يخيلُ إلي أنك تمسك هاتفاً..
تنفضُ عنه السنين..
وأنا...هنا..
بين نفسي وبيني...
أكتبُ لك رسالةً قصيرة..
تنتظرها بمنتهى الصمت...
فتئنُ القبور حزناً عليّ...
تدقُ التراب..
تسألُ عني قرع النعال...
حمامَ الصباح..
غرسَ الجوار...
ونعشاً جديداً أتى
كي يلوح لك من بعيد بألا خيار...!
فترمي بنفسك على ذاك الحرير
وتبكي طويلاً شوقاً إليّ..
تنامُ كطفلٍ بأمنياتٍ عظيمة..
وأنا ..كل ليلة...
أجددُ عبثاً صيغَ الرسائل..
أرتبُ فيها يتمَ أختي الصغيرة...
بجانبِ أحزان أمي ..
وقلقَ أخي من نفاذِ العزيمة...
وأكتب بماءِ الضميرِ اعتذارا وجيزاً..
لأني نسيتكَ لحظة..
لأني ابتسمتُ وخنتُ هيبةَ موتك مرة...
لأني احتملت فقدكَ يأساً
وهمتُ بأملي على حينِ غرّة...
لأني ...
ذكرتك بصوتِ الرسائل..
فما من وسائل
غير انتظاري..
حتى آتيك يوماً..
وننسى معاً ثرثرات الرسائل..!