منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ غَثيانٌ مُربِك ] .!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2009, 03:10 PM   #1
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 744

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي [ غَثيانٌ مُربِك ] .!






مُشبعٌ رأسي بِ الدُّوار ، و لهيبُ الغثيانِ يحُرقُ جوفي . مُثقلة عينايَّ بِ مائها ،
و تستقبلُ بِ وجلٍ صُوراً مَهزوزةً مُتأرجحةً مُترنحةً كما لو أَنها كانت مُسرفةً في جُرعةِ فودكا .!
و لا تزالُ تُباغِتُها نوباتُ تهيؤات مُزعجة .

بِتُ أشعرُ بِ الغثيانِ كثيراً هذه الأيام ، أتعبني حمل هذا النوعِ الرتيبِ الموجعِ من الحياة ،
و لَسوف أُجهضه عما قريب . اتخذت بِجدٍ هذا القرار .
أنا فقط أفكرُ ملياً ، أُريد لِ هذا الأَمر أن يتم دونَ أيِّ أدنى خسارةٍ تُذكر،
ولا أعلم حقاً هل سَ أُحدث ذلك أم لا .!

المُضني حقاً هو كَثرةُ الأَفكارِ المُتزاحمة في رأسي ، أين تختبئ حقاً لا أدري ، فَ كُمها يتضاعفُ يوماً بعد يوم ،
و على الرغم من ضيق المكان إلا أنها لا تنفكُ تتكاثرُ و تعشعش فيه دونَ التفاتٍ لِ حقيقةِ الاختناق .!
ما يثيرُ حنقي عليها أنها تشتتُ ذِهني و تجعل نظرتي سوداويةً تجاه كلِ شيء إذ أن تشابكها لا يثيرُ في رأسي سِوى غثيانٍ مُربك ،
و دُوار لا أستطيعُ معه الرؤيةَ بِ وُضوح .!

تراودُني كثيراً أحلام محرضة على الاغتراب ، و لكن سرعان ما أتراجعُ عن فكرةٍ باهتةٍ كـَ هذه ،
إذ أيُّ اغترابٍ و لستُ سِوى مُغتربة .!
آه .!
الإغترابُ أَيضاً غيرُ مُجدٍ هذه الأيام ، فَ أنت لا تُترك و شَأنك و إن تَركت كل شيء و شأنه ، لا تعيش كما تريد ،
و لابد لِ الشرور أن تُحرق ما تبقى بِ داخلك من نسيجٍ و إِن لم يكن سِوى شيء من كيانٍ ممُزق أو شخصيةٍ مهزوزة شبه معدومة .

أحايين قليلة تلك التي أميلُ فيها لِ العزلة ، و لكنني أختنقُ لِ مُجردِ التفكير فيها فلا ألبث الا قليلا حتى أطردها ،
فَ الذاكرة تقطنُ العزلة دائماً ، و سِجلُ ذاكرتي ليسَ نقياً ، مُشوهٌ و مُنفرٌ كـَ الموتِ أبدا .!

و كثيراً ما أُحاول البحثَ عن هواءٍ نقي و لا أجد ، و لن أجد إذ أنه لم يتبق هنالك مجال لِ ولادته نقياً و لا حتى لِ تنقيته فَ ألجأُ إلى البكاء .
البكاء .! مضى عليّ زمن طويل و أنا أحاول به تنقية رئتايَّ من أدران علقت بهما و أردتني ما بين ميتةٍ و سقيمة و لا جدوى من ذلك ،
فَ البكاء لا يفعل سوى تقليل كمية السوائل و الأملاح في جسدي ..!

مثقلة أنـا بِ أوجاع ثقيلةٍ لا أعلم لِ الخلاص منها سبيلا ..
حياةٌ بائسة و عالم بئيس .!
مزيج من صعاب و مشاق ، أحلام و أمانيُّ مقتولة ، خيانات و صفعات ، هجر و رحيل و دمارٌ و موت ، وماذا أيضا .؟!
أنسيت شيئاً.؟!

لست جاحدةً صدقوني ، بي من الفرح الكثير ، و لكن العابر بي من الحزن و الأوجاع أكثر و هذا ما حدى قلبي على التآكل فَ تقرح / تعب ..!
لم أعد أتلذذ بِ الفرح كثيراً هذه الأيام لِ عِلمي بِ أن الحزن لي و قلبي بِ المرصاد ، و بِ ذلك يمر كـَ باقي الأشياء العابرةِ بي .!

هذا الحزن المقيت يقف عند أولِ مخرج يُصادفني فَ يسرق أثواب فرحي بِ دمٍ بارد و يمضي ،
و لا مِن أحد يذود عني .. يختبئ خلف أقرب نافذةٍ تصلني منها أشعة نور بِ تلألُئِها تغريني ،
و تجرني إليها ، و ما إن أفتح النافذة مستقبلة إياها بِ فرح حتى يحصد مني جل الفرح و يمضي ،
و لا من مُستصرخٍ أستصرخه فَ يعيده إليّ .!
غريب ..! لم يميلُ الحزن لِ إفساد النور أيضاً ألا تكفيه العتمة .؟!

هذا الحزن البغيض حملني على كره كثير من الأشياء ، أنا بِتُ أكره الكثير ..
هذا الحزن السيءُ ينتزع مني الفرح كما تنتزع الشعرة من العجين .!
هذا الحزن البغيض يفصل جزيئاتي الممتزجة بِ الفرح فصلا دقيقا عنه كما تفعل عجوز بِ حبيبات القمح و الشوائب .!
هذا الحزن ، لا يخلف فيّ سوى ألم استئصال الفرح مني ..!

لحظة .! أنا لست ضحية لحظة يأسٍ و لا حتى جُنون .!
لا شيء يعتريني ، ليس بي أي ضرب من مَسٍ و لا أشكو من علة ، كل مافي الأمر هو أنني لا أستطيع الرؤية بِ وضوحٍ كما أسلفت ،
فَ الحزن اللئيم لا يزال مُصرا على قتل فرحي ، و وأد بسمتي قبيل انتصاف عُمريهما ،
و لا يدع لي بِ ذلك سوى حسرات و خيبات مالحة تؤجج فيَّ نار جروحي و الكثير الكثير من البكاءِ المرير الذي يمزق القلب ،
و القليل من بقاياه التي تقتص لِ نفسها من عُمري دون أن أعلم حقيقةً [ ما ذنبي ] .؟!

أبى هذا الحزن إلا أن ينتزع حلوى الفرح من فمي ، ليس لِ جوع ألم به بل نكايةً بي ،
لِ يلوكه بِ وحشية مُستفزة ثم يبصقه على أقرب سطحٍ و على مرآى مني ،
و أنـا أشتعل غيظا و أتحرقُ شهوةً لِ قتله .!
آهٍ لو استطعت ، لَ أهدرتُ دم الحُزن يوماً ما و ما وفرته .!





















آه ،
حَتى قلبي مصابٌ بِ الغثيان ،
بِ الله ما هذا ..؟!




.
.
.

 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس