منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - .. نصفُ مطمَئِن ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2014, 03:28 AM   #1
محمد فكري
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد فكري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

محمد فكري غير متواجد حاليا

افتراضي .. نصفُ مطمَئِن ..


.. نصفُ مطمَئِنّ ..


للشهيدِ حكايةٌ

ولنا النحيب

وللذي بيني وبينكِ وردتانِ ستذبلانِ على ضفاف الوقتِ

أو عند الأزقةِ حين يختبيء المغيب



"هل الذي سيدورُ في أقصى المدينةِ واقعٌ"

قال الشهيدُ لنفسهِ في الغيب ثم رنا ليعرف ما الذي بيني وبينكِ

شارعٌ ركضَتْ به الثوارُ وانزلقَ الصبيُّ وماتَ مضحوكاً عليه

قصيدةٌ زجّت بصاحبها وراء السور في سجنِ المدينةِ

عابرونَ ولافتاتٌ ليسَ مكتوبٌ عليها ما الذي بيني وبينكِ

من رحيلٍ دائمٍ حتى نصليها فرادى غيرَ مجتمعينَ إلا في جنازةِ واحدٍ منا لنسألَ



****
"ماذا يزنُ العالمُ حين نموتُ ونطفو فوق الأشياءِ جميعاً كفقاعةِ ماء

نحنُ العتالةُ في الميناءِ وخدمُ القصرِ ومرضى السكرِ والبسطاءُ الأميونَ بليلةِ عيد

نحنُ عرائسكِ المربوطةُ في خيطٍ يقطعهُ شهيد"
****



للشهيدِ حكايةٌ سيقولُ فيها أنه:

"كان الشتاءُ مميزاً

والحربُ ساخنةً

وأمي في الصباحِ تُعِدُّ لي بعضَ الفطائرِ

علّني ..

تُصغي إلى التشويشِ في المذياعِ لكن لا تريدُ تحسُسَ اسمي



وتقولُ لابني حينَ يحتضنُ المساءَ ومعطفي

"سيعودُ مثلَ رفاقهِ، لا باسَ من جرحٍ طفيفٍ في يديهِ ونصفِ خدشٍ في الجبين" !



سأعودُ يا أمي

لعليَ واقفٌ أو شبهُ ذلكَ

ربما سأعودُ عند الساعةِ الأولى من الصحراءِ

في ليلٍ يطلُّ على الرفاقِ ولا يحدثهم

يلوحُ في (عتابِ البنتِ): ثورتُنا قد احترقت بنا



أأعودُ يا أمي؟

ولا زالَ الرفاقُ هناكَ

كأنَّ عاصفةً تخبئُها الرمالُ وسوفَ تُشعِلها السحابةُ

في بقايا الليلِ نصفِ المطمئنِ

أعودُ حتى ترحلي في نوبةٍ قلبيةٍ ؟

أو باشتباهٍ في أخي ؟

أو شعر ذقني ؟

أو سكوتي ؟

أو بتهمةِ أنني لا زلتُ حياً



أأعودُ يا أمي؟

أعودُ وترحلين !"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مايو 2014)

 

التوقيع

قلبي كمرساةِ السفينةِ

تطمئنُّ لكلِّ شيءٍ قبلَ أن تنوي الرحيلَ إلى البعيدِ
وكلُّنا يهوى البعيدَ فكيف خانتكِ المشاعرُ والرياح
أصبحتُ وحدَكِ في الغيابِ وصرتِ وحدي
نقرأُ الأيامَ في صمتٍ
ونبتسمُ انكسارًا للحياةِ ولا نقاوم

.. فكري ..

محمد فكري غير متصل   رد مع اقتباس