أجملُ لحظاتي ...
تلك التي أكونُ فيها مابين أرضٍ صلبةٍ .. وخيالٍ رحيب
وروحي تهيمُ بينهُما ..
ترقصُ بخُطى رشيقة .. على معزوفةٍ تعشقُها أذني مُنذ الأزل
لاتشبهها الأصوات .. ولا تملكُ هَوية ..
هي مثلي ...
مِن وإلى الفراغ !
أُغمض عينايَ ... وأكونُ هناك ... في عالمٍٍ عُلويٍ داخل إطارٍ .. صنعتُهُ أنا
تحتوي صورة تُشبهُ هيئتي .. ولا تُطابقُ حقيقتي
يا أنتَ ...
ياذا الخيالِ البعيد ...
يامن تسكنُ بين العينِ وهُدُبِها .. وبين إطباقِ الجّفنِ .. ودمعةٍ حَرّى
يامن علّمني مباديء الأبجديةِ
ومواطن الأغنيات
يامن أهداني فراشةً .. ثم وردةً .. ثم عطرٍ سكيب ..
يامن علّمني لغة الطيورِ .. ومتى تُغنّي بوَجدٍ .. ومتى تبكي .. ومتى تأنّ
يامن أمسكَ بيدي ... ووضع بكفّيَ مفتاح ...
ثم رحلَ .. مُبتسماً
تاركاً طيفهُ .. فناراُ يُراقبني .. نجماً يحرُسُني .. وَهجاً يهديني ...
أملاً يغمرُ روحي .. فتلتحفُ الشوق وتقرُّ عيناً
وترسمُ الغد حُلماُ زهرياُ ستأتي بهِ أسرابُ السُنونوات .