[انتصار الحربية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصافحة أولى
عسى أن ترتقي لذوائقكم
شكر عظيم للقائمين على الدعوة



وُلدنا غْيومْ من رحم الْبياض تْوشحت به شالْ
ولا مِنها بِكت تسمع تراتيل الْبكا سورة

تسيل الدّمعة بْخفة تقبّل خدّنا وتختالْ
تبسّمنا بوجه الكون والدنيا خذت صورة

حبِينَا وكانت الوجهة على السلّم شموخ تلالْ
نعدّي، وْلَجْلنا تصفّق على الشبّاك عصفورة

وقع خطواتنا أَطْرب سكون الأرض والأطلال
وشقّت طينها حضنٍ يضم أحْلامنا بذوره

نِمَتْ تسبق مساعينا، عصبناها بروس جبالْ
وحفّتها حمامات بْجناح السِّلْم مسرورة

لِيَا منها صْعدت شبرٍ غصنها بْثقل حمله مالْ
يراقص نسمة البستان.. ترجم خافي شْعوره

عناقيد النّجوم اسْتوطنت صدْر السّما سِلسالْ
وصار اللّيل - من بعد الظّلام- يشعشع بنوره

كبرنا وْصارت الوجهة نجاور باسْمنا لهْلالْ
ولكنّ العيون أمست بنظرة شبه مسحورة

كِذا فجأة غفت الألْحان، ذابت تحتِنا لظْلالْ
أيادي أحْلامنا تَهوي من الأكتاف مبتورة

تشبّثْنا بْسراب العمر.. قفّا عنّنا واغْتالْ
نقش بظهورنا تحفة مخالبْ ذيب محفورة

عيون الغدر تتربّص بواقع فكرنا إذلالْ
وأمانينا على الضفّة تلوّح حيل مكسورة

جدار أيامنا طوبه شهامات وضلوع رجالْ
عليه الْتف زهر الشّمع من ساسه إلى سوره

غزاه الدود بأحشائه وعاث يقطّع الأوصال
تهشّم حلمنا في صمت والأنّات مستورة

إطار الضحكة المنسي سُجنا في حشاه أطفالْ
مَ غير أرواحنا فرّت تجوب الأفق مبهورة

تناظر دربها المرسوم فرحة تكسّر الأقفالْ
تحرّرها بوجه الريح نَفْح ورود منثورة

نسافر دونما وجهة بعد ما ناحت الآمالْ
ونرجع نبتسم للكون والأيام والصورة