حين يفقأ عينك الوطن
أترى ما أرى ...
حين يلفظك الوطن ويلقي بك خلف أسوار الغياب
أترى ما أرى ...
حين يمنع عنك الوطن الماء والهواء ويخطف منك نعمة الكلام والبصر
ويلقي بك حلف أبواب الزمن
ثم يزرعك نبتة برية في قاع نهر
هل ترى ما أرى ...
حين يحثو في عينك التراب الوطن
هل ترى ما أرى ...
حين يغدو الوطن ملعب لاقتناص الرقاب
وحين يكون الوطن الحاكم والجلاد
والحجر
وهل ترى ما أرى ...
حين يقطع الوطن جزءاً من جسدك ويلقي به طُعماً للكلاب
ليتك ترى ما أرى حين يصبح الناس في الوطن قطعان من النعاج ...
وحفنة من الرعاع وبقايا بشر
هل ترى ما أرى ...
حين يشاركك الوطن غرفة نومك
ويقاسمك المنام والطعام
ويشعل في غابات قلبك نار الضجر
هل ترى ما أرى ...
حين يرصد أحلامك الوطن
ويمنع عنك البكاء والكلام
وحين يلقي بك في لُجة الزحام
وحين يحبس عنك الماء والشجر
يا أوطان التاريخ والأمجاد والخطب
يا أوطان النوح والآلام والسقم
يا أوطاناً ينعم بهواءها الغُرب
فليس لنا يا سيدي إلا البكاء والعويل والسهر
ليتها تدرك الأوطان حين يستبد بالمستضعفين التعب
وكيف تتفجر في صدورهم براكين القهر والغضب
وكيف تهدر الأصوات مجلجلة
لتزرع في قلوب اللصوص الخوف والرعب
وكيف يقذفهم الوطن بألف حجر
وحجر