( ابنة نِـيسان متعطشة هذه المرة لمراسلتك .. لكن كرامتها تقف حاجزًا أمام أهوائها ) !
جمعت أوراقي البيضاء .. لأكتب قصتي الطاهرة معك ورغباتي العاهرة التي لم أبُح بها لك .
في تلك الأوراق كانت مشاعري هي من تكتب حديث روحي ..
وبعض الكلمات أبت تدوينها وتوارت في قلبي خجلاً .
*******
إن لم أجد يوما في بريدي رسالة منك .. فلا تسل عن حالي و أخباري .
أصبحتُ منكسرة بعد انقطاعها ..
في الحقيقة أصبحت أرملة نـسْيان وتجاهل !
تسعة أشهر بدونها جعلتْ حياتي تتوشح بالسواد .. وملامحي تشيخ قبل أوانها .
ملامحي التي لم ترها بعد .. فكيف تميّز بأن ملامحي ترهلت وأنت لا تعرفها سابقا ؟
ألم أقل بأني سأجعل قصتي معك مختلفة عن الأخريات ؟! مهما بلغت بشاعة نهايتها .
كل مرة أكتب فيها إليك أنتشي وأؤمن بأن روحي سـتسير لتجثو على صدرك , فتشعر بي ..
أؤمن بكل خرافة تمنحني أملاً آخرًا فيك ..
حتى أصبحتُ أصنع الخرافات لنفسي .. ( سأكتب له الليلة ثم سآتيه في منامه بشكل حورية )
في ذلك فإنني قد بلغت أرفع درجات الجنون .. وأقبح مراحل التوهّم .
*******
مهما ركضت بك السنين سأراك طفلا مشاغبا .. متمرد على قوانين الحياة
تنفعل بسرعة .. لكنك ترضى بسهولة
أتكلم عنك وكأني عاشرتك من قبل ؟
كل ما أكتبه عنك أقسم بأنه صحيح ..
فـفي جسدي مضغة تتكهن بمعرفة كل شيء .. ولاتخطئ تكهنات قلبي أبدًا
( هم الصغار يتعلقون بالأشخاص الأوائل في حياتهم ..
مجرد أن تتفـتّح قلوبهم على أول حب لا يمكن أن ينسوه .. مهما اختلفت التفاصيل في كل قصة .
مشاعرنا نحوهم أبدًا لا تنضب .. وإن لم تتلطف معنا الأقدار وتجمعنا بهم إلا أن ذكراهم تروي أوردتنا أملاً
وتملأ أرواحنا شغفا للتمسك بالحياة والحصول على فرص أخرى معهم ) .
*******
أنا طفلة تترقب إشراقة كل صباح بـلهفة فـتحسب كم يوم زاد في عمرها .. لـتمارس معك الحب ,
أنا عذراء لم تتعفف من حبك ..
أنا امرأة لا يُذيب قسوتها إلا كلامك الليّن
بكل مراحل الأنثى .. أحبك يا سيدي
*******
بعد صخب رسالتي وضجيج حروفي
قررت الانزواء والتخلص من الأوشحة السوداء التي تلتفّ بروحي
لأتأهّب للعيد ..
وحتى غدٍ , لامزيد من الذكريات .. لامزيد من الألم
عيدكم مبارك
9 /12 / 1432 هـ
6 / 11 / 2011 م