منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وجهُكِ مُصْحَفُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2021, 04:39 PM   #1
م.رضوان السباعي
( شاعر )

الصورة الرمزية م.رضوان السباعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2167

م.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعةم.رضوان السباعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وجهُكِ مُصْحَفُ



وجهُكِ مُصْحَفُ

عيناكِ فاتحتانِ وجهُكِ مُصْحَفُ
والزُّهْدُ في عينيكِ لا يَتَعَفَّفُ

يمتدُ من أقصى المدائنِ فيهما
بِسُراتِهِ والدربُ لا تتَخَلَّفُ

مدنُ الفضيلةِ فيهما لا ترعوي
بدمِ الفؤادِ وفي الضلالةِ تُنْصِفُ

ما غضَّ طرفي حينما لم يُثْنِهِ
عنها الذي مِن حسنِها يَتَكَشَّف ُ

عينانِ خضراوانِ سحرُ تَلَبُّسٍ
من سندسٍ خُضرٍ عليها يَخْصِفُ

وله عليها زرقةٌ ممزوجةٌ
بثيابها والسحرُ لا يُسْتَرأَفُ

عينانِ ما امْتَزَج السنا بهما يكادُ
البرقُ لمعهما لروحي يَخْطِفُ

يتأبطانِ السحرَ ، أيسرُهُ لهُ
مَسٌّ يكاد لخافقي يَتَخَطَّفُ

وكأنما عيناكِ أرضُ وبارَ مُذْ
فُتِحا على قلبي وسيفٌ مُرْهَفُ

بين الصَّفا بهما ومروةِ خافقي
بهما فؤادي ناسكٌ مُتَصَوِّفُ

لا يرأفانِ به بحُكمِ جنونِهِ
يتلبسانِ به بما هو أهْرَفُ

ما قالتا كلا إلى أن أنصفا
ختمي بما اقترفَتْ ولا أتَزَلَّفُ

بابانِ نحوَ الروحِ ، أولُ سورةٍ
تُلِيَتْ وفاتحةُ الهوى لا تَرأفُ

آوت لمُفترقِ الفؤادِ وجندُها
خلْقٌ من الريحِ السروفِ لأَسْرَفُ

تحسو ملامحُها الضفافَ بخافقي
جُنْداً لقلبي ريحُها تَستنزِفُ

فَتنَتْ فؤادي غزوةً كبرى وبي
ولهِي بها من قيظِ صيفٍ أصْيَفُ

عيناكِ ملحُ قصائدي وسواهُما
لا الشعرُ عذبٌ ماؤهُ أوَ أَحْلِفُ؟

نَفَسُ القصيدةِ شاعرٌ، لو لم تكنْ
عيناكِ دُوزانٌ فكيف سيَعزِفُ

ريقُ القصيدةِ دونَ مائهما بهِ
بئرٌ مُعَطَّلَةٌ وبحرٌ مُشْرِفُ

عيناكِ آخرُ آيتينِ تَنَزَّلا
بي فتنةً تُتلَى وصبري يأزَفُ

وكأنما يُوحَى لمهجةِ شاعرٍ
بكتابِها فبُهِتُّ كيف أوصِّفُ

دثرنني عيناك ، إن مداهما
بنسيج ما يوحى بحسنُكِ مِعْطَفُ

والريحُ لا لطفاً ،تجيءُ عواصفاً
تُتْلَى ودربٌ بالخُطا تتعسَّفُ

عيناي أغنَى العابرينَ معارجاً
بكِ يا مليحةُ لاحِظِي لا يُجْحِفُ

ورؤايَ ثابتةٌ بأنك آخرُ الـْ
آياتِ سمعي مُذ تُلِيْتِ تشنِّفُ

وتُقاي أولُ عارفٍ من أنَّ ما
سيقالُ في عينيكِ يا ... لا يُنصِفُ

ما الفَقرُ الا فَقرُ عينٍ لا تَرى
هذا الجمالَ ونظرةٌ تتعفَّفُ

وكأنما تَتَنَزَّلُ الألواحُ عيـْ
نيها وموساها الفؤادُ المُدنَفُ

عينانِ من وردٍ تَضَوَّعَ رُسْلُها
نهرانِ من عطرٍ ويشرقُ يوسُفُ

ورموشُ عينيها فراشاتٌ إذا
طَرَفَتْ هنالك بالوصيدِ تُرفرِفُ

يرقصنَ من طربٍ لها أوداجُها
ولوردِها عِطرٌ هنالك يَنْزِفُ

ويَسِحُّ ماؤهما بريحٍ باردٍ
دررا بآلاءِ الجمالِ تُكَفْكِفُ

ويكادُ من جُهدٍ ليُضحي أمرُهُ
فُرُطاً فؤادي ما به تتلطَّفُ

لا يَمَّحِي نورٌ به مصباحُهُ
شمسٌ يزاورُها الجمالُ فيُسرِفُ

وجهٌ يزاورُهُ الجمالُ وحولَه
حِفْظاً ملائكة ٌوفيه تُكَلَّفُ

و له هنالك جنتانِ عن اليمينِ
عن الشِّمالِ خدودُها لا توصَفُ

صرحٌ يزاورُهُ الجمالُ وحولَ كعـْ
بةِ ثغرِها ألماسُها تَطَّوفُ

وعلى الشفاهِ مناسكٌ من حُمْرَةٍ
دلَفَتْ عليها ما لِقلبي مُسعِفُ

تلك المليحةُ لم يزل مكياجُها
جُلساءها عن وجهها لا يَعزفِ

في ذِكرها رطْبٌ يناجي نفسَهُ
في حسنها ولوجهِها مُتَلهِّفُ

آوى إليها الحُسنُ يقطِفُ بعضَهُ
من وجنتيها فتنةً لا تُصرَفُ

ويميلُ -ما مالتْ رياحٌ نحوها
رقصى - كغصنِ البانِ جِسمٌ أهْيَفُ

قولي بربِّك أيُّ ريحٍ ميَّلَتْ
بك حينَ رسَّتْ من دلالك تعصفُ

ما كل ريحٍ دونَ ذكرِكِ دلَّها
قلبي إليهِ فأيُّ ريحٍ تصدفُ ؟

قالت على قدَرٍ أتيت ودَلَّنِي
حظي لموعدةٍ بها لا تُخْلَفُ

إذ لا مِساسَ ، الوعدُ آخرُ موعدٍ
والعهدُ ميثاقٌ لهُ ومُعَرِّفُ

ولسَمعِهِ أذُنٌ وأدنى ما يقالُ
الدربُ لا تحكي الخُطا ما تَعرفُ

يا أنتِ رفقاً بالذي نجَّاهُ مِن
هولٍ ولكنِّي بوجهكِ أضعَفُ

رفقاً بهذا القلبِ يا ابنةَ شمسِهِ
قد كاد من جَهدِ افتتانِي يُتلَفُ

فالقلبُ مني واحدٌ لا اثنانِ فلـْ
تُبقي عليه فما سواكِ سيأسفُ

رضوان السباعي
13 ديسمبر2021

 

م.رضوان السباعي غير متصل   رد مع اقتباس