منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أشخاص من حولي - العلاقات
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2018, 09:05 PM   #2
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الصنف الثاني من العلاقات وهو الأهم في حياتك، وقد يتشابه مع الصنف الأول في بعض الإشكاليات حتى أن بعضهم قد يخلط بين الصنفين، ويسمى هذا الصنف العلاقات المؤقتة.

هذه العلاقة قد تظن أنها مستمرة لنهاية العمر، ويساء تفسير قوة وحجم العلاقة مع الطرف الآخر، وذلك بأن تتورط مع أشخاصها وتكون لهم كالدفتر المفتوح، يعرفون عنك كل شيء أكثر مما تعرف عن نفسك، وهذا ليس عيبا، لكنها علاقة محفوفة بالأخطار، لأن بدايتها صعبة ولا بد من التأسيس الصحيح قبل أن تتعمق معهم أكثر، أغلب الخذلان وطعنات الغدر والمشاكل تأتي من هذه العلاقة، وذلك لسوء فهمنا لها، ولأنها تتشابه مع العلاقة الأولى.
زمالة المدرسة أو الجامعة أو العمل أو حتى صداقة أصدقاء أصدقائك أو أي طريقة تعارف أخرى، كلها تنضوي تحت خانة العلاقة المؤقتة طالما لم يؤسس لها لتكون صداقة حميمة وتستمر للأبد.

فأطراف هذه العلاقة غالبا يرحلون بعد فترة قد تتعدى بضع سنين، ولا تستمر معهم إلا في حالات نادرة، ما يجمعهم هو المكان، وما أن يزول السبب تزول العلاقة تلقائيا، فاستقالتك من مقر عملك ينهي تلقائيا علاقتك مع موظفيها الذين زاملتهم لسنوات، ويصبحوا تدريجيا أثرا من الماضي، إلا إن استطعت بناء علاقة قوية مع بعضهم لتتحول العلاقة معهم إلى الدائمة، وهذا نادرا ما يحدث ويعتمد على قدراتك وظروفك.

وكذلك علاقتك مع زملاؤك في الجامعة الذين جمعتك بهم سنوات الدراسة، ما أن تنتهي حفلة التخرج إلا وكل منكم يسلك طريقا مختلفا عن الآخر ويصبح شبه المستحيل أن تجتمع معهم مرة أخرى كما كنت.
مثل هذه العلاقات المؤقتة التي تزول بزوال المسبب لها، يجب أن تكون أكثر حذراً وأن تعرف أين تضع سرك وكيف تبني علاقتك معهم على أسس صحيحة، فليس كل منهم مؤتمن على أسرارك وليس كل منهم قادر على إعطائك النصح، بل كثير منهم قد يتآمرون ضدك ويسعون للإطاحة بك حسداً وقهراً سواء في مجال عملك أو دراستك، فهم الأكثر فائدة وهم الأكثر شرا لك أيضا.

ورغم أن هذه العلاقات تعتبر مؤقتة، إلا أنها من أقوى العلاقات تعايشها وأكثرها فائدة لك، وأشد ما تواجهه في حياتك من خذلان أيضا من هذه العلاقة، مميزة هذه العلاقة أنها تعطيك دروس الحياة، وتكشف لك عوراتها، ومنها تستفيد في رسم ملامح مستقبلك وقدرتك على بناء علاقاتك مع الآخرين.
العلاقة المؤقتة ليست سيئة في مجملها وليس كلها جميلة أيضا، تعتمد على قدرتك في بناء أواصر المحبة بحرص وحذر، قد تتحول العلاقة المؤقتة إلى دائمة أو قد تطول مدتها، لكن على الأكيد العلاقة الدائمة لا تتحول إلى مؤقتة.

فرصتك في فهم دروس الحياة وبناء أواصر محبة مع الآخرين وأيضا بناء ذاتك ومستقبلك، دائما يكون عبر العلاقات المؤقتة، ورغم حجم تأثيرها الكبير على حياتك سلباً أو إيجاباً إلا أنها تبقى علاقة مؤقتة قد تنتهي بأي وقت تريده أنت أو يريده الطرف الآخر.

العلاقة الأخيرة وتسمى بالعلاقة العابرة، والتي غالبا لا نفهم معناها أبد اً أو نجهل كيفية التصرف خلالها، إما لفراغ نعانيه أو لقلة التثقيف كما حدث مع صديقك صاحب المصلحة.

أسس هذه العلاقة واضحة ولا تحتاج للتذاكي، لكن سوء فهمنا وقلة ثقافتنا يجعلنا نقع في مطباتها، أسس العلاقة العابرة هو لغة المصالح - المصلحة لا غير - ما أن تزول المصلحة يزول معها العلاقة وأي أثر لها، لذلك من أكبر الأخطاء أن نعتبر هذه العلاقة أسلوبا للحياة يمكن أن يستفاد منه، أو أن نتشارك مع أصحابها حياتنا الخاصة، فعند أي تواصل مع أصحاب هذه العلاقة يجب أن يغلب عليه الحذر الشديد، وأن لا نتجاوز الحدود الممنوحة سابقا للغرباء، فأصحاب المصلحة والغرباء لا يفرق بينهم سوى لغة المصلحة التي ما أن تزول حتى يرجعوا غرباء كما كانوا.

للأسف أغلبنا يعتقد إنه بدأ في صداقة جديدة وتأخذه الحماسة ويبدأ بالبوح عما في صدره من أسرار وهموم يعيشها ويتعامل مع الآخر كأنه يعرفه من سنين، ليتفاجأ بعد مدة أنه تم استغلاله أشد استغلال ومن ثم التخلي عنه ما أن انتهت المصلحة، لذلك تكون صدمته كبيرة جدا ممزوجة بقهر الخذلان ويبدأ بكيل الإتهامات جزافاً بأن الناس لم تعد كما يجب وأنها صاحبة مصلحة، تبيع وتشتري بدون أي ذمة وضمير.
السبب هو أنت، أنت فقط من سمحت للغريب أن يلج الباب ويعرف أسرارك، أنت من سمحت له أن يسكن قلبك رغماً عنه، وأنت من أردت أن تشاركه حياتك دون الأخذ بعين الإعتبار أنه لا يريد ذلك، فما جمعكم هي المصلحة وما يفرقكم هو زوالها.

بسبب الفراغ الوقتي والشعور بالوحدة ورغبة النفس في التواصل مع الآخرين، دائما نظن أن من يطرق الباب هو مؤهل ليكون صديقا وحبيبا ورفيقا، دون الإهتمام بالإجابة على السؤال المهم، لما طرق الباب؟
معرفة الجواب هو ما يحدد طبيعة العلاقة ومقدار القرب والبعد عنها، هو ما يحدد كيف ومتى تنتهي هذه العلاقة وبالتالي نقدر على رسم مسافة فاصلة وحدودا معينة لا نتجاوزها ولا نسمح له بتجاوزها.

الفراغ باعتباره جوع الروحي، يجعل البعض منا يسمح بدخول الأغراب لحياته ويرتب لهم مكانا مميزا فيها، دون أن يستحقوا هذه المكانة أو يطلبوها، مما يسبب الشعور بالندم لاحقا ذات التأثير النفسي السيء والمحطم يفوق حجم تأثير الفراغ والشعور بالوحدة.
الفراغ يا صديقي يقودك إلى الوهم إن لم تملأه بالأصدقاء الجيدين، تورط بعلاقات عابرة مشوبة بالمخاطر ستدفعك للندم الشديد لاحقا وستكون تأثيراتها السلبية قوية عليك، ترفق بنفسك وأعرف الفرق بين العلاقات حتى لا تتورط وتعض يديك ندما لاحقا.

ما يجمع بين كل هذه العلاقات، أنها تبدأ جميعها بداية جميلة ورائعة، قد تظن أن أبواب السماء فتحت لك وأمطرت عليك البشر رزقاً، هذا لا يهم، دائما البدايات جميلة لكن ما يهم هو ما بعد البداية، لذلك عند بدء أي علاقة يجب أن لا تكون مبهوراً بالشخص كثيرا وتعتمد على ذلك، هذا الإنبهار سيزول سريعا بعدما تتعمق به، والبدء بالعلاقة لا يعني أستمراريتها، ما يوجب الإستمرارية هو الأسس التي تضعها لنفسك ولمن يريد الدخول لحياتك، بناء على هذه الأسس والمباديء تستطيع التحكم في قوة ودرجة علاقاتك مع الآخرين، الحرص والحذر أولى هذه المباديء لا تغفل عنها، وثق تماما بقدراتك على إدارة علاقاتك مع الآخرين.

لعلمك تصنيف هذه العلاقات يعتمد على الإستمرارية، وليس لتقسيمها أي أسس علميه لذلك قد تجد بحياتك علاقات أخرى تتشابه بما ذكرت، بكل الأحوال ما يحكم أي علاقة هو قدرتك الصحيحة في بناء أسسها المتينة مع الشريك الآخر، كلما أبدعت في وضع أسس لعلاقاتك مع الآخرين كلما ارتحت أكثر في حياتك، وأفضل ما يعبر عن بناء العلاقات حديث رسولنا الحبيب صلى الله ف عليه وسلم ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )

والآن بعدما وضحت لك ما هي أنواع العلاقات والفرق بينها، أرجو أن تكون أكثر حيطة وحذر في المرة القادمة عندما تقابل أشخاصا مهما كان سبب المقابلة، فليس كل منهم يكون له وضعه ومنزلته في حياتك.

أومأ فيصل برأسه موافقا وليد فيما قاله: حسنا، وضحت لي الصورة الآن، من اليوم وصاعداً سأضع لكل من أقابله اختبارا، وسأرى هل ينجح به أو يفشل، ولن أفتح قلبي لأي شخص كان.

هم فيصل بالمغادرة فقال له وليد وحساب القهوة ألست من وعدت أن تدفع.
رد فيصل: هذا أول اختبار لك، لأرى هل تنجح به أو تفشل، وخرج والإبتسامة تعلو على وجه تاركاً وليد خلفه قد أصابته الدهشة ليدفع الحساب.

09-11-2018


طويلة شوي سامحونا

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل متصل الآن   رد مع اقتباس