منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هل تحتمل الليبرالية قيود الإسلام ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 07:17 AM   #6
سميراميس
( Shouq )

افتراضي


[right][size="4"][b]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكرم التلاوي مشاهدة المشاركة
الكريمة سميراميس


1_ ما الأمر الذي تضمنهُ الليبراليه للفرد مما لم يضمنهُ لهُ الإسلام ؟ , وما الأمر الذي يمنعهُ الإسلام عن الفرد وتمنحهُ إياه الليبراليه ؟
مرحبًا أخ أكرم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الإسلام به قيود و محاذير و كذلك لليبرالية قيود و محاذير ، إذا كان الإنسان هو محور الأديان كما يُقال دومًا ، فالإنسان هو المحور الذي تطالب به الليبرالية أيضًا
الإسلام كما ذكرت في مقدمة الموضوع هو دين مطاطي قابل للتوسع و قابل لمعاصرة الأزمنة بشرط واحد هو أن تعتمد المقاصدية به و إلا لن يقبل للتطوّر و لن يسد حاجيات البشر ، بل سيكون عائق ، إذا لم يطّبق الإجتهاد به
ندرك تماما أن الإجتهاد توقف على يد المتوكل في القرن الرابع إن لم أخطئ ، و كل فعل المتوكل ذلك لسد حركة المعتزلة و المدارس الكلامية المنطقية العقلية التي سادت آنذاك ..
توقف الإجتهاد و من يومها و نحن نجتر المنقول و نخشى المعقول ، إذا ما استجّد أمرًا يحرّم لفترة طويلة ، و بعدها بسنوات و ربما قرن ، و بفعل حركات الزمن ينطق الإجتهاد ..
قبل أحداث 11_9 عدة أمور كانت ممنوعة و لا يجرؤ أحدنا و لا مشايخنا على التحدث بها ، اليوم هاهم يعلنونها تحت اسم الكونية أو ملائمة الأزمان .. ( الدش ، التصوير ، الدُمى ... ألخ )
الإسلام الجامد الغير قابل لمسايرة الحياة هو في حقيقته عائق يعوق الإنسان ، و هذا مالا تريده الليبرالية و لا يمكن أن تسمح به تحت أي ظرف ، لأن قوامها الأهم الإنسان و الحرية و المساواة ..
لو استعرضنا التاريخ قبل أن تحل لعنة إيقاف الإجتهاد علينا لوجدنا ليبرالية مطبّقة بأسمى صورها ، مساواة بين الرجال و النساء في صدر الإسلام ( أم سلمة و خططها ، نسيبة بنت الحارث ، حفصة.. رضي الله عنهن ) و كذلك بحرية الإعتقاد فالرسول تحارب مع الكافرين بدينه و دين ربه ، لكنه تقايض معهم أيضًا ..
مساواة الناس تجلت بأسمى صورها في عصور الإسلام الأولى ( بلال بن رباح ، سليمان الفارسي ، عمار بن ياسر .. الحبشيون .. ألخ ) وو حتى الفكر الإشتراكي تجلي على يد ابي ذر الغفاري الذي تم نفيه لقريته بعد أن صعد صوته بالمناداة لحقوق الدين الذي جاء به محمد ، كلما تعاقبت السنوات كلما رجعت عنصرية قريش سادنة الكعبة و حامية الحج و تعنّتت الطبقية و كل ذا موثق في كتاب وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي لمن أراد بالتوسع و الإطلاّع ..
توسعت كثيرًا هنا و الأفضل أن اختصر و اقول
الإسلام بإيقافه الاجتهاد و اعتماده على السلف و النقل فقط ، خلق عوائق ، لا تقرّها الليبرالية ، و بعيد عن ايقاف الاجتهاد ، ثمة أمور يفرضها الإسلام و لا تقرها الليبرالية ، كدية المرأة و العبد ، علو الرجال على النساء ، حرية المعتقد ( و هنا مسألة أخرى تطول ، ألمحت لها في المقدمة ) و حد الردّة ، الفرق بين الحرة و الأمة في صدر الإسلام و العصور القريبة له حتى في شكل حجاب كانت هناك علامات و هذا يخالف المساواة ! تعدد الرجال في الزواج ، و أرجو الا تقول أنه حرية طالما الليبرالية تنادي بالحرية ، فالحرية مسؤولية و الله عندما خلق آدم ، أعطاه حواء واحدة فقط ، لم يعطيه أربع نماذج من حواء ، وهو خالقه أعلم الناس به و بطبيعته و تكريبته السيكولوجية و البيولوجية !
أيضًا ، شهادة المرأة و شهادة الرجل ، عزل المرأة عن العمل و تقديم الرجال في أماكن معينة ( ولاحظ هنا احكيك عن إسلامنا السلفي ) ، أدبيات الحرب بالإسلام و سبي النساء و الذراري و الاطفال و هذا ليس بالإسلام فحسب بل بكل الأدبيات الدينية الأخرى و العسكرية بالذات .. تطول الأمثلة لو جنا بأمثلة تخالف الإنسانية و يقرهّا الإسلام ..

يبقى السؤال الأهم / هل يتسع الإسلام لهذه الليبرالية ؟
إن قلنا بالمقاصدية و بإعتماد الإسلام التقدمي ، سنقول نعم يتسع و بقوة و ما هؤلاء المفكرين أو الأدباء و بعض المثقفين المنتمين لهذا الفكر إلا بنماذج على ذلك
و لو قلنا أنهم يميعون الدين لأجل مطابقة الزمن و هذا مالا يقبله الإسلام ، فحينها سنقول أنه دين لا يقبل بأي ايدلوجية تدخل عليه ، و هذا ما يقول به الأكثر
2



2

الإسلام عقيدي شمولي ، و الليبرالية طريقة تفكير و منهج حياة ، يعني استطيع أن أكون ليبرالية مسلمة و بالراحة طالما هذا الفكر و الطريقة لم تكفّرني و لم تُخرجني من جلبابها
لكن هل يعقل أن أكون مسلمة ليبرالية ، و هذا الإسلام قد حدّد لي عدة قواعد و تابوهات لو خرجت عليها كفرنّي رجال الدين و أخرجوني من جلباب الإسلام و كأنه ملكهم بيدهم جنته و ناره ..



3

السؤال هل الإسلام فقط نظام ديني عقائدي حقاً ؟ وإن كان كذلك فعلاً لمَ نزل القرآن على فترات ولم ينزل دفعه واحده , ومن ثم قرأهُ الناس وحفظوا هذا النظام ومن ثم بدأوا العمل به ؟ ولماذا استغرق النبي عليه الصلاة والسلام 23 عاماً في دعوته واستمر تواتر نزول الوحي طيلة هذهِ السنوات ؟ , ولو عدنا للكثير من سور القرآن وآياته لوجدنا أن لها أسباب نزول كانت من واقع الحياة المدنية التي كان يعيشها النبي عليه الصلاة والسلام والصحابه رضوان الله عليهم , ولو تمعنا في الكثير من سور القرآن وآياته لوجدنا فيها أن الله عز وجل يحث عباده على التدبر والتفكر بل وبين لهم جل تعالى في كثير من آياته طرق التعامل والتفكير , كقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " وقوله تعالى " وادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " وقوله جل وتعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " والكثير الكثير من الآيات التي هي عباره عن تأسيس نهج للتفكير والتعامل , فما الذي جاءت بهِ الليبراليه وهو غير موجود في الإسلام أساساً ؟

جميلة جدًا هذه المداخلة أخ أكرم ، القرآن نزل على الرسول صلى الله عليه و سلم وفقا لمقتضيات و أحوال ، حتى زوجاته تزوج بعضهن كعائشة بأمر إلهي ، و القرآن كان للرسول كتاب حتى العتاب تلقّاه من الله به و أخبار الغزوات و المعارك توضحت به ، و السور المدنية تفرق عن المكية بذلك و هي التي تناولت الأسس المدنية للمأسسة الدينية ، المكية كانت بالعقائد و التوحيد و العبودية أكثر شيء .. معنى ذلك أننا نتحدث عن المدنية التي صاحبت فترة معيّنة للمأسسة الدينية التي كانت بمثابة الدولة آنذاك و حتى حد الردّة ( من بدل دينه فاقتلوه .. فيما معنى الحديث .. ) جاء في معنى الخيانة الوطنية لا الدينية بالمقام الأول ..
لكل فترة زمانها و ظروفها و رجالها ، يستحيل أن نجتّر الحوادث التأريخية الدينية المستوحاة من القرآن و ننادي بالسبب العقيدي الشمولي التام ، إذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه خالف بعض السنّة في حالات و كذلك أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، هناك قاعدة انكار معلووم من الدين بالضرورة و تطول جدًا هذه القاعدة ، هؤلاء أوقفوا سنن متبعة ، و آيات أيضًا كما في أمر فاطمة عندما جاءت لأبي بكر تسأل ورثها من أبيها فقال لها الأنبياء لا يورثون ، قدم ابا بكر هنا السنة على الآية القرآنية الصريحة التي تقر بأن للأبناء حق وراثة ابائهم ، و كذلك سيدنا عمر في أرض الوقف التي خالف بها سنة الرسول صلى الله عليه و سلم لمصلحة الأمة الإسلامية .. تكثر الأمثلة أخي الفاضل لو استعرضنا نماذج
لكن الخلاصة التي تتضح بالنسبة لي أن الإجتهاد لابد منه ، و طالما جاء الإجتهاد ، فالليبرالية الإسلامية قائمة و لها منفذ ، أما الجمود في الإسلام فلا يُقبل مهما تذرعوا و مهما اجتروا عبارات رنانة توحي بأنه نظام شامل ، نعم نظام شامل روحاني هائل ، لكن هنالك أمور تتطلب التغير و التغيير سنّة الحياة ..



4


3_ ذكرتِ في نقطه مهمه أن التقاطع والخلاف في بعض المسائل هو ما يفتح المجال لوجود الليبراليه , فهل هذا يعني أن الليبراليه وجدت على مبدأ الخلاف ؟ , إذ أننا لا نرى لها تواجداً إلا في المسائل الخلافيه التي تكون شائكه وربما لا تُهم أغلب العامه وخاصه تلك التي تكون موضع تندر في من يسمونهم الصحويين وفتاواهم .


الليبرالية في بلادنا و في البلدان العربية عرجاء ، لأمور كثيرة منها أنهم يكذبون باسمها و يقولون بالشورى و البرلمانات لضمان بقاؤهم أمام العالم ، لكن السياسة نفسها هنا ، هي المستفيد الأكبر من تخلف الليبرالية لدينا ، لأن لو طبقت الليببرالية الحقة لما بقى مسؤوول في مكانه بالوراثة دون أن يُنتخب من الناس ، و إن كانت لدي نظرة بخصوص الديموقراطية في الإنتخاب ..
نعم الليبرالية توجد على مبدأ الإختلاف ، و تقر بالإختلاف و تقبل به ، التعددية ، الجمعوية ، الإختلاف / مبادئ مقبولة جدا في الفكر الليبرالي

..

لي عودة أخ أكرم لم أنهي الرد بعد ، ردي على عجل

 


التعديل الأخير تم بواسطة سميراميس ; 12-28-2010 الساعة 07:37 AM.

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس