[عيادة خليل]

#اليوم_العالمي_للغة_العربية
-

الْحَرْفُ شَعْشَعَ وَانْطَفَتْ أَوْهَامِي
وَالشِّعْرُ أبْحَرَ ،، وَالشِّرَاعُ غَرَامِي
-
الليلُ حُزْنِي وَالسُّهَادُ عِمَامَتِي
وَالْفَجْرُ حُبِّي ،، وَالْغُرُوبُ حُطَامِي
-
بستانُ قَافِيَتِي تَجُودُ ثِمَارُهُ
شَلَّالُهُ مُتَدَفِّقٌ بِدَوَامِ
-
نَثَرَ الْجَمَالُ حُرُوفَهُ بِقَصِيدَتِي
حَتَّى تَوَشَّحَ بِالْجَمَالِ كَلَامِي
-
أَحْكَمْتُ أبْيَاتِي كَعِقْدٍ فَاخِرٍ
حَبَّاتُهُ قَدْ أُحْكِمَتْ بِنِظَامِ
-
أَرْسَلْتُهَا كَالسَّيْلِ فِي جَرَيَانِهِ
مُتَحَدِّرًا مِنْ قِمَّةِ الآكَامِ
-
يَا ظَبْيَةً مَانِمْتُ بَعْدَ غَرَامِهَا
غَابَتْ وَضَرَّ غِيَابُهَا أيامي
-
مَنْ ذَا يُخَبِّرُنِي مَتَى عَهْدُ اللقَا
مَعْ مَنْ رَمَتْنِي عَيْنُهَا بِسِهَامِ
-
مَعْ مَنْ سَهِرْتُ الليْلَ بَعْدَ لِقَائِهَا
وَدَخَلْتُ بَعْدَ فِرَاقِهَا بِهُيَامِي
-
يَا فِتْتَةً سِحْرُ الْحَيَاةِ حُرُوفُهَا
كَالْفَجْرِ طَابَ بِرَوْعَةِ الأنْسَامِ

بَحْرُ اللآلِئِ بِاللآلِئِ زَاخِرٌ
فِي جَوْفِهِ زَهْوُ الْجَمَالِ السَّامِي

شَهْدٌ مُصَفَّى ، روضةٌ جذَّابةٌ
والمسكُ صَاحَبَها بدونِ خِتَامِ

فيها أفانينُ الكلامِ تَزِينُهَا
عندَ التَّعجُّبِ ،، أوْ معَ اسْتِفْهَامِ

منها مشاعرُنَا بها أحلامُنَا
والدُّرُّ في أنحائِها مُتَرَامِي

سيبويه والفراء وابن قتيبة
وأبو العلاء وسائر الأعلام

من كان يعرف موتهم وحياتهم
لولا البيان وروعة الأقلام


لُغَتِي يَحَارُ العقلُ مِنْ إبداعِهَا
في الشِّعْرِ في القرآنِ في الأرقامِ

فكأنَّها عطرٌ زكيٌّ فاخِرٌ
أوْ دانةٌ غنَّى لها إلهامِي

أو عقدُ فاتنةٍ بجيدٍ فاتنٍ
أو نسمةٌ مصحوبةٌ بغمامِ


لَكِنَّهُ قدْ جَفَّ بعدَ عطائِهِ
انظُرْ إلى قومِي ترى أسْقَامِي

يستبدلونَ هُوِيَّتِي بهُوِيَّةٍ
أخرَى وَزَادُوا فوَقها بخِصَامِي

انظُرْ إلى الضَّادِ الأنيقِ ورَسْمِه ِ
كيفَ انطفَى بتطاوُلِ الأعوامِ

كيفَ استراحَ الحزنُ في أعماقِهِ
كيفَ اختفَى مِنْ أَلْسُنِ الإعلامِ

مابالُ قومي أهملُوا إملاءَها
والنَّحْوُ عاشَ بغُرْبَةٍ وظَلَامِ
-
والشِّعْرُ حينَ نقولُهُ يَدَعُونَهُ
فكأنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الإبهامِ
-
وحروفُ رائعتِي تنوحُ وتشتكِي
تغفُو على الأحزاِن دُونَ سلامِ
-
لغتي ومصحفُنا يَزِينُ حروفَها
وكلاُم أحمدَ سَيِّدِ الإفهام ِ
-
سحرُ البيانِ تراجعتْ رَوْعَاتُهُ
وَهْيَ التي قُرِنَتْ معَ الإسلامِ

نَشَرَ الصَّحابةُ نُورَهَا وحُرُوفَهَا
بعدَ انتشارِ الدِّينِ وَالأحكامِ

يَا أمَّتي عُودُوا إلى كلماتِكُمْ
حتَّى تعودَ روائعُ الأحلامِ

ما بالُ قومِي يهجُرونَ جميلَتي
ما بالُهُمْ عَكَفُوا على إضرامِي

عهدٌ لها صَبَّتْ عليهِ دموعَها
أيام بغدادٍ وعهدُ الشَّامِ
-ُ
ومدارسٌ كانَ الحجازُ يَضُمُّهَا
غابتْ وما رجعتْ َكسِرْبِ حمام ِ
-
عاشتْ زمانًا زاخرًا بعطائِها
واليوم تشكُو كثرةَ الأسقامِ
-
يَا لَيْتَهَا عَادَتْ وَعَادَ نشاطُها
واستيقظْت لغةً بِلَا آلامِ

-
#عيادة_خليل