[قايـد الحربي]

عبير الشوق
ــــــــــــ
* * *

أهلاً وسهلاً بكِ .

لو آمن كُلُّ مُرتكبٍ للكتابة بعدم وجودِ نصّ كامل وأنّ النقص في الكمال
من نواميس هذا الكون ، لتقبّل كل ملاحظةٍ تتّجه إلى كَتْبه .
- ولأنّنا نفتقد هذا الإيمان لوجود [ لو ] فالحديثُ عن ذلك من المستحيلات
والحديث عن المستحيل مضيعةٌ للوقت -

إذن سيكون حديثي عن السبب وراء عدم وجود هذا الإيمان الذي سبّبه
الإعلام و كل وسائل الاتصال بدءاً بالورقيّ منها وانتهاءً بالمرئيّ من خلال
تعظيم الكاتب إلى الدرجة التي يعتقد بها صحّة ما يكتبه واستحالة خطئه مع
استحالة هذ هذا الاعتقاد - أصلاً - .
يتّجه الإعلام لهذه الطريقة - أقصد التعظيم - لأسبابٍ تسويقيّة بحتة بعيداً عن خطرها
الكامن خلفها ليُنتج جيلاً يُصدّق كذب الإعلام و يرفض النقد لهذا النجم وتُطارد ناقده
لعنتهم أينما وُجِد ، و في المقابل يستحيل الإعلام نقده لنجمه المُعظّم .
ومع الانتباه لتنوع و تعدّد وسائل الإعلام أصبح الجميع نجماً لا يقبل النقد ولن يرضاه
محبوه الذين يتكاثرون أضعافاً كلما تنوعت وسائل الاتصال وسهل اتصالها ورؤية
الإعجاب من خلالها .

و تصديق المدح والتعظيم بعيداً عن النظر إلى [ المادحِ والمُعظِم ] و عقلانيته في ذلك
يجعل الأمر أكثر سوءاً وفي المنتديات خيرُ مثالٍ على ذلك لأنّ من الصعب قولك للخطأ
في متصفح أحد العظماء لأنّ السابق لردّك واللاحق له كلّها ردود تعظيمٍ وتمجيد وتفرّد .

من خلال تجربةٍ مريرة في مثل ذلك ، تشكّلت عندي قناعةٌ تعتمد على ما كُتب في أول سطر
بعدم وجود نصٍ كامل - وزادتْ بأنْ ليس هناك نصٌ يخلو من جمالٍ يؤهلني لكتابة ردٍ على الكاتب
وأنّ البحث بحدّ ذاته ممتع فكيف إن كان بحثٌ عن الجمال !!
ربما أُخبر بالخطأ سرّاً للكاتب - بناءً على وجهة نظري - لكنّني أمتنعُ عن كتابتها أمام الجميع
لإيماني بأنّ رؤيتك للخطأ والسكوت عنه خيانةٌ للكاتب و للنص ولكنّ المُحبط أيضاً ألاّ يكون
لسريّة نقدك [ الشكر ] !!
كما حدث معي ليلة البارحة بإرسال رسالةٍ إلى عضوٍ ما يمتلك موهبةً
ترفرف جمالاً وروعة لكنّ هناك من الريش مالم يُرتّب وقد قلتُ ذلك بأمانةٍ و واجبٍ عليّ لكنّ
الردّ كان [مُحبطاً ] إلى درجةٍ تجعل حتى هذه السريّة ممنوعة
واكتفيتُ بلطم أمانتي

:

عبير الشوق
أعتذر على الإطالة وللموضع أكثر من ذلك
شكراً وعذراً لكِ .