منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - المعلقات
الموضوع: المعلقات
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2006, 02:36 AM   #8
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية سلطان ربيع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 24

سلطان ربيع غير متواجد حاليا

افتراضي




معلقة النابغة الذبياني


يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّـنَـدِ
أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَـا سَالِـفُ الأَبَـدِ

وقَفـتُ فِيهَـا أُصَيـلانـاً أُسائِلُـهـا
عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبعِ مِـنْ أَحَـدِ

إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيــاً مَــا أُبَيِّنُـهَـا
والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ

رَدَّتْ عَليَـهِ أقَاصِـيـهِ ، ولـبّـدَهُ
ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِـي الثَّـأَدِ

خَلَّـتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَـانَ يَحْبِسُـهُ
ورفَّعَتْهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَـدِ

أمْسَتْ خَلاءً ، وأَمسَى أَهلُهَا احْتَمَلُـوا
أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـى عَلَـى لُبَـدِ

فَعَدِّ عَمَّا تَرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـاعَ لَـهُ
وانْـمِ القُتُـودَ عَلَـى عَيْرانَـةٍ أُجُـدِ

مَقذوفَةٍ بِدَخِيـسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَـا
لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْوِ بالمَسَـدِ

كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَـدْ زَالَ النَّهَـارُ بِنَـا
يَومَ الجليلِ ، عَلَـى مُستأنِـسٍ وحِـدِ

مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِـيٍّ أَكَارِعُـهُ
طَاوي المَصِيرِ ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ

سَرتْ عَلَيهِ ، مِنَ الجَوزَاءِ ، سَارِيَـةٌ
تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِـدَ البَـرَدِ

فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ ، فَبَاتَ لَـهُ
طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ

فبَثّهُـنَّ عَلَيـهِ ، واستَـمَـرَّ بِــهِ
صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَاتٌ مِـنَ الحَـرَدِ

وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ
طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـرِ النَّجُـدِ

شَكَّ الفَريصـةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا
طَعْنَ المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَـدِ

كَأَنَّه ، خَارجَا مِـنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ
سَفّـودُ شَـرْبٍ نَسُـوهُ عِنـدَ مُفْتَـأَدِ

فَظَلّ يَعْجُمُ أَعلَى الـرَّوْقِ ، مُنقبضـاً
فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ ، غَيرِ ذِي أَوَدِ

لَمَّا رَأَى واشِـقٌ إِقعَـاصَ صَاحِبِـهِ
وَلاَ سَبِيـلَ إلـى عَقْـلٍ ، وَلاَ قَـوَدِ

قَالَتْ لَهُ النَّفسُ : إنِّي لاَ أَرَى طَمَعـاً
وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَسلَـمْ ، ولَـمْ يَصِـدِ

فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ ، إنَّ لهُ فَضـلاً
عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى ، وفِي البَعَـدِ

وَلاَ أَرَى فَاعِلاً ، فِي النَّاسِ ، يُشبِهُـهُ
وَلاَ أُحَاشِي ، مِنَ الأَقوَامِ ، مِنْ أحَـدِ

إلاَّ سُليمَـانَ ، إِذْ قَـالَ الإلـهُ لَــهُ
قُمْ فِي البَرِيَّة ، فَاحْدُدْهَا عَـنِ الفَنَـدِ

وخيّسِ الجِنّ ! إنِّي قَـدْ أَذِنْـتُ لَهـمْ
يَبْنُـونَ تَدْمُـرَ بالصُّفّـاحِ والعَـمَـدِ

فَمَـن أَطَاعَـكَ ، فانْفَعْـهُ بِطَاعَتِـهِ
كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْـهُ عَلَـى الرَّشَـدِ

وَمَـنْ عَصَـاكَ ، فَعَاقِبْـهُ مُعَاقَـبَـةً
تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَـدِ

إلاَّ لِمثْلـكَ ، أَوْ مَـنْ أَنـتَ سَابِقُـهُ
سَبْقَ الجَوَادِ ، إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَدِ

أَعطَـى لِفَارِهَـةٍ ، حُلـوٍ تَوابِعُهَـا
مِنَ المَواهِبِ لاَ تُعْطَـى عَلَـى نَكَـدِ

الوَاهِـبُ المَائَـةِ المَعْكَـاءِ ، زَيَّنَهَـا
سَعدَانُ تُوضِحَ فِـي أَوبَارِهَـا اللِّبَـدِ

والأُدمَ قَـدْ خُيِّسَـتْ فُتـلاً مَرافِقُهَـا
مَشْـدُودَةً بِرِحَـالِ الحِيـرةِ الجُـدُدِ

والرَّاكِضاتِ ذُيولَ الرّيْـطِ ، فانَقَهَـا
بَرْدُ الهَوَاجـرِ ، كالغِـزْلاَنِ بالجَـرَدِ

والخَيلَ تَمزَعُ غَرباً فِي أعِنَّتهَا كالطَّيرِ
تَنجـو مِـنْ الشّؤبـوبِ ذِي البَـرَدِ

احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَـيِّ ، إِذْ نظـرَتْ
إلـى حَمَـامِ شِـرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَـدِ

يَحُفّـهُ جَانِبـا نِـيـقٍ ، وتُتْبِـعُـهُ
مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَـدِ

قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَـا هَـذا الحَمَـامُ لَنَـا
إلـى حَمَامَتِنَـا ونِصـفُـهُ ، فَـقَـدِ

فَحَسَّبـوهُ ، فألفُـوهُ ، كَمَـا حَسَبَـتْ
تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُـصْ ولَـمْ تَـزِدِ

فَكَمَّلَـتْ مَائَـةً فِيـهَـا حَمَامَتُـهَـا
وأَسْرَعَتْ حِسْبَـةً فِـي ذَلـكَ العَـدَدِ

فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَـهُ وَمَـا
هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَـدِ

والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُهَـا
رُكبَانُ مَكَّـةَ بَيـنَ الغَيْـلِ والسَّعَـدِ

مَا قُلتُ مِنْ سـيّءٍ مِمّـا أُتيـتَ بِـهِ
إِذاً فَلاَ رفَعَـتْ سَوطِـي إلَـيَّ يَـدِي

إلاَّ مَقَالَـةَ أَقــوَامٍ شَقِـيـتُ بِـهَـا
كَانَتْ مقَالَتُهُـمْ قَرْعـاً عَلَـى الكَبِـدِ

إِذاً فعَاقَبَـنِـي رَبِّــي مُعَـاقَـبَـةً
قَرَّتْ بِهَا عَيـنُ مَـنْ يَأتِيـكَ بالفَنَـدِ

أُنْبِئْـتُ أنَّ أبَـا قَابُـوسَ أوْعَـدَنِـي
وَلاَ قَـرَارَ عَلَـى زَأرٍ مِـنَ الأسَـدِ

مَهْـلاً ، فِـدَاءٌ لَـك الأَقـوَامُ كُلّهُـمُ
وَمَا أُثَمّـرُ مِـنْ مَـالٍ ومِـنْ وَلَـدِ

لاَ تَقْذِفَنّـي بُركْـنٍ لاَ كِـفَـاءَ لَــهُ
وإنْ تأثّـفَـكَ الأَعــدَاءُ بالـرِّفَـدِ

فَمَا الفُـراتُ إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ لَـهُ
تَرمِـي أواذيُّـهُ العِبْرَيـنِ بالـزَّبَـدِ

يَمُـدّهُ كُـلُّ وَادٍ مُـتْـرَعٍ ، لـجِـبٍ
فِيهِ رِكَـامٌ مِـنَ اليِنبـوتِ والخَضَـدِ

يَظَلُّ مِنْ خَوفِهِ ، المَـلاَّحُ مُعتَصِمـاً
بالخَيزُرانَـة ، بَعْـدَ الأيـنِ والنَّجَـدِ

يَوماً ، بأجـوَدَ مِنـهُ سَيْـبَ نافِلَـةٍ
وَلاَ يَحُولُ عَطـاءُ اليَـومِ دُونَ غَـدِ

هَذَا الثَّنَاءُ ، فَإِنْ تَسمَـعْ بِـهِ حَسَنـاً
فَلَمْ أُعرِّضْ ، أَبَيتَ اللَّعنَ ، بالصَّفَـدِ

هَا إنَّ ذِي عِـذرَةٌ إلاَّ تَكُـنْ نَفَعَـتْ
فَـإِنَّ صَاحِبَهـا مُـشَـارِكُ النَّـكَـدِ

 

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس