منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصيدة أحببتها
الموضوع: قصيدة أحببتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2018, 05:44 PM   #144
عبدالرحمن عبدالله
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحمن عبدالله

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25360

عبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحمن عبدالله لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


أحب هذه القصيدة جدًا

رذاذ المسافة

عبد الرحمن بوزربة (شاعر جزائري )



البلادُ التي أشعلت

في المساء قناديلها

أطفأت شمسها في الصباح..

والعصافير لم تحتمل

صمت أشجارها

فهوت جثة

في رصيف الصداح..

والفراش الذي

طردته الخميلة

راح يطارد أحلامه

في جفون الأقاح..

ليس ثمة ما يجعل الشمس

زنبقة للأفق

والقصيدة نورسة للشفق..

ليس ثمة بوصلة

تعرف الوجه

من خصلات الرياح..

ضفتان بلا جدول

وجداول خانت ينابيعها

ومياه تحنُ

إلى خفقـــة في جنــاح

لكأن الندى حين نادى

على وردة في المدى

أنتمي صدفة للصدى

وأستــــــراح..

لكأن الذي

أثخن الليل بالزقزقات

أستفاق على فجره

طعنـــة وجــــراح..

لا ورود بكف المساء

ولا قرب في البعد لاح..

الأناشيد مروحة للكرى..

والشوارع مشنقة الخطو

حتى الكلاب استكانت

إلى عتبات القرى..

لم تجد في المدى

أي قافلة تستحق النباح..

*****

كيف أغلق بابي

ولا يفتح القلب

نافذة للرحيل.. ! ؟

كيف لي أن أكون المفازة

في سفري

وأكون الدليل.. ! ؟

أشعلت بكل الحرائق

هذا رمادي…

لماذا أحدث عن جذوة وفتيل.. ! ؟

ستمر السيوف على جسدي

فيصافحها جسدي بالصليل..

ويمر المساء

ويبكي حمامتهُ

إذ يرى دمها شفة للهديل…

الذي لم يقايض مواعيدهُ

بالصدف..

انحنى صدفة

فاحتواه النزف..

والتي لملمت للرحيل فساتينها

نسيت في الوداع تقاسيمها

فوق حبل الغسيل..

ستمر على قمر في الرصيف

وتجرح هذا الرخام الصقيل..

إشعلوا الآن صحراءكم

وانظروا..

إنها في الممر إلى رملها

يتساقط من ساعديها النخيل..

سيمر العبير إلى وردة في المزاد..

يمر الحريق إلى جمرة في الرماد..

تمر الرمال..

الخيول..

الغبار..

وليس سوى جسد

ضيع العمر ركضا

ولم يكشف صهوة للصهيل… !

*****

لا أقول : أمر إلى البعد

دون التفات..

لست وحدي

فما زال عندي

قليل من الزاد

كي يقتفي العمر آثارها

في الفـــلاة..

أذكر الآن…

قالت : وداعا…

وغامت عن القلب

تهفو إلى خضرة في الغيوم..

وليل كسيح يطارد أذيالها

وصباح بدا غارقا في الوجوم..

ولم تكن الأرض واسعة

كي أرى وجهها

من جميع الجهات..

ولكنني خارج البوصلات

رأيت المدى شعلة

وفراشا يحوم..

وكانت بلا قمر في الجبين

ولكنها…

تحمل الأفق في حجرها

صرة من نجوم..

وأذكر…

كنت أغازل أسرارها

عند سفح الكلام..

وأغري مواعيدها بالجفون

فتوقظ أحلامها في دمي

وتنــــــــام..

وأسرق من فمها شفتي

فيغني

ويضحك منا المساء

ويبكي إذا طار عن مقلتينا الحمام..

وحين يفاجئنا الصمت بالوقت

نرتد صوب المرايا

ونبحث عن وجهنا في الركام..

تمر الدقائق..

تبذر في عمرنا ألف عام

والمسافة بين الشبابيك

والشمس

أرجوحة للصباح

ومكنسة للظلام

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عمل الفنانة ضوء خافت

عبدالرحمن عبدالله غير متصل   رد مع اقتباس