منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - طينةُ المسكِ وطينةُ الحَمْأَةِ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2020, 01:08 PM   #1
عبدالعزيز التويجري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز التويجري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15617

عبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز التويجري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي طينةُ المسكِ وطينةُ الحَمْأَةِ !






عندما أجدُ مُتَّسعاً من الوقت أتَّصلُ على أحدهم لنتناول العشاء سوية ، وذات ليلةٍ أتيتُ إليه وكانت أخته قد أتتْ من مدينة أخرى ومكثتْ عندهم بضعة أيام ، وعندما وصلتُ إليه اتصلتُ على هاتفه فخرج واستقلَّ السيارة معي ، وأنبأني –باسماً-أن أختَهُ قالتْ : ما هذا المزعج !
نظرتُ إلى صاحبي أطالتْ أذناه ؟ وهل على ظهره بردعةٌ (لأني خلتُه في تلك الساعة حماراً) ؟! بلغت الأنانية بهذه الوقحة أن تحرمَ أخاها بضع ساعات يُروِّح فيها عن نفسه مشقة الذهاب بها والإياب ، وتلبية طلباتها التي لا تنتهي !
أخالُ أنها نظرتْ إلى السماء فخالتْ نفسها بصفائها ، وبهاء القمر ، ونقاء السحاب ، ورقة النسيم ، وهي –بعرةٌ اتزرتْْ بمئزر-فما حالها إذا التطمتْ أمواجها ، وثارتْ زوابعها ، واندلقتْ ساقيتها ! بل كيف للكبر أن يغمرها رغم الأقذار والأدناس التي تملؤها من مفرقها لأخمصها ؟!
ربما أنها تخالُ أنَّ طينتَها عُجنتْ بالمسك ، وطينة سواها عُجنتْ من حمأٍ مسنون !
بل ربما تخالُ نفسها –اللُّعْبَة-التي تَضْربُ الحور على عاتقها ، ويَقُلْنَ لها: طُوبى لكِ !
وأنا أستعيد هذا الموقف دارت بخلدي هذه الكلمات : وأيم الله ، أن العَجَبَ يأخُذُ مني كلَّ مأْخَذٍ ، حينما أُبْصرُ من يشمخُ بأنفه عالياً ، وينظرُ إلى الناس وكأنهم خولٌ مُسَخَّرون لخدمته والقيام على راحته ، وهو لو طأطأ رأسه قليلاً وتفكَّرَ بالمُخاطِ ، والخَلُوفِ ، والتَّنَخُّع ، والسَّهَك ، وتأمَّلَ ممَّ خُلق ، وفيمَ تَكوَّن ، وعلى ماذا تغذَّى... لعرف ضآلة قدره ، وحقارة شأنه !
يقول الحق تبارك وتعالى في الحديث القدسي : (الكبرُ ردائي فمن نازعني ردائي عذبته) .

 

التوقيع



twitter : @arabods

عبدالعزيز التويجري غير متصل   رد مع اقتباس