منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قِصصٌ تُروى .
الموضوع: قِصصٌ تُروى .
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2009, 05:46 PM   #10
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي كوثر محمّد


(دخلتُ بلادكم بأسمالي*)


لسببٍ ما ماتت أمي, وأرخى بيتـُنا الكبير كفاً من الغربة..
لسبب ٍما امرأة أخرى جرّتْ عقِب الباب خلفها مثل ذيل. طفل ما لن يسمع صوتي. لسبب أكثر غرابة تحرّر اسمي من الكنية؛ أصبح مجرد اسم عادي لا ماء فيه ولا شجر.. لا طفل يأوي بعد المدرسة!.
لسببٍ ما غارتْ غرفةٌ ملونة من بيتي. اختفى الجرفُ و صواتٌ يومي كأنه الشقشقة!. حتى أن السعفات التي أهش بها أحلامه.. هي أيضا ذوَتْ كأنها الشمس!. غارقةٌ في ما يشبهُ الغيم, خفيف وبارد, لا يكاد يحملني؛ كلما تداعى عضوٌ أسندني هواء. مالذي أنا فيه؟!.
التراتيل من جهاتها, الشمس تزاحم الريب.. و تعثرُ بحقيبة طفل. صبية يحاصرون كرةً بأحلامهم, برْقٌ.. حفّارةٌ تجد لها مكاناً في الفوضى, و عرَقٌ أسمعهُ جيدا يحدِّثُ جبيناً أسمراً!. ياردتان فقط ما تفصل بين العابر وسيارة نزقة. أرى جيدا مصابيح نيون معلقة في الهواء. معلقة كالصدى!.

مالذي أنا فيه؟!
لسبب ما قصرت أصابعي, عن الطاولة انزاح مرفقي, وسقط رأسي على هذه الورقة التي أحاكي.. ليست أصابعي ولا هذا الرأس الذي أبيضّت حواسه ما يكتب الآن.. ما يمكنكم أن تسمونها روح هي ذي أنا, ناعمة في ما يسمى الملكوت. أطفال يكشطون الحروف بأقدامهم, ويتشقلبون في فضاء الغيب الكبير!..

لسبب ما أتذكر نافذة بيتنا القديم الذي أرخى يباباً, و أنه لم يكن جسدي ذاك الذي يقلبه المخاض ذات اليمين وذات الوهن!. الصراخُ شاهرٌ وحاد, في غرفة يسترها الله بالملائكة.. لسبب ما لا أتذكر من تلك النافذة إلا أضلاعها الأربعة وأضلاعي التي أوجعتني حدّ الطلقْ, وحد صياح الصبيّ خارجا من دمائي!.. و خارجة أنا من عذريتي.. داخلة في محراب من التفكّر منذها!..

لسبب ما فقدَ والدي حواسه ورجليه وقدرته على الظلم والحقد والنقمة و المكائد. و لسبب ما احتفظ له القدر بماء عينيه, لتنـزفان كأنهما مطر يعقم الأرض!. لسبب ما تفرق شمل الأشياء, الأسماء, الجهات, الحدس, الانتظار, المناسبة, الفتن, النجوى, الأرصفة, ليلة العيد, ليلة العيد, ليلة العيد وأختي!.
أختيْ لسبب ما فرّت من بين غفواتي, فرّت كأنها الدخان, و أنا القارورة.. كأنني الغمدُ وأنها النصل, كأنني الوردة وأنها الطفل!. لسبب ما خطفت ملابسَها من صدري, ورائحتها, وصوتها, وشقاوتنا, وخرجت مع أول جدار!. الأمر الحزين جدا أنها مكثت في مكان كأنه المكان, وكأنه الضباب, هناك مع طفلي؛ في برزخٍ لا يحيون فيه ولا يموتون, أشباح/ أشباح كأنهم الحلم !لسبب ما عاث فيّ دماء وقيح وجلد محترق يتبدل, ورائحة.
لسبب ما الوجوه تضمر, و تحترق الصور!

*:لعلي بن أبي طالب _رضي الله عنه_

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس