منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أشخاص من حولي - العلاقات
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2018, 08:58 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أشخاص من حولي - العلاقات


أشـخـاص مـن حـولـي - الـعـلاقـات


على سفح احدى الجبال الجميلة والشامخة في وجه عواصف الخريف وثلوج الشتاء، وفي إحدى أمسيات غروب فصل الخريف الجميلة، جلس وليد وفيصل كعادتهما الأسبوعية يتجاذبان أطراف الحديث في مواضيع شتى، فقد اعتادا على شرب القهوة في هذا المكان بالذات لما ارتبط من روحانية علاقة جمعتهم خلالها دروب الحياة سويا.

كان فيصل خلال الحديث لا ينفك يجري اتصال تلو اتصال من هاتفه الجديد، كان التوتر بادياً عليه، رغم محاولته إخفاء ذلك عبر ابتسامته الخفيفة إلا إن عيونه لم تستطع خداع وليد الذي لاحظ ذلك.

بادره وليد ممازحا: يبدو أن هاتفك الجديد لا يعمل، يا أخي قلت لك اترك البخل واشتري جهاز أصلي بدل من الأجهزة التجارية الرخيصة، ما تدفع ثمنه عاليا يخدم معك فترة أطول مما تتوقع.

رد فيصل عليه محاولا إخفاء قلقه: يا وليد بيك الجوال شغال تمام ما فيه مشكلة، خليك بالقهوة واترك الجوال بحاله.
وليد: إذا لم القلق بادي عليك وفكرك مشغول كأن مصيبة حلت عليك، أما زالت خلافاتك مع زينة قائمة.
فيصل: يا ليت بقيت الأمور عند حدود زينة، لكان أمرها هين مقارنة بهذا التافه الذي لا يرد على أي إتصال، فعلا صدق من قال اعمل خيراً تلقى شراً.
وليد: لا تقول هذا الكلام، هذا المثل خاطيء وغير صحيح بتاتا، وهو من أساليب تدمير العلاقات بين الناس ونبذ المعروف بينهم.
فيصل: هل بقيت العلاقات الصالحة قائمة، ما نراه غش وخداع، تقدم لهم المعروف وتخدمهم بعيونك، ونتيجتها يلقوا بك عند أقرب محطة كأن شيئا لم يكن.

ضحك وليد كثيراً على كلام صديقه، الذي بدى وكأنه متورط في علاقة ما.
فقال ممازحاً له: قل لي أي فتاة ألقت بشراكها ونصبت عليك وتركتك بأقرب محطة، قالها وهو يقهقه عاليا.
رد فيصل وهو يحاول أن يتمالك نفسه: يا ليت القصة تبدأ وتنتهي عند فتاة ما، الموضوع إنسان تافه خدمته خدمات كثيرة، وعندما احتجت إليه في أمر مهم لي، تهرب مني ورمى بكل المعروف خلف ظهره ولا يرد حتى على أي اتصال.

وليد: عرفت الآن سبب توترك، الأمر مفهوم، كثيرا ما يحدث هذا، والسبب نحن لا الطرف الآخر، قل لي كيف عرفته ولماذا خدمته.
فيصل: أرسله لي صديقنا من أيام الثانوية عمار إن تذكره، كان الرجل بحاجة لمساعدة في أمر معين مع إحدى جهات الحكومة، استغرق الأمر وقتا، وقد استطعت أن أحل مشكلته بفضل الله خلال اسبوعان، خلال هذه الفترة كنا أصدقاء حميمين، نسهر معا ونتناول الغداء أحيانا والعلاقة بيننا ممتازة، وعندما احتجت له في أمر مهم، أصبح يتهرب من اتصالاتي كلها، إما بمبرر أنه مشغول أو لا يرد على الإتصال، هل هذه الصداقة و جزاء المعروف الذي قمت به لأجله.

قال وليد بحدة: طبعا هذا هو جزاءك الذي تستحقه.
فيصل مستغرباً: وكيف ذلك ولم، وما الذي أخطأت به؟.
وليد: لأن صديقك هذا الذي تدعيه هو صاحب مصلحة ما أن انقضت، حتى انقضت ورائها العلاقة مباشرة، وتعامل معك كأنه لا يعرفك.
فيصل: وهل هناك علاقة مصلحة أو غير مصلحة، كل العلاقات سواء، من يبتسم لك أعطي له عينيك.
وليد: طبعا، هناك اختلاف جوهري كبير، ليست كل العلاقات سواء، وهي تختلف فيما بينها، ورغم أن العلاقات بعضها معقد إلا إنها تحتاج لتعلم أسسها حتى ترتاح بحياتك.
فيصل: وما هي هذه العلاقات المختلفة يا أبو العريف زمانك.

وليد: منذ نشأة الكون، ووجود البشرية احتكمت العلاقات بين الأشخاص على تصنيفات ثلاثة مختلفة قد يظن ظاهريا للبعض منا أنها متشابهة لكنها واقعاً مختلفة، وهذه العلاقات من الاختلاف بحيث تشكل أرضية صلبة لتكوين فكرة عن طريقة تعاملنا مع الأشخاص الآخرين بحيث ما نصدم أو نتورط بعلاقات تسبب لنا الضعف والإنهيار كما حدث معك.
العلاقات بين الناس متعددة وليست على نمط واحد، يجب أن يسودها حسن التعامل والخلق كما يجب أن تكون حذراً في تعاطيك مع الآخرين مهما كانت درجة القرب بينكم، فليس كل الناس سواء، ولا كلهم يتشابهون في قوة وأسلوب العلاقة معك، لذى أعطي كل شخص منزلته التي يستحقها ولا تكلف نفسك العناء إن اكتشفت أنه غير مؤهل لمنزلته.
وتقبل فكرة انك قابل للاستبدال بأي لحظة لكن في نفس الوقت اجعل لديك قناعة أنه يستحال تعويضك، لذلك كن ما أنت يجب أن تكون عليه.

فيصل: كلامك فلسفي تنظيري، للآن لم توضح الإختلافات ولا أسس التعامل مع الآخرين، ما فهمته منك أن نعامل الآخرين بحسن الخلق وهذا ما أفعله دائما، اعامل كل من أقابلهم سواسية وبأخلاق حسنة.
رد وليد وقد ارتشف قليلا من القهوة: اسمع ما أقول للنهاية وبعدها أحكم، ولا تستعجل كعادتك في إطلاق الأحكام وترجع نادماً لاحقاً.

العلاقات بين الناس تصنف إلى ثلاثة أصناف، وهذه العلاقات تمر بمراحل الحياة المختلفة وتقلباتها سواء خيرا أم شرا، فلا مقياس لها سوى ما نبذله من حسن تعامل وخلق، التعامل مع الآخرين محكوم أن يكون سواسية، لكن طريقة بناء العلاقات معهم هو الذي يختلف، أساوي بينهم بالإحترام والتحدث اللبق، ولكن لا أساويهم بمحبة القلب أو القرب منه، في هذه الحالة هم ليسوا سواء بل يختلفون وتبعا لذلك تختلف مشاعرنا نحوهم، فعند البدء ببناء العلاقات من يحكم هي المشاعر وليس الاحترام.
الإحترام مطلوب في كل علاقاتك وتعاملاتك مع الآخرين، لكن المشاعر تتباين وبناء عليه تقدر أن تبني علاقاتك وفق تباينها.
أولى العلاقات هي العلاقات الدائمة: وهذه لا مفر منها ولايمكن التهرب من استحقاقاتها، علاقتك مع هؤلاء الأشخاص لا انفكاك منها، وتستمر معك طوال العمر، مرتبطون بك ارتباطاً وثيقا، ويجب أن تعطي أفضل ما لديك وإن لم يبادلوك ذلك بتاتاً، سواء أحببتهم أم كرهتهم، سواء رضيت أم لم ترضى.

مثل هذه العلاقة تكون مع أهلك وأقاربك وجيرانك وأصدقاءك الحميمين وكل شخص مقرب ومرتبط بك ارتباط وثيق.
قد تواجهك أحيانا لحظات من التعامل القاسي من قبلهم، وقد يخذلوك ولا يبادلوك أواصر المحبة أو الإحترام الذي يجب، أمور كثيرة يحتمها الواجب والعرف ان يقوموا بها، لكنهم يتقاعسون عن ذلك ويكونوا أشد ظلما وسؤاً لك،.

ومع كل هذا إرتباطك معهم محكوم إلى الأبد ولا بد من أن تحسن التعامل معهم بالمعروف وأن تبرهم حتى لو جحدوك، تعامل معهم بشجاعة الفارس وصلابة المتدين وكن بهم رؤوفاً، يوما ما ستصفو النفوس وتعود المياه لمجاريها، هؤلاء مهما اختلفت معهم لابد أن تزول مسببات الخلاف وتعود الأمور كما كانت.
في هذه العلاقة يجب أن تكون أشد الحرص في تعاملك معهم، وتكون لهم كمثل ريش النعام خفيف بتعاملك وتصرفاتك، فأنت منهم وهم منك، لا يمكن التخلي أبدا عن رباط هذه العلاقة.

تعاملك مع والديك وأهلك، مهما كانت تصرفاتهم واختلافهم أو تشابههم معك، لا يقارن بالتعامل مع أي كان، هذه العلاقة قوية ومتينة مهما كان حجم الخلاف والتوتر أو حجم المحبة، ارتباطك الجيني والتربوي والمعيشي بهم تجعل علاقتك بهم تسمو عن أي علاقة أخرى ولا تقارن بها.



------>

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع


التعديل الأخير تم بواسطة سيرين ; 11-09-2018 الساعة 10:23 PM.

فيصل خليل متصل الآن   رد مع اقتباس