منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رسالة على الرصيف
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2012, 09:10 PM   #1
حصه الحديثي
( كاتبة )

الصورة الرمزية حصه الحديثي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

حصه الحديثي غير متواجد حاليا

افتراضي رسالة على الرصيف


رسالة على الرصيف
أضع رسالتي هذه على الرصيف المقابل للخيبة
وعلى اصيص زهور ماتت من إهمال أصحابها
هي في الحقيقة رسالة عشوائية ولكنها موجه لك أنت أتعلم لما أنت مميز اليوم
لأنك تلتقط شيئا ربما حسبوه عمال النظافة ورقة منسية من كومة أوراق سقطت من رجل أعمال لا يهتم كثيرا بمنظر عمال النظافة تحت الشمس أو ان كانوا عارةً خارجا بالنسبة لصقيع!
بالمناسبة فضولك رائع ويشرفني أن تلتقط أول رسالة مرمية لي على أن تقرأها بتمعن من غير أن تتخيل شكل اليد التي كتبت لا أعلم إن كنت شريفاً أو خسيساً ولكني أعلم أنك انسان تحمل
قلباً خلقة الرحمن رءوفا حنونا وإن لطخه الزمن بما لطخ من ألوان فلم يفت الوقت ما دمت تمشي على ساقين الآن ولست في ثلاجة الموتى .
قم يا عزيزي وأقرأ و أقول عزيزي لآن من يتحدث بحديث القلب لا يضع بينه وبين الناس حواجز ولا يفاخر بما يقول فقط يفعل بصمت .
اتسائل ما اذا كنت ناضجة بما يكفي لأكتب كلمات لك أنت تعلم أني أعاني وغيري يعاني وأنت تعاني وربما حلمك تحت التنفيذ أو متوقف على حرف كما هو حالي وحال البقية
ربما أنت شاب تود الهجرة وتحلم بها صبح مساء كطير مهاجر تترك كل ما دونك وترحل ,إن كنت هكذا فلابد أن تعرف أن هناك طيور داخل أقفاص حكم على حلمها ب إلى أجل غير مسمي و ربما مات الطير داخل القفص وهو ينتظر رحمة بشر لا تنزل والله عز وجل أرحم الرحمين ,وإن كنت هكذا فلا تنسى أن ثمة وعود معلقة تنتظر إمضاءً منك لتمضي في شعاب حياتها ,وربما أنت أب تناضل يومياً للحصول على لقمة عيش لصغارك وقلما نجد لقمة عيش سائغة هذه الأيام تتداخل عليك الطعوم من كثر ما نشم في المؤسسات من روائح غش و رشوة .
فتمسك وتصوم ويجوع أطفالك ويبكون يريدون و يريدون فتتنازل عن قيمك بغريزة أبويه وشفقة طبيعية فلا تلوم نفسك حينها و أنت ترى أبنائك يكبرون يمرحون يلعبون على حساب أطفال يبكون يجوعون لا يدرسون ,جل همهم قرش يأكلون منه لا حرف يحفظونه ,
وعندما يكبرون يدفعهم الانتقام و الشعور بالظلم إلى طريق الشر
فيصبحون هم المجرمين القذرين وما هم إلا نتيجة للبرجوازيين معين الرقي و الحضارة
هم ما فكروا بحضارة الأخلاق وأن الأمم تتقدم بأخلاقها هم فكروا بما كان ينقصهم في الماضي
لقمة عيش , أطفال ببجامات نوم مهندمة و أبوان يتمنون لهم ليلة سعيدة لفرط راحتهم و استقرارهم قبلوا أطفالهم ..
ولكن كل هذا لم يحدث ودار الرحى بمن فيه وتواصل الحياة عبثيتها فينا
ولكن إن كنت من الأباء الذين يغيرون منطق الحياة الغابي فهنيئاً لك بما ستناله من تعاظم
في عيني و احترام ,أن تكون كادح محترم خير لك من أن تكون برجوازي قذر و لتعلم أن بطنة
الغني انتقام للفقير كما قال المنفلوطي في مقالته الغني و الفقير ,
وإن كنتِ أماً شابة فأعلمي أن الطفولة هذه الأيام ضائعة و أن الأطفال لم يعودوا أطفال
و اللعب بالحواري وفي بيت الجيران ألغيتموه أنتم أمهات اليوم أعلم أنه لفرط خوفكم كبلتم
أطفالكم ولكن تذكري إن لم يسقط الطفل في خطوته الأولى فلن يتعلم المشي ,
وإن كنتِ أماً قد شبوا أولادك و كبرتي فتذكري أن مهمتكِ إرشادهم إلى الطريق الصحيح
ومن ثم دعيهم يختاروا الأصح لهم
وهذا ليس تقليل من شأنك بل لكي الفضل بعد الله أنهم صاروا قادرين على الاختيار .
وفي النهاية ..ملتقط هذه الرسالة أتمني أن لا تستغرب كثيراً أن أحداً في هذه المدينة قد جُن وأخذ يرمى ما يكتب على الرصيف تعلم أن الصحف مليئة بالليبراليين فلا مكان لمثلي ....
تحيتي لك


 

حصه الحديثي غير متصل   رد مع اقتباس