ومن بغداد، المدينة التي خطّها أبو جعفر المنصور، الخليفة العباسي الثاني، والمؤسس الحقيقي لولاية بني العبّاس؛ كان المنصور ذو رؤية بعيدة المدى، حيثُ نرى اهتماماته، فلقد كان مهتماً اهتماماً شديداً بنشر الثقافة، والوعي، والفكر، يتضح جليّاً ذلك بفتح باب ترجمة لكتب العجم والمتفلسفة ، وإنشاء المكتبة الإسلامية ، وبتدوين العلم ونشرهُ بين الناس كافة ، حتى أضحت بغداد منارة للعلم والفكر آن ذاك ، فاستقطبت طلاّب العلم من جميع البقاع ، وفي مكان آخر أيضاً نرى الأندلس ، وقرطبة بالتحديد عاصمة الثقافة فيها ، حتى أنارت أوربا التي أرسلت مبعوثيها لتعلم العربية وتعلم تلك العلوم التي كتبت بقلم عربي مبين ، وانتشلتها من تلك العصور المظلمة ، فكل ما نراهُ الآن مداد حضارة إسلامية عريقة فالطب ، والجامعات ، ومختبرات التجارب ، وفن التعامل ، والأخلاق ، وحتى الموضات ، والاتيكيت ، وأنواع القهوة وهلمّ جرّى ؛ فكل ما نراه في بلاد الغرب ، والعالم الآن ، بفضل الحضارة الإسلامية ؛ حتى رأيناهُ الآن بوضوح في حضارات الأمم ، والذي أختفى بدوره في حضاراتنا ، حتى غُيّبنا عن الهوية الحقيقية لنا ، وللأسف لا نأخذ منهم إلاّ السيئ ثقافةً وفكراً ، والمُبعث من أبناءنا إلى تلك البلاد سيرى ذلك ويسرّهُ بأن للإنسان قيمة هناك ولا شك بأنّه سيستصعب العودة إلى وكر الهمجية والعنصرية التي نالت من مجتمعاتنا نيلاً وثيراً ، والحمد لله بأن الآن مختلف جوهرياً عما مضى ، فلقد أثمرت رحلات طلب العلم ، والاحتكاك بحضارات أخرى ، في جلب تلك المنسوخة من حضارة الإسلام وإعادتها إلينا فهماً وإدراكاً دون التعمق في تطبيقه فعلياً ؛ كما أن الإعلام والذي نراهُ فاسداً ساعد في ذلك كثيراً ، مع أنه مفاسدهُ أعظم من محاسنه ، إلا أنه أسهب في ذلك إفادةً لذوي العقول الناضجة ، ذو الهمم العالية ، نحتاج فقط إلى فهم الهوية الإسلامية كما يجب ، وليست كما هي الآن ، فالهوية الإسلامية تعني الحريّة بضوابط شرعية ، لا ضوابط بشرية ، حرية الفكر ، والعلم ، والتعلم ، وتشجيع ذلك بشتى الطرق ، لكن متى سننهض بذلك ! حينما نعيد المكتبة الإسلامية بكتب عربية لا أعجمية ، يعد مؤلفوها من المسلمين ، تطويراً وتنويراً ، والتي تخدم الإسلام ، ولا تخدم الفكر الهادم له.
إن أفراد المجتمع يحتوي الفاسد والناضج، فكلاهما حينما نراهُ مبتعثاً إلى تلك البلاد لطلب العلم وجلب المنفعة سيكون له الأثر الواضح في هذا المجتمع، فالفاسد سيأتي بأنواع الفساد إلى هنا، والناضج سيجلب رقياً وفكراً وسمواً، فحتى لو لم يتم بعثهم فسيكون الفاسد فاسداً هنا والعاقل عاقلاً .
يجب أن نقطف ثمار الحكمة أينما وجدناها وإن كانت عند اليهود أو المجوس شريطة ألا تكون خادشة لعقيدة أهل السنة والجماعة ولا محرّفة لما أتى به القرآن والمسند الصحيح لأقوال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ..
فهل الترجمة لكل ما ورد في العلم الحديث أجدى أم إبقاء تعلمه بما هي لغته المكتوبة الآن !
مثل تدوين الطب الحديث باللغة العربية واستخدام ذلك في الجامعات وإعداد طلاب المستقبل بلغة عربية بحتة لا تخالطها لغة أخرى !؟
وكذلك الهندسة والاقتصاد والعلوم الفيزيائية والأحياء والكيمائية .. إلخ ..

إن ما أعلمهُ يقينا بأن الأسس والجذور العلمية من ذلك الماضي وكل ما نحن عليه الآن امتداد لهُ دون أي شك في ذلك والفرق الذي لمسناه هو التطور وتنمية ما تم ابتكاره ماضياً أو تم اكتشافه .
هنا أذكر المأمون والذي لا يشار إليه بالريادة لما قام به في عهده من اهتمام بترجمة كتب الفلسفة الأعجمية لأننا قرأنا عنه تناقضات وزندقة أحياناً حتى أنتهى عصره بالابتداع والتمسك برأي المعتزلة بأن القرآن الكريم مخلوق كبقية الخلق وليس كما ذكر في القرآن " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " فالاستطراد هنا جميل جداً في الاستشهاد به إذا كان فقط بأخذ العبرة وذلك بالحذر من أخذ العلوم الأخرى الفلسفية والأدبية وكل ما يتعلق بالأديان الآخرى كما نشهد اليوم من بعض المبعوثين للدراسة بالخارج حيث لا يأخذ منهم إلا فساد الفكر والعقيدة وتترك الفائدة الكبيرة في التقنية والاقتصاد وعلوم الأجنة وما شابه ؛ بمعنى – الاهتمام بما وردَ في عقيدتهم وترك الاهتمام بما أنجز لديهم من تطور تقني ومعماري وبشري - .

فلقد تملكني تساؤل أين الصعوبة والتعقيد في الترجمة وكل الإمكانيات التي تجعل ذلك سهلاً وبغاية السرعة يتم إنجازه متاحاً وبوفرة فلو تحدثنا عن ما مضى بأن كانت أمهات الكتب تترجم وتخط بالعربية كتابة باليد لكل صفحة لنشهد اليوم المطابع العملاقة وأجهزة الحاسب الآلي مع توفر المختصين في كل مجال فأين تلك المعضلة في ذلك !

أليس غثاء كغثاء السيل نحن حالياً فكم من متخصص في علم الرياضيات مثلاً – المئات إن لم يكن الألوف منهم – ولنقيس بذلك على بقية العلوم ولا ننسى وسائل الإعلام والانترنت والاتصالات والمواصلات من جعلت العالم أجمعه قرية صغيرة .

أحب أن أقول – وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ – فأين المبادرة التي رأيناها وأين العبء والكارثة التي شهدناها حتى نثبت ذلك علمياً ونقول كفى فلقد تجاوز ذلك جميع الإمكانيات – لا شيء يذكر – فلم يكن هناك بذل حتى نرى ذلك العجز .

حينما أذكر خيال فإنه اختراع آلة زمن تنقلنا إلى الماضي فعلياً وترمي بنا مستقبلاً فعلياً هنا أقول خيال وفي الأحلام لكن الترجمة لا أعتقد ذلك بل أن الترجمة هي من ترى استيطانها في عالمنا العربي ضربٌ من حكايات ألف ليلة وليلة تروى فقط ولا يمكن إخراجها من بين الروايات والقصص قبل النوم .

See You On The Best
آل علي

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس