[ليان]

وطني الحزين كان الجميع يكرر على مسامعي أن الوطن هو أرض وحدود ،

لكني أؤمن أن الوطن ليس حدود وأرض ،الوطن ليس كيانا جامدا روح تسكننا ، الوطن إنسان من

شدة حبنا له أصبح قلبنا له مسكنا لأنه لا يليق بوطني وملاك الرحمة في حياتي سوى أن يكون

ملكا على عرش قلبي الوطن قلب ينبض في داخلنا ونبض صاحبه قيثارة تصدر أجمل الألحان ،

وطني أين أنت مني ؟ حبيبي خالد أشعر بعد رحيلكَ أني في غربة روح لا نهاية لها بدونك وأنا بين

أهلي حبيب قلبي ونصيبي وراحتي، أخبرني أن أغلق وطنك الدافئ الحنون أبوابه في وجهي

إلى أين أذهب وطني وأماني طردت منك فإلى أين أرحل وأي أرض بعدك تأويني ما بقي لي

من عمر فأنا لا أملك بوصلة وقد ضللت الطريق ، وطني أمر على أطلال مدينة حبنا الحزينة

الخاوية اذهب إلى بيتتا لعلي أجدك هناك فأجده قاسيا كصخرة عملاقة وموحش ككهف

مظلم في قاع بحر وكأننا لم نسكنه يوما . وكأن ضحكاتنا لم تتردد بين زواياه وكأنه لم يشهد

صداقتنا العميقة مع أوراق كتبنا ، يا عالمي كأنه لم يشهد على إدمان الكتابة وعشقها الذي يسكننا للنخاع ،

كأنه لم يشهد على محيط حتانك الذي غمرتني به ، يا عزيزي كأنه لم يشهد على محارتك القوية

التي تشعرني بالأمان وتحميني من أيادي العابثين وكأنها لم تشهد على قصة حبنا التي حاربنا

من أجلها أمدا طويلا حتى توجناه بالزواج ، وطني العزيز نعم خالد أنت ساكن قلبي الوحيد

والعزيز عليه وستبقى كذلك لأخر ثانية في عمري وطني وعالمي لم يسكن مدينة حبنا سوانا ومع ذلك أقسم لك

أني لم أشعر بالوحدة معك أبدا فأنت أغنيتني عن الجميع ، وطني الحبيب أصبح مهجورا ،

وصرتُ تائهة أتجول وأبحث عنك في طرقاته فلا أجدك أنهكتني الوحدة ، أتذكر وعدتني ذات يوم أنك لن تتركني يوما

فماذا جرى لك ؟ أخبرني أحقا نسيتني ..؟ أحقا لم تعد تحبني ..؟ أحقا لم أعد أعني لك شيئا ..؟

أحقا أصبحت كالأخريات بالنسبة لك ، وطني الحزين أصبحت منفية مدى هذه الحياة لا أرض ولا وطن لي

وطني الأمن فقدت درعك الذي يقيني من قلوب لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية ، وطني الجميل في كل مناسبة سعادتي

كانت بوجودك معي وكان يكفيني أن أشعر بزواياك ترقص طربا وسعادة من أجلي ،كان يكفيني عناق دافئ

منك يشعرني أني ملكت الدنيا وما فيها ، وأني محظوظة بك ابتسامتك وحنانك كان دوما أجمل هدية

بالنسبة لي ، لم أطلب يوما منك مالا أو مجوهرات فما قيمة كل هذا أن لم تكن تحبني،

وطني الحزين تركت روحي بين أطلال مدينتك وأوصدت الباب عليها جيدا فأنا أعلم

أنها ستكون في أمان بالقرب منكَ ، وطني المنير لم أعد أبصر النور بعدكَ، وعشقت عيني

الظلام بعد رحيلكَ ، فأنا لم أكن أرى الدنيا ألا بعينينكَ العاشقتين للنور والغاليتين على قلبي ،

مدينة حبنا كانت غابة خلابة نتنزه فيها ونستمتع بجمالها وروعتها معا واليوم أصبحت صحراء

بورا لا ينفع معها مطر فلا زرع تنبت ولا ماء تحفظ ، أصبحتُ مدينة أشباح ،

وطني الحبيب صرت أقف على شاطئ بحركَ وحيدة أبكي ويشاركني البحر حزني الممتد

عليك لأخر يوم في عمري ، وطني الحبيب سأظل أحبكَ للأخر يوم في عمري ولن يسكن قلبي

سواكَ فهو وطنكَ أنتَ وحدكَ رحمكَ الله وجبر كسر قلبي ،

بقلمي