منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الذّاكرة
الموضوع: الذّاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2016, 08:06 AM   #1
فاطمة الزهراني
( كاتبة )

الصورة الرمزية فاطمة الزهراني

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

فاطمة الزهراني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةفاطمة الزهراني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي الذّاكرة


الذاكرة ( 1)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أجد صعوبه في تذكر مواعيدي وإن كانت هامّه
أجد صعوبه في حفظ مختلف الارقام
أنسى كثيراً وأحتفظ من الذكرى القليل


طلبتُ المشوره من إحدى الخبيرات لمساعدتي في إيجاد حلٍ لمعضلتي، فنصحتني بالذهاب الى شابّة كانت تُعاني حاله مشابهه لتلك التي أعاني منها فشُفيت وأصبح بامكانها تذكّر كامل تفاصيل حياتها

حادثتُها وطلبتُ منها موعداً لمقابلتها في شأن هام لم يكن برغبتي الخوض في التفاصيل عبر الهاتف، اتفقنا على اللقاء في أحد المقاهي وسط المدينة

وصلتُ المقهى قبل الموعد المتفق عليه بساعة لم أقوى على الانتظار أشعر بنار اللهفه تسري في بدني، أخيراً وبعد بحث طويل ومعاناة أطول سأجد ضالتي عند هذه المرأة، طلبتُ كوباً من الماء لعلّه يُخمد شيئاً من البراكين التي تثور بداخلي، إنشغلت عن النظر المتكرر الى عقارب الساعه بتأمّل الاشخاص، هوايه لا أنفكُّ عن مُمارستها ، أحبّ التعمّق في تعابير الاخرين سبرِ أغوارهم تخمين ما يدور في أذهانهم، الطبيعه البشريه دائماً ما تُثير فيّ الاعجاب فبقدر وجود الاختلافات توجد التشابهات فلكلٍ منهم قصه يُخفيها بداخه، أُمنيه ينتظر تحقيقها، مخاوف يَرجي زوالها، واصلتُ حالة التأمّل ولم أتنبّه لتلك الواقفه أمامي

" مرحباً "

خرجت من حالة التأمّل على إثر صوتها، وقفت ومددت اليها يدي لتحيتها، قلت في لهفه لم أستطع إخفاؤها " أهلاً "

لامست أصابعي أطراف أصابعها كانت بارده، سحبت يدها وجلست في الكرسي المقابل لي ، كانت هزيلة الجسد، شاحبة الوجه، شبّكت ما بين أصابعها في توتر

بدأت بالحديث دون أن تنظر الي " كيف لي أن أخدمك "

"لقد أتيت من طرف الدكتوره سوسن ، ربما تكون قد حادثتك بشأني"

" دكتوره سوسن! أعادت الاسم مًحاوله تذكره " نعم أعرفها، ماذا بشأنها؟ "

تنحنت وقلت بهدوء محاوله السيطره على إنفعالي " أُعاني من النسيان الشديد وصعوبة في تذكر التفاصيل، هل تصدقين أني لا أذكر شيئا من ماضيي سوى بعض الصور التي تأتي وتتلاشى سريعاً دون تفاصيل واضحه، أملك صوره لوالدي توفّيا وأنا في العاشرة من عمري أي لم أكن بذلك الصغر بحيث لا أذكر شيئاً من حياتي القصيره معهم .. ورغم ذلك أعجز عن تذكرهما كيف كانت أمي كيف كانت ابتسامتها كيف هو أبي كيف يكون عندما يُلاعبني،، كيف يكون عندما يُغضبه أمر ما، كيف هي صوت ضحكاته عندما نلهو سوياً، هل كنت فتاته المقربّه؟؟

أريد أن أعرف يهمني أن أعرف ولكني عاجزه وهذا يؤلمني كثيراً، وبسبب نسياني الشديد أقع في العديد من الاحراجات، أنسى مواعيدي الهامه، أنسى ما حادثتني به صديقتي من موضوع يهمّها والتي تسالني بعد أيام وجيزة عن رأيي بما قالت وأنا أُحاول إيجاد إجابة تُجنبني الافصاح عن حقيقة نسياني ماقد أخبرتني به، فكيف لي أن أشرح لها بأنّي قد نسيت في ظرف أيام !!

أحتاج الى شي يقوي ذاكرتي، ويُرجع لي الماضي ليتسنّى لي تذكره

" وما الفائده التي ستجنينها من ذلك؟ أقصد من تذكر الماضي ، فما الجميل في أن يعود الانسان الى أحداث إنتهت منذ زمن الا تخشين أن تكون هناك أمور سيئه لا تودّين تذكّرها، الا يمكن أن تعتبرين نفسك من ضمن القلّه من الناس المحظوظين الذين يعيشون بلا ماضي يُثقل كاهلهم ويلاحقهم أينما حلّو"
تعجّبتُ من كلامها، قلت في إستنكار " ومن يريد أن يبقى مجّرد جسد خارجي بلامشاعر ولا ذكريات عن الماضي، إنسان مُصاب بالهرم المبكر وثُّقب في الذاكرة، من لا يريد ذاكرة قوية، أحتاج لذاكرة كي تُساعدني في مُختلف أموري، وليس لتذكّر الماضي فحسب بل ابتداءً من رقم جوالي الخاص و حسابي السري مروراً بأسماء الاشخاص الذين التقي بهم "
"وما الضير من كتابتهم في ورق أو تخزينهم في جهاز جوالك"

" لن أستطيع تخزين كافّة المعلومات البسيطه منها والمهمه في جهاز الجوال فماذا لو تعطّل لاي سبب أو توقف عن العمل لانتهاء البطاريه وانا لا أستطيع تذكر كلمة السر التي تفتح الجهاز؟"

" أحرصي على جعله مشحوناً بالكامل وعدم تعرضه لأي عُطب "

صمت،، هل أتيت هنا لاتعلّم منها كيفية الحرص على جهاز الجوال

قلت في نفاد صبر " هل بإستطاعتك مساعدتي على إيجاد طريقة أُنعش بها ذاكرتي أم لا "

" نعم أستطيع لكن هل بإمكانك تحمّل تبعات ذلك؟ تبعات ماقد يأتيك من ذاكرة قد تكون مُجهده بتراكمات الماضي، وحملها معك أينما ذهبتِ؟ "

" بالتاكيد "

" السيئ منها والجيد ؟ "

" لا أفهم ما هو السيئ في حمل ذاكره تكون لك الرابط بين حاضرك وماضيك ؟ "

نَظَرت الي " هل أنتي في عجله من أمرك أم لديك الوقت لسماع قصّة فتاة أرادت إسترجاع كافّة ذكرياتها فوقعت ضحيّة لتلك الذاكرة "

أجبت بعد أن أربكني حديثها " نعم لديّ الوقت "

 

التوقيع

أحلامنا غذاء يُبقينا على قيد الحياة ،، بلا أحلام تموت أرواحنا

Instagram @E.FATAT

فاطمة الزهراني غير متصل   رد مع اقتباس