منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - العالقون 🌼🌼
الموضوع: العالقون 🌼🌼
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2021, 12:23 AM   #21
شهرزاد
( أديبة )

الصورة الرمزية شهرزاد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 العالقون 🌼🌼

معدل تقييم المستوى: 0

شهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعةشهرزاد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هنا قد يمر بك عمرك بكامل هيبته وزينته وتفاصيله ، أو قد تعلّق بك من أمسك أشياء .. وأشياء !
مرحباً أيها الحنين ،مرحباً أيتها التفاصيل المستيقظة على عَجلٍ كأنها عاشقة تودُّ اللحاق بموعدها الأول والحصول على تذكرةِ قطارها الأخير ..
البيوت المتلاصقة،الغرف الصغيرة ،الأبواب ذات الألوان المتعددة ، سلك الحديد الذي يبقيه والدي في ثُقْب البابِ،الممرّات الضيقة،الطرقات الواسعة ، الرفاق الحفاة،لوحات الفحم على جدرانِ المنازل، صوت المطر على أجهزةِ التكييف ، قطط الطرقات التي ترفض قطع الجبن المُثلَّثة ، كلاب الشوارع الصديقة، انتهاء الإجازة الصيفيّة الطويلة ، حافلات المدارس الصفراء ، لقاء صديقات الدراسة ، رائحة الكتب الجديدة ، فرحة اسْتلام الدفاتر والأقلام، تسلُّل صوت الإذاعة المدرسية إلى المنازل ، صوت معلمة الرياضة مردداً ( للخلفِ دور ) ، دقائق الدرس البطيئة ،العبارات المحفورة على الطاولات الخشبية ،المعالات الرياضيّة التي لاتكتمل أبداً،قوانين الفيزياء التي لاتلتصق بذاكرتي طويلاً ، الجملة المفيدة التي أفشل في إعرابها ، غضب معلمة اللغلة الإنجليزية لتدني درجة الإملاء ، تهديد معلمة الرياضيات لنسيان علبة الأدوات الهندسيّة ، أقلام الرصاص التي تنتهي سريعاً ، رائحة التفاح في صناديق التغذية المدرسيّة ، منظر شطائر الجبن التي تعرقت في داخل أكياس البلاستيك ، عقاب مخالفة الزيّ المدرسي ، الجوارب الملوّنة ، إخفاء قلم الكحل وقنينة صبغ الأظافر الأحمر ، الهمسات الجانبيّة التي لاتتوقّف ، الأحاديث الخاصة التي لاتنتهي ، صوت ضحكات صبايا في مقتبلِ العمر ، ثقل الحقيبة الجلدية ، انسكاب الصمغ في قاعِ الحقيبة ، معاناة تغليف الكتب ، الفقاعات الهوائية المقيتة على الأغلفة ، متعة كتابة البيانات على الطوابعِ الورقيّة ، رائحة الممحاة الشهيّة ، بقايا أقلام الرصاص في المِبْراةِ ، فرحة تجربة الكتابة بقلم الحبر ،الهروب إلى الطرقات وقت القيلولة، فرحة الإجازة صباح الجمعة ، رائحة الخبز بالسمن العربي ، تكرار سكب الحليب بين كوبين للتخفيف من درجة حرارته ، صوت رنين الهاتف الأرضي ، المكالمات الممتدَّة لفتراتٍ طويلة بين أمي وخالتي ،صوت مطرقة أبي لإصلاح عطل ما في الصباح الباكر، جلوس جدي فوق مقعده الخشبي بعد صلاة العصر ، رائحة الطعام الشهيّة من مطبخ جدتي بعد صلاة العشاء ،احتفالات ليلة النصف من شعبان ،الحقائب القماشية الممتلئة بالمكسراتِ ، فرحة رؤية هلال رمضان ، قراءة البرامج التلفزيونية بصوت المذيع ، صلاة التراويح بصحبةِ فتيات الحي ، طقوس ليلة العيد، رائحة العود ونقوش الحناء ، الملابس المبهرجة والأحذية اللامعة، الموائد العامرة ، وصوت الدراهم المعدنية في حقائب الصغيرات ، سرعة زحف السنوات نحونا ، ارتفاع قاماتنا وتغير ملامحنا ، وهم الاستقلاليّة ،التذمُّر من النصائحِ ،التمرُّد على التوجيهات ، طقوس مرحلة المراهقة ، روايات الحب المخفيّة تحت وسائدنا ، أغنيات الشوق التي ننصت إليها سراً، قراءة قصائد الغزل ، كتابة أول خاطرة حنين ، الرسائل التي تكتب لمجهولٍ، قصاصات الصحف الورقيّة ، قلق انْتظار المكالمات الخاصة ، طيران أيامنا الجميلة ،طوارئ ليالي الاختبارات،حرق الكتب بعد الامتحان الأخير ، ترقب اعلان النتائج عبر المذياع بتوتر ، فرحة الالتحاق بالجامعةِ ، مصافحة وجوه جديدة ، السكن الداخلي ، الغربة اللذيذة ، الأرواح النقية ، السنوات المختلفة ،التفاصيل الخالدة ، بكاء اليوم الأخير على مدرجات الجامعة ، حكايات أهدتنا إياها الحياة ، وحكايات سلبتها منا الأيام ، أحلامنا الخضراء التي اشْتعلت فيها النيران لأسباب مجهولة ، حرقة البكاء على أمنيات ولدت في الخفاء وماتت في الخفاء ، لحظات الحنين التي خنقها كاشف الأرقام ، انطفاء الجزء الأكبر من لهفتنا، أطفال دفاترنا الذين ودعناهم على محطات ورقيّة، المنزل الجديد ،جزء الكأس الفارغ من الذكريات، الحنين الذي بقي في العمر القديم ،الأحاديث التي اختبأت في جدرانِ الغُرَف الأولى، الأسرار التي تحوّلت مع الوقت إلى صناديق سوداء، عالم المنتديات الذي عشنا فيه أعوام جميلة، أصدقاء الدردشات العفويّة ، العلاقات الوهمية ، الحماقات الطيبة ، الليالي التي أصبحت ذكرى،الرفاق الذين مضى بهم الوقت، حوادث الفقد التي غرسها فينا الزمن بقسوة،الأصوات التي رفضت أن تغادر رؤوسنا، هواتفنا القديمة التي تحوّلت إلى مقابر جماعية ، البقايا التي نقفل عليها خزائننا الخاصة ..الحنين الذي يتجرأ علينا والذكريات التي تفترس أرواحنا بين فترة وأخرى ..
كل ماسبق .. طقوس أفتقدها جداً ، أفتقدها حدَّ البكاء ، حدّ البحث عن مفاتيح بوابة الأمس ، حدّ الاختباء في زاويةٍ معتمة ورسم كل الوجوه التي أحن إليها وتقليد كل الأصوات التي اشتاقها ..

 

شهرزاد غير متصل   رد مع اقتباس