قد ندرك ما نكتب، وما نقرأ، وقد نستشعر أديم الأرواح المحلقة حولنا، وصحيح أيضا أننا قد نرسم ذواتنا في كلمات، بيد أن الجمال الحسي يبقى أشبه بذرات السديم لكواكب الكلمات، ومجراتها، وعليه، فإن الضوء ينسكب من قناديل البنان، أو أن الشمس تشرق من راحة بيضاء تشبه وجه الصباح المزدان بوحا في أنفاس الزهر، وهكذا تسمو الغيمات، فيهطل المطر من ثغر فردوسي يرسم صباحات الربيع بين اللمى، وحواف الشفاه، وعند شطآن الكلم تتراءى أفاق السحر، والجمال في لحظ طرف وارته المسافة خلف المدى.